لم يحسم شيء بعد. وكما هو متوقع، فاز الرئيس الاسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بأول اقتراع، بهامش واضح. وسيواجه بعد عدم تحقيقه الأغلبية المطلقة، الرئيس الحالي جايير بولسونارو في جولة ثانية في 30 تشرين الأول الحالي. وهذا يعني بالنسبة للبرازيل، أربعة أسابيع أخرى من الانتظار والتوتر، وتكهنات بشأن السلوك الانتخابي وتأثير الأخبار المزيفة، والخوف من الاضطرابات أو حتى الانقلاب في حالة تغيير السلطة عبر صناديق الاقتراع.
لقد دُعي في الثاني من تشرين الأول الحالي أكثر من 156 مليون ناخب برازيلي إلى صناديق الاقتراع. وجرت جولة الانتخابات الاولى في بلد منقسم بشدة الى معسكرين، معسكر يميني متطرف يقوده الرئيس المنتهية ولايته المتطرف جاير بولسونارو، الضابط السابق والمعروف بفاشيته، ومواقفه العنصرية والرجعية والمعادية للأجانب، ومعسكر قوى اليسار والتقدم والديمقراطية الساعي الى استعادة البلاد لقيم الديمقراطية والتسامح والسلام.
البرازيل هي واحدة من الاقتصادات الرائدة في العالم، وهي عضو في مجموعة العشرين ومجموعة دول بريكس، وبالتالي لها تأثير حاسم على عموم أمريكا اللاتينية. وتعد البرازيل، عملاق أمريكا اللاتينية، واحدة من أكثر الدول اكتظاظًا بالسكان في العالم، يبلغ عدد سكانها قرابة 215 مليون نسمة. وناتج أجمالي محلى يبلغ قرابة 1,8 تريليون دولار أمريكي، لذلك فإن مثلها السياسي له تأثير حاسم على نبض بلدان المنطقة.
على الرغم من نمو الناتج الإجمالي المحلي، في ظل حكومة جايير بولسونارو من ايار2021 إلى نيسان 2022، ارتفع عدد العوائل البرازيلية التي تعيش في فقر مدقع، وفق وزارة المواطنة، من 14,6 الى 18,2 مليون،. وفي حزيران من هذا العام، أصدرت شبكة أبحاث السيادة الغذائية والأمن في البرازيل تقريرًا يحذر من أن قرابة 125 مليون مواطن يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأن 33 مليون شخص يواجهون الجوع يوميًا. على الرغم من حقيقة أن البرازيل هي واحدة من أكبر منتجي الغذاء في العالم.
بالإضافة إلى سرعة إزالة غابات الامازون، تميز عهد بولسونارو أيضا، بإدارته الكارثية لازمة وباء كورونا، حيث غير خلال فترة صعود الأزمة، وزير الصحة أربع مرات. لقد كلف الوباء البرازيل قرابة 680 ألف ضحية. ورغم هذا كله، تم انتخاب وزير الصحة السابق إدواردو بازويلو، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب تعامله مع ازمة كورونا، لعضوية مجلس النواب الجديد، وكان واحدا من أكثر النواب المنتخبين في ولاية ريو دي جانيرو اصواتا. وانتخب ايضا ريكاردو ساليس، وزير البيئة السابق في عهد جاير بولسونارو والمسؤول إلى حد كبير عن السرعة المدمرة لإزالة الغابات في منطقة الأمازون. لقد حصل على 640 ألف صوت، أي ثلاثة أضعاف ما حصلت عليه مارينا سيلفا، وزيرة البيئة في حكومة „ لولا" وواحد من السياسيين الخضر الأكثر شهرة في البرازيل.
انتخابات رئاسية وتشريعية متعددة
كان يوم التصويت حافلا بتعدد عمليات الانتخاب، فإلى جانب انتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد، جرى انتخاب حكام الولايات الـ 27، وانتخاب أعضاء البرلمان الفيدرالي (513 مقعد موزعة وفق حجم كل ولاية)، و27 عضوًا من أصل 81 عضوا في مجلس الشيوخ، كذلك تم انتخاب برلمانات الولايات.
والولايات الأكثر تمثيلا في البرلمان هي ولاية ساو باولو ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، ويمثل سكانها البالغ عديدهم أكثر من 46 مليون نسمة، (70 نائبا) ً في البرلمان الوطن. تأتي بعد ها ميناس غيرايس، (50 نائبا)، وريو دي جانيرو، الولاية التي ينتمي إليها بولسونارو، (46 نائبا).
على الرغم من أن النظام السياسي البرازيلي رئاسي بطبيعته، إلا أن البرلمان يلعب دورا أساسيا في تشكيل الحكومة، فضلا عن تعدد الكتل المتمثلة فيه، وحاجة أي طرف يشكل الحكومة الى تحالفات واسعة تتعدى حدود معسكره السياسي وحلفائه الطبيعيين.
التحالفات السياسية والاجتماعية
الرئيس البرازيلي الأسبق وزعيم حزب العمل السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا هو مرشح واحد من أكبر التحالفات السياسية التي خاضت الانتخابات منذ التحول الديمقراطي. يضم التحالف عشرة أحزاب ذات امتداد وطني، الى جانب حزب العمل منها حزب الخضر، الحزب الشيوعي في البرازيل وحزب الاشتراكية والحرية، وهو حزب ماركسي تعود جذوره الى التروتسكية. ويضم التحالف أيضا الحركات الاجتماعية الرئيسية في البلاد، مثل حركة المعدمين، وحركة العمال المشردين، وحركة حقوق العمال، وحركة انتفاضة الشعب للشباب، وغيرها الكثير. وكذلك المراكز النقابية الرئيسية في البرازيل.
رشح لولا جيرالدو ألكمين الحاكم السابق لولاية ساو باولو، والمنتمي لقوى الوسط، لمنصب نائب الرئيس. ولم تقابل هذه الخطوة التكتيكية بالكثير من الحماس من قبل أقلية من أنصار"لولا". ألكمين هو من بين مؤسسي الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي التقليدي، الذي تبنى سياسات يمينية. وقد لعب هذا الحزب دورا رئيسياً في الانقلاب البرلماني، الذي عزل القيادية في حزب العمل، والرئيسة المنتخبة ديمقراطيا ديلما روسيف في عام 2016، واستمر بدعمه لحكومة رئيس الانقلاب ميشيل تامر. ومن الجدير بالذكر ان جيرالدو ألكمين انتقل من صفوف الحزب الديمقراطي الاجتماعي الى الحزب الاشتراكي المحسوب على قوى يمين الوسط..
جيرالدو ألكمين عنصر أساسي في استراتيجية لولا للفوز بالرئاسة. انطلاقا من صلاته السياسية وعلاقاته بالأوساط الاقتصادية. وبالنسبة لمناطق السلطة الاقتصادية في البرازيل، فإن تعيين جيرالدو ألكمين بمثابة ضمانة، لعدم تبني حكومة "لولا" سياسات اقتصادية شديدة الجذرية. وفي طمأنة لهذه الأوساط، شهد الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية، تنظيم حفل عشاء حضره "لولا"، بمشاركة 100 من أكبر رجال الأعمال في البلاد. وفي الوقت نفسه، تهدف هذه الاستراتيجية الى جذب أوساط انتخابية من يمين الوسط، التي يجد حزب العمل صعوبة في الدخول في حوار معها.
الجانب الجديد للسيناريو الحالي، لا يركز على الهياكل لانتخابية، بل على التحالفات الاجتماعية التي تمثلها هذه الهياكل. ولهذا مثلت القائمة الانتخابية التي يقودها حزب العمل جبهة ديمقراطية واسعة، تقترب من جبهة مناهضة الفاشية، وكان عليها عمليا استيعاب عدد من التناقضات والخلافات. وبما أن مساحة اختبار حكومة جديدة للتعاون الطبقي ضيق جدًا، لذلك تثار تساؤلات بشأن السياسات التي سينفذها "لولا"، في حال فوزه في الجولة الحاسمة، هذه المرة.
"لولا" يتقدم استطلاعات الرأي بعد جولة الانتخابات الأولى
بعد فرز 99,99 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى، أعلنت المحكمة العليا للانتخابات في البرازيل، عن موعد جولة الانتخابات الحاسمة بين المرشحين الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا وجاير بولسونارو، وحددت الثلاثين من تشرين الأول الحالي موعدا لها. حصل "لولا"، على 48,43 بالمئة من الأصوات (57,258,115 مليون صوت) متقدما على الرئيس الحالي جايير بولسونارو، الذي حصل على 43,20 بالمئة (51,071,277 مليون صوت).
وجاءت في المركز الثالث مرشحة يمين الوسط من الحركة الديمقراطية البرازيلية سيمون تيبيت بحصولها على 4,16 في المائة، يليه الوزير السابق سيرو جوميز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (حزب العمال الديمقراطي) بنسبة 3,04 في المائة. وحصل مرشحون آخرون أقل من واحد بالمائة. ومن الجدير بالذكر ان توصيف ديمقراطي اجتماعي في البرازيل يطلق على عدد من الأحزاب تمتد من قوى الوسط الى اليمين التقليدي.
وإلى جانب جولة انتخابات الرئاسة الثانية ستجري في الثلاثين من تشرين الأول الحالي جولة الانتخابات الثانية لتحديد حكام 12 ولاية في البلاد.
نجاحات اليمين المتطرف
لم يكن أداء الرئيس الحالي بولسونارو جيدًا ومفاجئا فقط، بل سجل اليمين المتطرف نجاحات أيضا في انتخابات حكام الولايات والبرلمان. كما فاز مرشحو الحزب الليبرالي بزعامة بولسونارو في تسع من الولايات الخمس عشرة التي تم فيها حسم انتخاب حكام. الولايات.
في ولاية ريو دي جانيرو، على سبيل المثال، فاز كلاوديو كاسترو حليف بولسونارو في انتخابات حاكم الولاية. وكان ينتمي حتى وقت قريب إلى الحزب الاشتراكي وهو حزب إنجيلي يميني يتبنى قيم رجعية اجتماعية، وحذر باستمرار من من خطر الغزو الشيوعي المزعوم. حصل على قرابة 60 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى.
في ساو باولو، احتل تارسيسيو دي فريتاس، وزير البنى التحتية في حكومة بولسونارو، المرتبة الأولى بحصوله على 42 بالمائة من الأصوات وهو المرشح الأوفر حظًا في جولة الانتخابات الثانية، فيما حقق مرشح حزب العمل فرناندو حداد من حزب العمال، نتيجة مخيبة بحصوله على 36 في المائة فقط.
اليمين المتطرف القوة الأولى في البرلمان ومجلس الشيوخ
جاءت النتائج في الإطار العام مطابقة لنتائج الدورة السابقة، مع انتقالات في معسكر اليمين لصالح اليمين المتطرف. في مجلس الشيوخ، سيكون حزب بولسونارو، الحزب الليبرالي، أقوى فصيل ولديه 13 مقعدًا، علما ان مجس الشيوخ يضم أكثر من عشرين حزبًا. حصل حزب العمل على 9 مقاعد، وفاز حزب الاستدامة الأخضر بمقعد واحد، فيما بقي الحزب الشيوعي في البرازيل وحزب الاشتراكية والحرية الماركسي خارج قبة المجلس الذي يضم 81 مقعدا.
وفي البرلمان الوطني تقدم حزب الرئيس المنتهية ولايته، وحصل على 99 مقعدا من أصل مجموع مقاعد البرلمان البالغة 513. وحصل التحالف الذي يقوده حزب العمل، والذي يضم عشرة أحزاب على 138 مقعدا، منها 79 مقعدا لحزب العمل.
وفي ضوء كثرة الأحزاب الممثلة في البرلمان سيجمع تحالف قوى الوسط من أحزاب ديمقراطية اجتماعية وأحزاب حماية البيئة 125 مقعدا. وستجمع ما يسمى بأحزاب المركز وهي أحزاب يمينية تقليدية 235 مقعدا. ان المعطيات المشار اليها تعكس تعقد اللوحة البرلمانية وتوازن القوى فيها، الى جانب الحراك والانتقالات التي تحدث، فضلا عن الصفقات، وهو ما حدث خلال الانقلاب البرلماني الذي عزل الرئيسة اليسارية ديليما روسيف في عام 2016.
نجاحات اليسار
وصل بعض مرشحي اليسار المهمين الى مواقع متقدمة ايضا. بدأت حركة المعدمين بـ 15 مرشحًا. تم انتخاب أربعة نواب في المجالس التشريعية للولايات وعضوين في مجلس النواب.
