بعد ساعات قليلة من هطول الأمطار على مناطق العاصمة بغداد، تحول الكثير من الشوارع ـ الرئيسة والفرعية ـ الى بحيرات مائية، وبرك طينية، تعامل معها ضحاياها من العراقيين على أنها ملهاة في تعليقاتهم على “فيسبوك”.

واثناء غرق بعض البيوت والشوارع ودوائر رسمية، بأمطار تعتبر بداية متواضعة لموسم شتوي يتوقع ان يكون غزيرا بالأمطار، ابدى مواطنون سخرية من حضور بعض المسؤولين والنواب الى أماكن الغرق، والتصوير قربها.

حملة للسخرية من “الاستعراض”

وشن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة واسعة للسخرية من عمليات “الاستعراض” التي قام بها مسؤولون ونواب في البرلمان، بعدما نزلوا الى الشوارع التي غرقت نتيجة الاهمال وعمليات الفساد الاداري والمالي.

وعدّ الناشطون ذلك “دعاية انتخابية على حساب المعاناة المريرة للمواطنين”.

وأضافوا ان “الفشل أضر بالجميع. انما انعكست تداعياته على المواطنين الذين يطالبون بالخدمات”.

وتساءل الناشطون: “أين وعود امانة بغداد السابقة، حول استعداداتها المبكرة لموسم الأمطار؟”، مشيرين الى انها “اخفقت في اول اختبار، والأيام القادمة ستظهر المزيد من الفشل”.

مدينة الصدر ومحيطها

وتعرضت مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية العالية، إلى فيضان في الكثير من قطاعاتها، بينما كان الأكثر ضررا هو قطاع 42، إضافة إلى مناطق الأورفلي والحبيبية والدور الأولى. هذا ما أكده المواطن محمد قاسم.

وقال قاسم ان “المناطق المحيطة بمدينة الصدر تعرضت للغرق ومن ضمنها منطقة الأمانة التي تطل على قناة الجيش، حيث دخل الماء هناك الى بيوت المواطنين”.

ولاحظ مراسل “طريق طريق”، ان منطقة البلديات كانت “أولى مناطق العاصمة التي غرقت في جانب الرصافة، بينما يفترض ان تكون هذه المنطقة محصنة لوجود شبكة مياه الامطار التي تربطها بمدينة الصدر”.

كما شملت موجة غرق الشوارع منطقة العبيدي، التي تحولت الى “بركة مائية”، بحسب المراسل .

المنصور تتضرر

اما المواطن علي خيون، وهو من سكنة منطقة المنصور، التي تعد من الاحياء الراقية في بغداد، فاوضح ان شوارع منطقته “تعرضت للفيضان ووصل الماء فيها الى مستوى تجاوز ارتفاع الرصيف، ليدخل الى المنازل والمحال التجارية التي تعرضت بضائعها للتلف خصوصا في شارع الرواد”.

وبحسب خيون، تسبب عمليات غرق الشوارع بأضرار للمواطنين؛ حيث سقط عدد من النساء والاطفال والرجال المسنين في الشوارع.

الحسينية والشعب وحي أور

وفي الحسينية شمالي بغداد، تحولت معظم شوارع المدينة إلى اطيان وأوحال، لا يمكن السير عليها، بعد دقائق من هطول الأمطار.

وذكر المواطن علاء الربيعي، ان مدينة الحسينية وكما هو معروف عنها “تحولت الى مدينة طينية بامتياز، نتيجة لغياب التبليط والخدمات عنها، حيث بقيت شوارعها بلا تبليط، نتيجة الفساد المستمر”.

فيما تعرضت مدينة الشعب الى غرق الكثير من مناطقها، خصوصا في شارع الصحة، وكذلك الحال في حي أور التي تجاورها؛ حيث نالت الامطار منها وكانت منطقة الـ 600، الأكثر ضررا فيها.

الأعظمية والحرية.. غياب حكومي

أشارت المواطنة، زينب سلمان، وهي من سكنة منطقة سبع أبكار، إلى ان منطقتها “تضررت بشكل كبير نتيجة الامطار وغرقت بالكامل”، فيما خرجت الناس الى الشوارع للسيطرة على امواج المياه التي اجتاحت بيوتهم، مقابل غياب تام للآليات الحكومية والجهات المعنية.

كما ان مناطق اخرى للأعظمية غرقت مثل سوق السمكة، والسفينة وشارع 20 ومنطقة مستشفى النعمان وغيرها.

ونقل باقر مهدي، مواطن من سكنة مدينة الحرية، المعاناة ذاتها، حيث أرجع غرق مدينته الى “حفر شوارع الفروع داخل الأزقة، لإنجاز مشروع المجاري والمقرنص الذي لم يكتمل منذ شهور برغم امتداد طول الحفر الذي يبدأ من الشارع العريض، وصولا الى منطقة السلام”.

مناطق أخرى

وتابعت “طريق الشعب” بقية المناطق التي أكد مواطنون يقطنون فيها غرقها، مثل حي المستنصرية، وحي النصر الذي غرق بالكامل بسبب التلكؤ في اتمام مشروع المجاري منذ سنوات، إثر مشاكل كثيرة بين المقاول وامانة بغداد، فضلا عن تضرر مناطق الزعفرانية، السيدية، الشرطة الخامسة، زيونة، الدورة، حي العامل، وغيرها.

وأظهرت فيديوهات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، غرق مدخل مستشفى اليرموك  وعدم استطاعة المرضى الدخول اليها ايضا.

عرض مقالات: