علي شغاتي
واصل المحتجون يوم أمس، في مدن وأماكن متفرقة حراكهم الاحتجاجي المطالب بتحقيق التغيير الشامل، وشهدت ساحات الاحتجاج مسيرات طلابية رغم الدعوات الى تأجيلها بسبب الخوف من انتشار فايروس كورونا، فيما ارتفعت وتيرة التظاهرات المطلبية في اماكن أخرى.

مسيرة طلابية في بغداد

ورغم التحذيرات من انتشار فايروس كورونا ودعوات تأجيل المسيرة الاسبوعية لطلبة الجامعات، تجمع المئات منهم امام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يؤازرهم في ذلك عدد من طلبة الاعداديات يرافقهم عدد من المتطوعين الذين اخذوا على عاتقهم فحص المشاركين في المسيرة وتوزيع الكمامات، لينطلقوا فيما بعد نحو ساحة التحرير.
وحمل المتظاهرون صور الشهداء التي تقدمت المسيرة رافعين لافتات تطالب بأنهاء المحاصصة وتقليص الرواتب وشوهد عدد من الطلبة حاملين لافتة كتب عليها "كافحوا وباء المحاصصة"، واخرى "تقشفوا برواتبكم وامتيازاتكم".

عودة التوتر الى الناصرية

وعاد التوتر إلى مدينة الناصرية مع ورود انباء عن ترشيح شخصية حزبية لمنصب رئيس الوزراء، حيث قطع عدد من المحتجين تقاطع بهو الإدارة المحلية وسط المدينة في إطار تصعيد احتجاجي مؤكدين من خلاله رفض مرشح الكتل المتنفذة. فيما استمرت المسيرات التضامنية في ساحة الحبوبي من قبل اهالي اقضية ذي قار مؤكدين على ضرورة تحقيق المطالب المشروعة للانتفاضة وموقفهم المساند والداعم للمنتفضين.

مسيرة الشهداء في ميسان

وتجمع المئات من المواطنين في ميسان على الرصيف المعرفي الذي كان أحد مؤسسيه الشهيد عبد القدوس قاسم، منطلقين في مسيرة اسموها "مسيرة الشهداء"، استذكارا لشهداء الانتفاضة وهتف المتظاهرون بأسماء الشهداء وعاهدوهم على اكمال طريقهم.
وشهدت المسيرة مشاركة نسوية متميزة حيث رفعت بعض طالبات جامعة ميسان لافتة كتب عليها "الثورة لن تموت ما دامت قلوب المشاركين فيها راغبة في النصر"، فيما حملت اخرى لافتة كتب عليها "المرأة نصف الدنيا وأم، وقائد، كملتي الموقف يا بنية" في اشارة للدور المتميز للنساء في الانتفاضة.

النجف ومطلب جديد

ورداً على التسويف والمماطلة من قبل الكتل السياسية المتنفذة وعدم رغبتها بتنفيذ المطالب، دعا عدد من المتظاهرين والمعتصمين في محافظة النجف في بيان لهم رئيس الجمهوريّة إلى "الالتزام بالدستور وتطبيق المادة (٧٦/ ثالثاً) بالإعلان عن مرشّح جديد لرئاسة الوزراء من دون تعليق سلطته في ذلك على إرادة الكتل السياسيّة"، مستنكرين "تحويل العراق إلى ساحة اقتتال دوليّ" ومحملين "الحكومة المستقيلة مسؤوليّة ترك الأمور سائبة وغياب الحزم في فرض احترام السيادةَ العراقيّة".

الديوانية تطالب بحقوق الشهداء

ورغم قرار الحكومة المستقيلة بشمول شهداء التظاهرات بقانون مؤسسة الشهداء ولكن حتى الان لم يتحقق شيء من هذا وعمدت بعض المستشفيات إلى تسجيل سبب الوفاة بغير اسبابه الحقيقية.
ونظم العشرات من اهالي محافظة الديوانية تظاهرة أمام دائرة ضحايا الارهاب في المحافظة، مطالبين بحقوق شهداء وضحايا التظاهرات، مهددين بغلق الدائرة في حال لم يستجب لمطالبهم.

تظاهرات مطلبية في 3 محافظات

وتتصاعد حدة الازمة بعد عجز الحكومة عن الإيفاء بوعودها التي قطعتها خلال بدء الاحتجاجات الشعبية في تشرين الاول من العام الماضي.
حيث حاول خريجو كليات الادارة والاقتصاد المعتصمون امام مصفى السماوة منذ شهرين تنفيذ تهديدهم السابق بغلق البوابة الرئيسة للمصفى احتجاجا على عدم تنفيذ مطالبهم في توفير فرص عمل لهم، ما تسبب في وقوع مشادات وتدافع مع القوات الامنية التي استدعت قوات اضافية للسيطرة على الموقف.
وفي السياق، ورغم منع خلية الازمة في محافظة كركوك التجمعات بكافة اشكالها، تظاهر عدد من الخريجين أمام مديرية التربية في المحافظة مطالبين بإصدار الأمر الوزاري الخاص بتعيينهم على الملاك الدائم بعد اكثر من 3 أشهر على إعلان الأسماء المرشحة للتعيين.
ويواصل حملة اصحاب الشهادات العليا في محافظة ديالى، تظاهراتهم امام مبنى المحافظة مطالبين بالتعيين بعد سنوات من الوعود دون اي تحقيق لها.
وتدخل التظاهرات اسبوعها الرابع ويبدو انها لن تتوقف حيث يشير عدد من حملة الشهادات العليا في المحافظة الى انهم عاطلون عن العمل ويضطر بعضهم الى العمل كعامل بناء مقابل اجور زهيدة لتأمين لقمة الخبز رغم حصولهم على شهادات الماجستير والدكتوراه في اختصاصاتهم.