وصل ثلاثة نواب من الأحزاب المنضوية في تحالف اليسار، من الناشطين المهتمين بحقوق الأفراد الشخصية وحقوق الأقليات الى البرلمان، بالإضافة الى ناشطتين من مجتمعات السكان الأصليين، وهؤلاء جميعا من الوجوه الجديدة التي تدخل البرلمان الوطني.
في ساو باولو، فاز غيلهيرم بولس من حزب الاشتراكية والحرية بعضوية مجلس النواب، وحصل على أكثر من مليون صوت. ومُثل الحزب الشيوعي في البرازيل بستة نواب اعيد انتخاب خمسة منهم وانتخبت السادسة للمرة الأولى.
الجولة الحاسمة وخطورة الرئيس الفاشي
لتحقيق الفوز في الجولة الثانية في الثلاثين من الشهر الحالي، يتعين على بولسونار ان يضيف لرصيده 5 في المائة، في حين يحتاج "لولا" قرابة 2 في المائة فقط. لكن في الصراع على الأصوات المطلوبة، يتمتع بولسونارو بأريحية محدودة. لقد استنفد لولا إلى حد كبير إمكانات الناخب اليساري. ويكمن الخطر أيضًا في حقيقة أن بولسونارو كان يلوح بفكرة الانقلاب منذ شهور.
وسيجري التنافس على نسبة الـ 8 في المائة التي حصل عليها المرشحون الخاسرون، وفرصة بولسونارو تبدو أكبر، إذا اخذنا بنظر الاعتبار انه تجاوز في الجولة الأولى جميع استطلاعات الرأي، التي اعطته في أحسن الأحوال 34 في المائة فقط.
جاير بولسونارو يخوض الانتخابات مع الجنرال والتر سوزا براغا نيتو مرشحه لمنصب نائب الرئيس. ويمثل بولسونارو طليعة الجناح اليميني المتطرف الذي يتمتع بقدرة اجتماعية كبيرة وقاعدة اجتماعية معبأة. وأهم أساس سياسي لهذا التحالف هو ما يسمى الثلاثي المقدس (الكتاب المقدس، الرصاصة، الثور): تجمع من البرلمانيين وأعضاء اللوبي من المتطرفين اليمينيين، والطوائف الإنجيلية، وصناعة الأسلحة والصناعات الزراعية، الذين لديهم موارد مالية وإعلامية ضخمة ويحاولون فرض أجندتهم الرجعية.
إنه قطاع يميني متطرف يتمثل جديده الأساسي في عدائه الرجعي الصريح للإجماع الذي أوجده التحول الديمقراطي ودستور عام 1988. هذا هو اختلافه الرئيسي مع "اليمين الديمقراطي" الذي ظل يتحدى السلطة حتى وصول بولسونارو للسلطة عام 2018. يمثل بولسونارو توليفة تشكلت نتيجة لانهيار اليمين التقليدي وظهور يمين متطرف يعارض بشدة الإجماع الديمقراطي. ونتائج انتخابات 2018 مثال ملموس على ذلك. وفي هذه الانتخابات حدث تحول قوي للناخبين من الأحزاب التقليدية إلى بولسونارو: فقد حزبان من اليمين التقليدي ما مجموعه 50 مقعدا، في حين ارتفع رصيد بولسونارو من مقعدين فقط إلى 52 مقعدًا. وتدعم هذا التحالف اليميني المتطرف قطاعات ليبرالية متطرفة. لقد شهدت الانتخابات البرلمانية الإيطالية تطورا مماثلا حيث تقدم الفاشيون على حساب حلفائهم في التحالف الفائز.
منذ عدة أشهر، كان بولسونارو يعد كل شيء للطعن بنتائج الانتخابات، على طريقة دونالد ترامب. صرح بولسونارو، في أكثر من مناسبة، أنه لن يقبل نتيجة الانتخابات إلا كمنتصر. وروج أكاذيب حول نظام التصويت الإلكتروني وأعلن أن "الله وحده" يستطيع ابعاده من الرئاسة. بهذه الطريقة، يحاول بولسونارو الحفاظ على قدرات تعبئة قاعدته، التي تتمتع بتماسك أيديولوجي قوي ومستوى عالٍ من العدوانية.
في الوقت نفسه، تسمح له هذه الاستراتيجية بخلق سيناريوهات للعنف السياسي، سواء مباشر أو غير المباشر، وتحافظ على فريق مبادر يقوده وبولسونارو من قلب المسرح السياسي، مسلح بقدرات غير قليلة. ولتحقيق أهدافه، لديه قاعدة موالية في جهاز الشرطة العسكرية، وهي منضبطة للغاية، وقادرة على التنسيق.
يفترض معظم المحللين أنه كلما كان الفارق في النتيجة النهائية ضئيل، اتسع احتمال ذهاب بولسونارو الى المخاطرة بتجاوز المؤسسات الديمقراطية.
تطورات إيجابية
شهدت الأسابيع الأخيرة تطورات إيجابية لصالح مرشح اليسار الرئيس الأسبق "لولا" بددت الكثير من المخاوف.
يبدو ان الوعي بالخطر الفاشي الذي يجسده الرئيس المنتهية ولايته، والحرص على الديمقراطية، المستمد من النضال الذي خاضه البرازيليون بمختلف توجهاتهم ضد الدكتاتورية العسكرية والذي أنتج التحول الديمقراطي عام 1988، دفع العديد من شخصيات يمين الوسط، واليمين التقليدي، إلى اعلان الدعم للمرشح اليساري، الذي يختلفون معه فكريا وسياسيا، انه تحول يعكس لنا أهمية تراكم الوعي بالديمقراطية والدفاع عنها المفقود في بلدان مثل العراق بين القوى والكتل المتنفذة.
لقد شهدت البرازيل حراكا سياسيا إيجابيا لصالح مرشح اليسار الرئيس الأسبق «لولا»، وفي هذا السياق دعت مرشحة الانتخابات الرئاسية التي شغلت المركز الثالث سيمونه تيبيت (4 في المائة، قرابة 4,9 مليون صوت)، ومنافسها الذي شغل والمركز الرابع سيرو غوميز (3 في المائة، 3,6 مليون صوت)، للتصويت في جولة الانتخابات الثانية لصالح «لولا». وقالت سيمونه تيبيت، وهي سياسية تنتمي إلى يمين الوسط، وعضو مجلس الشيوخ عن الحركة الديمقراطية البرازيلية، أنها ستخوض الحملة الانتخابية في الشوارع لصالح «لولا» وضد بولسونارو.
وقال سيرو غوميز، انه ايضا سيدعم لولا دا سيلفا في جولة الانتخابات الثانية: «إذا نظرت إلى الظروف، فهذا هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة». وقال في بيان للحزب إنه سيدعم «لولا» لأن «لدينا رئيس غير كفء على الإطلاق ترك الملايين من البرازيليين يواجهون مصيرهم وهو مسؤول عن وفاة 700 ألف مواطن آخرين بسبب الوباء".
وأعلن الرئيس البرازيلي الاسبق فرناندو هنريك كاردوسو (1995 – 2002)، البالغ من العمر 91 عامًا، وهو من حزب الديمقراطية الاجتماعية البرازيلي المحافظ، أنه سيصوت لصالح لولا في جولة الانتخابات الثانية. وقال مضيفا: «في الجولة الثانية، سأصوت لصالح تاريخ مشترك في النضال من أجل الديمقراطية والاندماج الاجتماعي. سأصوت لصالح لويس إيناسيو لولا دا سيلفا". كذلك أعرب السناتور خوسيه سيرا، المعارض التاريخي لحزب لولا، عن دعمه له.
وانضم عشرات السياسيين، بينهم عدد من حكام الولايات وأعضاء مجلس الشيوخ من 18 ولاية، علنًا إلى حملة «لولا»، وبضمنهم أعضاء في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الليبرالي الجديد. وفي استطلاع نشره معهد داتافولها يوم الجمعة 16 تشرين الأول الحالي، فاز لولا بنسبة 53 في المائة من الأصوات، متقدما على بولسونارو بنسبة 47 في المائة. وفقًا لآخر استطلاع للرأي آخر نُشر في اليوم نفسه، على سؤال مختلف، بين إن 56 في المائة من المستطلعين "بالتأكيد لا" يريدون التصويت لبولسونارو، في حين أن 46 في المائة لن يصوتوا لخصمه اليساري.
*- نشرت المادة بصيغتها الأولى في العدد 159 من مجلة الشرارة النجفية الصادر في 18 تشرين الأول 2022. واضيفت الفقرة الأخيرة الى النص، كمتابعة للتطورات الجارية بعد اعلان نتائج الجولة الأولى.