اقام الحزب الشيوعي الاردني مهرجانا استذكاريا للرفيق الراحل آمال نفاع عضو مكتبه السياسي، الذي واكب مسيرته لأكثر من 67 عاما. وشارك في المهرجان المئات من الشيوعيين الاردنيين واصدقائهم وعدد من ممثلي الاحزاب الشيوعية في لبنان وفلسطين والبحرين والكويت بما فيهم ممثل عن الحزب الشيوعي العراقي.

وتخلل المهرجان العديد من الكلمات حيث القى الرفيق بسام الصالحي كلمة الاحزاب الشيوعية العربية، وكلمة اللقاء اليساري التي قدمتها الرفيقة ماري الدبس، والقى الرفيق فرج محمد طميزة كلمة الحزب الشيوعي الاردني، وكلمة عائلة الفقيد.

واشادت الكلمات بالدور النضالي للرفيق الفقيد "ابو خلدون" والتصاقه بحزبه وقضية شعبه الاردني، وعبرت جميع الكلمات عن تضامنها مع نضالات الحزب الشيوعي الاردني من اجل تحقيق مطالب الجماهير في تحسين ظروفها المعاشية والحياتية واشاعة الحياة الديمقراطية والحفاظ على استقلال البلاد، كما عبرت  الكلمات والبرقيات والرسائل عن تضامنها الكامل مع نضالات الشعب الفلسطيني وهبته الباسلة من اجل حقوقه المشروعة في اقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس من خلال توحيد صفوف الفصائل الوطنية الفلسطينية لدرء مخاطر المخططات الاسرائيلية الامريكية المناهضة للقضية العادلة للشعب الفلسطيني وقضايا الشعوب العربية.

وشارك وفد من الحزب الشيوعي العراقي ضم الرفيقين بسام محي وشميران مروكل عضوي مكتبه السياسي في الفعالية.

وجرى عقد لقاء تشاوري للأحزاب الشيوعية المشاركة في الفعالية تناول فيه الاوضاع السائدة في بلدانها، وقدم الرفيق بسام محي عرضا وافيا عن مواقف الحزب اتجاه التطورات الجارية في البلاد وتشكيل الحكومة الجديدة، وتوجهات الحزب في الدفاع عن مصالح الجماهير عبر مشروع التغيير والاصلاح ودعم الحركة الجماهيرية الاحتجاجية المطالبة بتحسين ظروفها المعيشية والخدمية. وتوقف اللقاء امام الاوضاع السياسية السائدة ودعمه الحركات والهبات الجماهيرية في فلسطين ولبنان والعراق والاردن والسودان والكويت والبحرين ومطالبها المشروعة لشعوبها، كما تابع اللقاء التحضيرات الجارية لعقد اجتماع للأحزاب الشيوعية العربية واهمية دعم لجنة المتابعة في جهودها الرامية الى انجاز المهمة وان يتحول الاجتماع الى محطة لتعزيز اواصر العلاقات الرفاقية، وتنسيق المواقف العامة اتجاه الاحداث الجارية في بلدانها.

ادناه نص رسالة اللجنة المركزية  الحزب الشيوعي العراقي التي سلمها الرفيق بسام محي الى الحزب الشيوعي الاردني .

في ذكرى رحيل آمال نفاع " ابا خلدون " ..

الرفاق الاعزاء في الحزب الشيوعي الاردني

الحضور الكريم

من رحم مجتمع بسيط في مدينة " السلط" ولد الفقيد العزيز ( ابو خلدون) وتبلورت  لديه مبكرا أولى براعم الفكر والوعي وبالتالي حب الوطن والناس وتجذر الغيرة الثورية في زمن مقارعة الاستعمار والتحرر الوطني وكانت باكورة نضاله الاشتراك في تظاهرة لإسقاط المعاهدة البريطانية وطرد " كَلوب باشا" كتفا الى كتف مع رفاق دربه من الفتية والفتيات ،الشيبة والشباب، ليسطع نجم الرفيق الراحل امال نفاع كقائد جماهيري عنيد خصوصا في منطقة أربد. في مسيرته النضالية الثورية لم يعرف الخوف او التردد  طريقا الى قلب " ابو خلدون"، ولم تثنه مصاعب الحياة والمسيرة  الشاقة ولا التنكيل عن فتح كوة الامل في ازقة المحرومين ليتنفسوا هواء الحرية وعطر المساواة، تاركا الترف واللهو وما وفرته له الحياة من نعمها ليقضي سبع سنوات من زهرة شبابه وراء قضبان السجون في معتقل " الجفر "، محافظا على مبادئه السامية ونبل قضيته وخلقه والتزاماته الفكرية والسياسية في حزبه الحزب الشيوعي الاردني المقدام .

في مطلع السبعينيات من القرن الماضي انخرط بيقين شيوعي في تنظيم الانصار دفاعا عن كرامة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد اغتصاب الارض من قبل المحتلين الصهاينة فكان خير مثال للتفاني والتضحية..

ونحن نقف بكل اجلال واكبار امام مسيرة الفقيد الرفيق "ابي خلدون" وعلى مدى اكثر من ستين عاما في سوح النضال الشيوعي والوطني الديمقراطي انما نستذكر قامة سامقة من قامات المناضلين العرب الذين وهبوا جل حياتهم من اجل قضايا الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي وحقوق المرأة ، وقد ترك لنا إرثاً ثوريا وتجربة نضالية وانسانية ذات قيم تعجز الكلمات عن الإحاطة بها او اعطائها حقها.

