(الميدان - الثلاثاء 5 نوفمبر 2024)قدم الدكتور حمدوك في لقائه في "شاتام هاوس" في لندن اربع نقاط لبرنامج "تقدم": حماية المدنيين، الإغاثة، إيقاف اطلاق النار ومائدة مستديرة تجمع القوى المدنية والسياسية، ولكنه اعتمد في تنفيذ نقاطه جميعا على ما يسمى بالمجتمع الدولي أو القوى الأجنبية، بما في ذلك المائدة المستديرة التي قال يدعو الاتحاد الأفريقي لتنظيمها. وهذا تمليك كامل لمعالجة قضية السودان للقوى الأجنبية، ولم يذكر في كل حديثه أي دور لشعب السودان او جماهيره حتى في الضغط على المجتمع الدولي لفعل ذلك. وهذا طريق مرفوض من قبلنا، ليس انكارا لدور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والاقليمي في المساعدة في إيقاف الحرب وتقديم العون الإنساني لضحايا الحرب واغاثتهم، بل موقفنا أن الحرب يوقفها شعب السودان بنضاله في الداخل والخارج، وأن جلب التضامن لشعبنا هو نشاط يقوم به السودانيون خاصة في المهاجر والاتصال بمنظمات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية والاقليمية وانشاء المنظمات المدنية الوطنية للإغاثة، وبناء تنظيمات الجماهير القاعدية مثل لجان الطوارئ والطعام ولجان النازحين وتنظيماتهم السياسية القاعدية ولجان مناهضة الحرب التي تتطور الى جبهة عريضة لوقف الحرب. إن ما نقدمه طريق مختلف عن ما يطرحه حمدوك و"تقدم". فنحن لا نرهن مصير بلدنا وشعبنا لأي قوى اجنبية، بل نصر على انتزاع القرار حول مصير البلد والشعب ونسعى لجلب التضامن لشعبنا عبر اتصالنا بشعوب العالم ومنظماته المدنية والديمقراطية للتأثير على موقف حكوماتها.

إن الثقة في المجتمع الدولي تتجاهل أن تلك القوى هي طرف في الحرب ولها مصالح تخدمها أما بتشجيع أحد طرفي الحرب، أو بالصمت وعدم الضغط لإيقافها، لإضعاف طرفي الحرب حتى يسهل عليهم السيطرة على البلاد ومواردها. إن هذه الحرب حول تصفية الثورة واجبار السكان على النزوح وتحطيم البنية التحتية والصراع حول الموارد وحول الموقع السياسي والاستراتيجي للسودان. لذا ينبغي ألا نترك الحبل على الغارب للقوى الدولية والإقليمية لتقرير مصير بلادنا بتسليمها مفاتيح الحل والربط ولا بد لشعبنا أن يكون ساهرا على مصالحه، وأرضه، وموارده، ووحدته.

(الميدان - الثلاثاء 5 نوفمبر 2024)

ان هناك طريقان لا ثالث لهما، طريق الارتكاز على الجماهير وطريق الارتهان للمجتمع الدولي والاقليمي.