الرفاق الأعزاء

بالنيابة عن كوادر وأعضاء وأنصار حزب توده - ايران، نتقدم بتحياتنا الرفاقية إلى جميع أعضاء وأنصار وحلفاء الحزب الشيوعي العراقي الشقيق بمناسبة الذكرى الـ87 لتأسيسه.

إن نضالات حزبينا منذ منتصف القرن الماضي لها العديد من أوجه الشبه، وهذا ليس مجرد مصادفة. إن ذلك انعكاس للروابط بين حضاراتنا وبلدينا وشعبينا على امتداد التاريخ. وكان الحزب الشيوعي العراقي دوماً قوة رئيسية وثابتة في كل التطورات التقدمية التي شهدها تاريخ العراق المعاصر، مثل حزب توده - ايران في بلادنا. إن التعاون الوثيق والروابط الرفاقية بين حزبينا متجذرة في هذا السياق التاريخي والطبيعي.

نود أن نغتنم هذه الفرصة للتعبير عن تقديرنا للتضامن الواسع من حزبكم مع نضالنا من أجل السلام والتقدم خلال الفترات التي كانت تمثل اكبر التحديات في تاريخ حزبنا.

نحيي رفاق الحزب الشيوعي العراقي، ونستذكر أولئك الذين لم يعودوا معنا، والذين وقفوا وتضامنوا مع نشطائنا وأعضائنا في نضالهم ضد استبداد الشاه الذي تبعه نظام الحكم الثيوقراطي، الذين تحملوا في الكثير من الاحيان معاناة كبيرة بسبب ذلك في سجون إيران.

ولم يغب عن بالنا أن رفاق الحزب الشيوعي العراقي كانوا أول من قدم تعازيهم وشاطرونا الحزن إثر نبأ وفاة زعيم حزبنا المخضرم والشخصية البارزة في اليسار الإيراني، الرفيق علي خواري، قبل حوالي أسبوع. في الواقع ، لقد شعرنا بالمواساة والارتياح لهذا الموقف في مثل هذا الوقت الصعب.

اننا في حزب توده على دراية بتاريخ الحزب الشيوعي العراقي الباسل، الذي ناضل بلا كلل من أجل السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في العراق والمنطقة. ونود أن نشيد بمآثر كل رفاقكم الذين سقطوا خلال هذه النضالات ونتذكر كل القادة الشجعان لحزبكم الذين دفعوا حياتهم للدفاع عن القضية النبيلة للطبقة العاملة العراقية وعن الحزب.

الرفاق الأعزاء

تتزامن الذكرى الـ 87 لتأسيس حزبكم مع مرحلة بالغة التعقيد في تاريخ العراق والمنطقة. ففي السنوات الأخيرة تحول العراق إلى ساحة لتفاعلات معقدة بين القوى الإمبريالية وحلفائها في المنطقة، وقوى التطرف الديني التي تسعى الى تكبيل الجماهير بنظام يمجّد التخلف ويعززه. وهكذا ، فالعراق اليوم هو مسرح لحرب بالوكالة بين قوى خارجية تخوضها لضمان تغليب مصالحها وبالضد من التطلعات والمطالب المشروعة للشعب العراقي الأبي.

ونحن نتابع عن كثب نضال حركة الشعب العراقي من أجل التغيير الديمقراطي التقدمي في البلاد وضد الحرب ونزعة العسكرة. ومما يُفرح أن شباب العراق، ولا سيما النساء، يلعبون دورا بارزا في هذا النضال. ونعبّر عن تأييدنا الكامل لانتفاضة الشعب العراقي التي تفجرت في تشرين الأول 2019 من أجل التغيير التقدمي ووضع حد للسياسات الطائفية. وندين القوى التي سعت الى تخويف وخنق هذه الحركة الاحتجاجية من خلال الاغتيالات والإرهاب.

ولاشك ان حزبكم والشعب العراقي يدركان ان الأعداء والقوى المناوئة التي تناضلون ضدها نواجهها هي ذاتها أيضا في إيران. إنها مأساة في التاريخ المشترك الحديث بين بلدينا أن تجلب تلك القوى الموت والدمار والطغيان للشعب العراقي.

لقد عملت المخططات الإمبريالية على إبقاء منطقتنا غارقة باستمرار في الحرب والإرهاب لما يقرب من أربعة عقود حتى الآن. وفاقمت هيمنة القوى الديكتاتورية والرجعية والقمعية في الشرق الأوسط، فضلاً عن الارتداد والتأثير السلبي الناجم عن الإسلام السياسي وقواه، من تعقيد نضال القوى الديمقراطية والتقدمية في المنطقة. ونرى أن استمرار الحرب والصراع في المنطقة، تحت أي ذريعة، يوفر للإمبريالية المبرر الذي تحتاجه لتوسيع أنشطتها وتعزيز وجودها هناك.

ان النضال ضد المخططات والمؤامرات الإمبريالية التي تستهدف العراق وإيران وبقية الشرق الأوسط هو ما يوحد الحركات من أجل السلام والتقدم في ارجاء المنطقة.

ونحن ندرك أن القوى التقدمية في بلدينا، بالاستناد الى تجربة نضال الشعوب في العقود الأخيرة، تمكنت من تركيز اهتمامها على تلك القضايا الأكثر أهمية بالنسبة للشغيلة - السلام والسيادة الشعبية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

الرفاق الأعزاء

لقد مثّل الحزب الشيوعي العراقي دوماً القوى الأكثر تقدمية وتطلعاً الى أمام في العراق، مناضلاً من اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. وخضتم النضال في ظل ظروف معقدة وبالغة الصعوبة.

ويعبّر حزب توده عن  دعمه لنضال الحزب الشيوعي العراقي من أجل تمهيد الطريق أمام التحول الديمقراطي الوطني للبلاد، تأمين السلام والسيادة الشعبية، وضمان تحقيق الحرية والحقوق الأساسية والعدالة الاجتماعية. ونحن على ثقة بأن حزبكم الشقيق سينجح في تطوير خططه الإستراتيجية لتهيئة الظروف الملائمة التي يثمر فيها النضال من أجل السلام والتقدم في العراق.

اسمحوا لنا أن نتمنى لكم، رفاقنا وجيراننا في النضال من أجل شرق أوسط ينعم بالسلام والازدهار، النجاح في النضال من أجل السلام والتقدم الاجتماعي في السنوات المقبلة.

مرة أخرى، نعبّر عن تضامننا معكم في النضالات التي يخوضها حزبكم.

- عاش الحزب الشيوعي العراقي الشقيق!

- عاشت الصداقة والتعاون وأواصر التضامن بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب توده – ايران!

- يعيش التضامن العالمي!

اللجنة المركزية لحزب توده - ايران

28 آذار 2021

عرض مقالات: