يضمّ الحزب الشيوعي الأميركي صوته إلى عموم سكّان مينيابوليس المطالبين بالتوقيف الفوريّ والمحاسبة لأفراد الشرطة الذين قتلوا جورج فلويد بدمٍ بارد.

انّ الادلة على هذه الجريمة الشنيعة التي استمرّ ارتكابها لمدّة ثماني دقائق، وشاهدها العالم كلّه، واضحة ولا يمكن إخفاؤها. وهي تؤكّد أن جريمة قتل جورج فلويد كانت إعداماً علنياً من قبل الشرطة. وقد أثار عدم توقيف الفاعلين على الفور موجة غضب واحتجاجات عارمة عمّت ولاية مينيابوليس وأرجاء البلاد. ومرة اخرى، كان شعار هذه الاحتجاجات الجملة الأخيرة التي قالها فلويد قبل وفاته: "لم يعد بإمكاني أن أتنفّس" فتحولت هذه العبارة إلى لازمة رددها ملايين الأشخاص الذين لن يهدأ لهم بال حتى تتحقق العدالة.

ليس المتظاهرون من تسبّب بحادثة مينيابوليس بل هو النظام الذي يقوم على مأسسة العنصرية والعنف فاتحاً الباب أمام مثل هذه الأعمال الشنيعة. إنّ هذه الاعتداءات العنصرية تتكرّر مراراً وفي أغلب الأحيان لا تخضع الى التحقيق والمقاضاة.

إنّ التهديد اللامسؤول الذي اطلقه دونالد ترامب في تغريدته "اطلقوا النار على من يقوم بالنهب" يمثّل استخفافاً كبيراً بمشاعر المواطنين، كما انه في الوقت نفسه متوقع. ونتذكر باشمئزاز تهديده بإصدار الأوامر الى الجنود بأن يطلقوا النار على المهاجرين بمحاذاة الحدود الأميركية - المكسيكية. في حقيقة الأمر فإنّ التهديدات بالعنف جزء ثابت ضمن أجندة عمل ترامب. ويمكننا القول أن ترامب هو بالذات كبير الشقاة.

إنّ استعمال ترامب العنصرية كأداة تعبوية مركزية لن يؤدي الا الى هزيمته في انتخابات تشرين الثاني المقبل. لكن البلاد لا يمكنها الانتظار لحين التعامل مع وباء العنف العنصري. ان الكونغرس والسلطات التشريعية للولايات ومجالس المدن وقادة النقابات ورجال الدين وممثلي المنظمات المجتمعية في أرجاء البلاد يجب أن تتعامل مع هذه الازمة. فالشرطة كان ينبغي ان تخضع منذ وقت طويل لسيطرة المجتمع. ما يجب فعله في المقام الاوّل هو تطهير دوائر الشرطة في أرجاء البلاد من النازيين الجدد وعصابات ال"كو كولكس كلان" وغيرهم من الفاشيين الجدد. وهذا الاجراء يجب أن يقترن بإجراء إصلاح شامل لمؤسسة الشرطة.

إنّ ما يفاقم العنف العنصري المتواصل ضدّ الأميركيين الأفارقة هو تأثير وباء كورونا المستجدّ على فئات الطبقة العاملة من الملونين في كل الجوانب. فهم الذين يلقون حتفهم بمعدلات هي الأعلى بين مكونّات المجتمع الأميركي. وهم اول من يخدم في صفوف المواجهة الأمامية وهم، كما في اي حرب أول من يلقى حتفه.

يدعو الحزب الشيوعي الأميركيّ جميع أعضائه ومناصريه للمشاركة في الإحتجاجات من اجل العدالة عبر كل السبل الممكنة، وأن يجعلوا المطالبة بالعدالة لجورج فلويد جزءا من كل تظاهرة. 

نعبر عن تعازينا القلبية ومشاعرنا التضامنية مع عائلة جورج فلويد، والى فلويد نفسه الذي صرخ مستغيثا بوالدته المتوفية عندما قام أحد أفراد الشرطة بتثبيته على الأرض وضغط على رقبته بطريقة عنيفة جداً.

لننتفض جميعاً ونحتج. لنشارك الملايين في المطالبة بالعدالة الآن. 

الحزب الشيوعي الأميركي

٢٩ أيار ٢٠٢٠