أعزاءنا..

في هذه الذكرى الجليلة لا يسعنا في الحزب الشيوعي العراقي الا ان نعبر عن كامل تضامننا ودعمنا لنضال الشعب الاردني من اجل قضاياه العادلة في تعزيز الحريات العامة والديمقراطية ورفض كل اشكال التدخلات الخارجية الاسرائيلية والامريكية المعادية المسيئة لسيادة واستقلال الاردن او التي تسعى الى تصفية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على ترابه الوطني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

ونؤكد دعمنا اللامحدود لنضال الحزب الشيوعي الاردني في دفاعه الجسور عن مصالح الجماهير المضطهدة والمحرومة من اجل تحسين ظروفها المعيشية  وتطوير الاقتصاد الوطني واعتماد نهج اخر يقلل من التفاوت الاجتماعي بين اثرياء وفقراء البلاد، ويحد من معدلات البطالة ويوازن بين الاجور والاسعار ويخفض الضرائب ويعالج القضايا الخدمية بعيدا عن وصفات صندوق النقد الدولي المصممة لخدمة مصالح الرأسمالية والفئات الطفيلية، ومن هنا نحن معكم في المطالبة بضرورة مجيء حكومة وطنية منتخبة شعبياً لقيام أردن وطني ديمقراطي.

الحضور الكريم..

ما زال العراق اليوم يعيش حالة استعصاء سياسي تتجلى حاليا في عملية  استكمال تشكيل الحكومة الجديدة ، حيث تتعثر الجهود وسط صراع بين مشروعين، الاول مشروع التغيير والاصلاح الذي يهدف الى الخلاص من نهج المحاصصة الطائفية الاثنية اس البلاء وولّاد الازمات وحامي الفساد والمفسدين، ومن اجل اعادة بناء الدولة العراقية على اسس المواطنة والكفاءة والنزاهة والاخلاص للوطن والذي بات خيار العراقيين بعد نضالاتهم المديدة وهباتهم الجماهيرية المتواصلة.

المشروع الثاني يتشبث بنهج المحاصصة الذي اثبت فشله وعدم قدرته على معالجة الازمة البنيوية الشاملة في البلاد لأنه  يوفر لبعض القوى السياسية السلطة والنفوذ والهيمنة وبدعم خارجي بالضد من ارادة شعبنا العراقي.

ان حالة الاستعصاء والصراع وشراء الذمم والمناصب العليا ومنها الوزارات ليست عمليات فساد مكشوفة فحسب، بل هي  ليست بعيدة عن تدخلات خارجية اقليمية ودولية، الامر الذي يعطي لقوى الارهاب فرصة لاستعادة مواقعها مستغلة الثغرات لمعاودة نشاطها الإجرامي وهذا ما شهدناه في الاسابيع الماضية. ان قوى المحاصصة والفساد هي المسؤولة عن التدهور الامني والسياسي والاقتصادي في البلاد.

ان مشروعنا في " سائرون " يعبر عن طموحات الشعب وحاجاته الضرورية  ومطالبه المشروعة على طريق اصلاح العملية السياسية وتوفير الخدمات العامة ومنها الكهرباء والماء وفرص العمل والتعليم والصحة والسكن ، ومكافحة الفساد والحفاظ على المال العام، اي تلك المطالب التي طالما ناضلت من اجلها الحركة الاحتجاجية والمطلبية على مدى السنوات الثلاثة الاخيرة، وهذا يتطلب تشكيل حكومة قوية فاعلة ، يتمتع اعضاؤها بالكفاءة والنزاهة والمهنية والاخلاص لقضية الشعب وتطلعاته للتغيير والاصلاح الجذري، وان تقوم باتخاذ اجراءات ملموسة ضمن سلم اولوياتها تلبية لمطالب ذوي الدخل المحدود والفقراء والمهمشين والنازحين والمهجرين وضرورة اعادتهم الى ديارهم وتعويضهم عن خسائرهم المادية والمعنوية جراء الحرب ضد داعش.

كما يتطلب من مجلس النواب المنتخب تحسين ادائه في تشريع القوانين التي تهم مصالح الناس وتوفر لهم فرص حياة افضل وتساعد في بناء مؤسسات الدولة واجراء الاصلاح المطلوب في النظام السياسي ، وممارسة دوره الرقابي على الاداء الحكومي وان يتمتع بالشفافية والوضوح والارتقاء بآليات عمله وان يقترب من حس الجماهير ومطالبهم المشروعة.

في الختام اسمحوا لرفاقكم في الحزب الشيوعي العراقي بهذه المناسبة الاستذكاري الجليلة لفقيدنا الراحل الرفيق امال نفاع " ابو خلدون " ان نجدد تضامننا مع نضالات الشعب الاردني وحزبه الشيوعي، وكذلك نعبر عن دعمنا النضالات المشروعة للشعب الفلسطيني في حقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ونحيي نضالات وطموحات شعوبنا العربية واحزابها الشيوعية واليسارية والديمقراطية.

والسلام عليكم...