تشهد البلاد موجات متتابعة ومتصاعدة من الغلاء، تشمل خصوصاً الموادّ الغذائيَّة ومختلف الموادّ الاستهلاكيَّة الضّروريَّة؛ وذلك لأنَّ السُّلطة الحاكمة دأبتْ على تحميل النتائج الكارثيَّة لسياساتها الاقتصاديَّة الجائرة على كواهل الطَّبقات الشَّعبيّة الفقيرة ومحدودي الدَّخل ومختلف شرائح الكادحين.
يا جماهير شعبنا الأبيَّة،
إنَّ سياسات التَّبعيَّة، والنَّهب الجَشِع لثروات البلاد ومواردها، وغياب التَّنمية الوطنيَّة، والانحياز الضَّريبيّ للمصالح الرَّأسماليَّة الكبيرة، والخضوع الذَّليل لإملاءات صندوق النَّقد الدَّوليّ ووصفاته الليبراليَّة الوحشيَّة، والتَّمادي في الفساد الشَّره وتمويل فواتيره الباهظة مِنْ جيوب الفقراء ومحدودي الدَّخل، والضَّرائب الخاصَّة الكبيرة على فواتير المشتقَّات النَّفطيَّة والطَّاقة عموماً (وهو موضوع يفتقر إلى الشَّفافيَّة ويثير الكثير مِنْ علامات الاستفهام والسُّخط)، إنَّما هي أسبابٌ أساسيَّة لانهيار القيمة الشِّرائيَّة للأجور والرَّواتب، وارتفاع معدَّلات الفقر والبطالة، وتردِّي الأحوال المعيشيَّة للطَّبقات الشَّعبيَّة.
وليس ثمَّة مِنْ سبيلٍ لوضع حدٍّ لهذا المسار المتسارع في انحداره، سوى استعادة الأموال الوطنيَّة المنهوبة (وخصوصاً الَّتي حُوِّلَتْ إلى «ملاذاتٍ آمنة»).. وكذا الثَّروات والموارد الوطنيَّة الَّتي بيعت بأبخس الأثمان – في إطار سياسات الخصخصة – وتسرَّبتْ أثمانها إلى جيوب كبار الفاسدين، ومكافحة الفساد بحزم وجدِّيَّة، وإخضاع السِّياسات الاقتصاديّة للمصالح الوطنيَّة ولأغراض تحسين الأحوال المعيشيَّة للطَّبقات الشَّعبيّة وتأمين حاجاتها الأساسيَّة (الصِّحَّة، والغذاء، والتَّعليم)، وتقييد أسعار السِّلع الأساسيّة وإخضاعها لرقابةٍ مشدَّدة، وفرض ضريبة دخل تصاعديَّة على الدّخول العالية، ووضع حدّ للهدر والانفاق غير التَّنمويّ.
إنَّ الجذر الأساسيّ لكلّ هذه السِّياسات الاقتصاديّة الجائرة واللاوطنيَّة هو التَّبعيَّة، والاستبداد، والانفراد بالسُّلطة؛ وتهميش الشَّعب، وتغييب دوره، والتَّجاوز المستمرّ والمتمادي على حقِّه الدّستوريّ في أن يكون هو مصدر السّلطات، وتزوير إرادته بانتظام.
وبناء عليه، فإنَّنا ندعو جماهير شعبنا، في مختلف أماكن وجودها ومختلف شرائحها، إلى التصدي لهذه السِّياسات الجائرة، والمساهمة في الفعاليات الوطنيَّة الاحتجاجيَّة بأشكالها المختلفة (اعتصامات، وقفات، ومسيرات)؛ وذلك مِنْ أجل وضع حدٍّ لهذا الظّلم وهذا الجور، وتحصيل حقّ الشَّعب الأردنيّ في الحرِّيَّة والدِّيمقراطيَّة والعيش الكريم.

عاش شعبنا الأردنيّ الأبيّ.

الحزب الشيوعي الاردني
عمان في 5/6/2022