26 تموز يوم حزين للبنان وشعبه وشعوبنا العربية برحيل الفنان الكبير الرفيق زياد الرحباني.

 غادرنا زياد اليوم وترك رحيله المبكر في قلوب عائلته ورفاقه ومحبًيه الكثر، جرحا لا يندمل وغصًة لا تنطفئ. هو الفنان المبدع الذي أدخل بوعيه الفكري والسياسي والثقافي الفرح إلى قلوبهم. قدّم زياد فنّه المميّز بشجاعة وجرأة نقدية نادرة، وهو المعروف بوقوفه الواضح والصريح ضد الطائفية والمذهبية، وفي التزامه قضية وطنه وشعبه ومقاومته الوطنية. هو من كان رائدا في إنتاج ألوان مبدعة وغير مسبوقة من البرامج الاذاعية ومن الموسيقى والغناء. ألوان طوًرت عطاءات المدرسة الرحبانية وتفاعلت معها إلى حدود الاندماج أجيالا متعاقبة من المواطنين اللبنانيين والعرب منذ أواسط الستينيات. وما بين تفنًنه بالجاز الشرقي وإبداعه بالموسيقي والأغاني الجميلة والملتزمة بقضايا عموم الناس وبخاصة فقرائهم، استطاع زياد ان يحتلً موقعا حميما ومميًزا في قلوب الناس وعقولهم. هو من لم يتردًد لحظة في الإعلان باعتزاز وفخر عن معتقداته الماركسية واليسارية والإنسانية، مع الحرص الواعي على جعل روح هذه المعتقدات تعبر وتسبح وتنبض في فضاء مسرحياته وموسيقاه وأغانيه. سوف تبقى يا زياد حيًا في ذاكرتنا، وشعلة تنير درب رفاقك وعشاقك. إلى والدتك الفنانة السيدة فيروز وإلى أخوتك وإلى عائلتك الكريمة التي أعطت لبنان وشعبه الفخر والاعتزاز، وإلى رفاقك وأصدقائك ومحبيك أحر التعازي بهذه الخسارة الوطنية المشتركة والجسيمة التي لا تعوّض، داعين الدولة اللبنانية لإعلان الحداد الرسمي العام يوم التأبين.

 بيروت في 26 تموز 2025                            

الحزب الشيوعي اللبناني