أصر المتضامنون الأمميون البواسل على إتمام المهمة النبيلة التي نذروا أنفسهم لها، غير عابئين بالمواجهة غير المتكافئة التي تنتظرهم مع قوات احتلال غاشم لن تتوانى عن أن تقترف بحقهم اشكالا من القمع والتنكيل وامتهان الكرامة الانسانية، خبروها من حملات التضامن السابقة، وتابعوا ما هو أشد منها وأقسى على الهواء مباشرة بحق مواطني قطاع غزة على مدى عامين.
لم يتوقع المتضامنون أنفسهم ولا من تابع وساند مقاومتهم الجريئة لشتى أشكال التهديد والضغوط، أن ينصاع كيان الاحتلال لإرادة الملايين حول العالم، وأن يسمح لهم بايصال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
لكنهم أصروا على عدم التراجع، وتمسكوا بالرسالة الإنسانية لحملة التضامن ...كسر الحصار، وتأمين ما تسمح به الامكانات من مقومات ضرورية لبقاء سكان القطاع على قيد الحياة. وإن حالت الظروف القاهرة دون تحقيق ذلك، عبر إقدام قوات الاحتلال على ارتكاب جريمة اعتراض "أسطول الصمود"، والسيطرة على قواربه وسفنه، وإجباره على حرف مساره، فحينئذ يتضح، بما لا يدع مجالا للشك، أنّ كيان الاحتلال ليس في وارد وقف حرب الإبادة التي يشنها منذ عامين ضد القطاع، وإنهاء الحصار الجائر، وفتح المعابر والسماح بدخول الإمدادات الغذائية والدوائية.
لقد أوضح السلوك الصهيوني العدواني المتغطرس تجاه "اسطول الصمود" أنّ الإعلان الذي صدر عن المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الامريكي قبل أيام، من توجه مشروط لوقف الحرب العدوانية، والانسحاب، وعدم فرض التهجير ...الخ، ما هو إلا خداع وتضليل لشعوب العالم وهذه رسالة مضمرة لا تقل أهمية عن الرسالة الأساسية لحملة التضامن ولـ "أسطول الصمود".
الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال المجرمة بحق "أسطول الصمود" تفتقت عن ذات الذهنية المتوحشة التي تسول لحكومة الاحتلال اليمينية التي تتعمق نزعاتها وميولها الفاشية وقطعان مستوطنيها العنصريين ارتكاب مجازر وحشية منقطعة النظير، وجرائم حرب لن تمحوها أكاذيب الرئيس الامريكي، ولا محاولاته المفضوحة لطمسها وإعفاء القتلة والمجرمين "الاسرائيليين" من عواقبها.
إنّ حزبنا، الحزب الشيوعي الاردني، إذ يعرب عن تقديره العالي لجرأة المتضامنين الأمميين البواسل، يرى في تنامي حركة التضامن الأممي مع القضية الفلسطينية والانتصار لعدالتها اليقينية، مؤشرا واضحا لتصاعد مد جماهيري عالمي للتصدي للامبريالية العالمية، وخصوصا الأمريكية، ولعدوانيتها المتصاعدة ضد شعوب العالم أجمع، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، ويدين بشدة تمادي الاحتلال "الإسرائيلي" في جرائمه البشعة، وانتهاكاته الفظة للعهود والشرعة الدوليه لحقوق الشعوب والانسان، واستهتاره اللإانساني بحياة الناس، ويطالب بعدم تعريض المتضامنين لأي أذى وإطلاق سراحهم فورا وتأمين عودتهم سالمين إلى أوطانهم وعائلاتهم.
عمان في 2/10/2025
المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني