طريق الشعب
شهدت ساحات الاحتجاج والاعتصام، يوم أمس، في مواقع مختلفة اعتداءات وانتهاكات جسيمة قامت بها القوات الأمنية وجهات مسلحة تضمنت إطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وحرق خيام المعتصمين واعتقال العديد منهم، مستخدمة اساليب مفرطة بالعنف والقسوة. في حين تصاعد المد الاحتجاجي مقابل هذه الاساليب وعاودت الجماهير حضورها بشكل كبير مرددة شعارات مناوئة للفسادين مؤكدين على الاستمرار وعدم الرضوخ للضغوط والاساليب الوحشية التي تحاول القضاء على الانتفاضة.

هجوم على التحرير

وتعرضت ساحة التحرير في بغداد، إلى هجوم شنته القوات الامنية من جانبين، لتحرق عدداً من خيام المعتصمين السلميين المرابطين منذ شهور.
وقال مراسل "طريق الشعب"، بلال رضا، انه "اثناء ساعات الصباح الاولى هاجمت قوة امنية معتصمي ساحة التحرير من جهتين في محاولة لدخولها. حيث جاء الهجوم الاول من جهة سريع محمد القاسم مستخدمةً الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والهراوات، فيما كان الهجوم الاخر من جهة ساحة الخلاني وتمكنت خلاله القوات الامنية من الوصول الى نفق السعدون على بعد امتار من نصب الحرية، قبل ان يتمكن المتظاهرون ببسالة من التصدي لهم وارجاعهم الى ساحة الوثبة".
واضاف رضا، ان " قوات الأمن تقدمت وهي تطلق النار، والقنابل الغازية في اتجاه المعتصمين، ما تسبب في إصابة 28 متظاهرا بحالات اختناق وجروح، واحراق خمس خيم للمتظاهرين وعربة "تك تك" واحدة في ساحة الخلاني، وسط استمرار حالات الكر والفر بين المتظاهرين وعناصر القوات الأمنية"، مشيراً الى "توافد الالاف من المتظاهرين لاحقا صوب الساحة وقد نصب بعضهم سرادق اعتصام جديدة".

حرق خيام البصرة

وفي الاثناء اقتحمت قوة الصدمة ساحة البحرية وسط محافظة البصرة واحرقت خيام الاعتصام واعتقلت عددا من المعتصمين فيها.
ونقلت وكالة "بغداد اليوم"، عن مصدر في المحافظة، قوله أن "قوة تابعة لقوات الصدمة مكونة من نحو 80 عجلة و250 عنصرا امنيا اقتحمت ساحة الاعتصام في الساعة الرابعة فجرا، واعتقلت عددا من المعتصمين المتواجدين في الخيام وبعدها اضرمت النيران فيها"، مبينا ان "العميد علي مشاري كان على رأس القوة المقتحمة ويستقل عجلة نوع لاندكروز مصفحة، حيث التف حولها العناصر الأمنية ورددوا اهزوجة (زامط بينا واحنا الصدمة)".
وفي السياق، طالب شيخ قبيلة بني مالك ضرغام المالكي، بإقالة قائد قوات الصدمة، واصفاً إياه بـ "الطائش".
وكشف المالكي في حديث صحفي، إن "عملية حرق الخيام التي طالت الاعتصام في البصرة هي مساس بكرامة البصرة، وعلى القيادات الأمنية الاعتذار الى الأهالي ونصب الخيام بأنفسهم، وبعكسه سيكون هناك خيار التصعيد والعصيان".
يُذكر ان معتصمي البصرة عادو الى ساحة الاعتصام عصر يوم امس ونصبوا خياما جديدة وسط اجراءات امنية مشددة.

شهداء في الناصرية

من جانب آخر، اجبر المتظاهرون في ذي قار، القوة الامنية التي حاولت فتح طريق جسر الفهد على الانسحاب.
واوضح مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، ان "قوة امنية وصلت إلى جسر فهد وكانت تسير خلفها العديد من الصهاريج والشاحنات، واعتزمت فتح الطريق الذي قطعه المحتجون لليوم السادس على التوالي في إطار التصعيد الشعبي للاحتجاجات"، لافتا إلى أن "المعتصمين تقدموا باتجاه تلك القوة وقاموا برمي الحجارة باتجاهها فضلا عن حرق الإطارات. حيث لم تستطع القوة الامنية الصمود امام زخم المعتصمين وقامت بالانسحاب واطلاق النار في الهواء اثناء ذلك".
وبحسب مصدر طبي لوكالة "المربد" الاخبارية، فأن حصيلة الاشتباكات كانت 3 شهداء و10 مصابين. في حين أعلن المعتصمون استمرارهم في قطع طريق المرور الدولي السريع والاعتصام في ساحة الحبوبي حتى تحقيق المطالب.

واسط والديوانية يستمران

وفي غضون ذلك، تظاهر المئات من اهالي مدينة الكوت مطالبين بالاستجابة السريعة للمطالب.
ونقل مراسل "طريق الشعب"، علي جبار، ان "المئات تظاهروا في ساحة احتجاج الكوت مطالبين بتلبية مطالبهم وعدم المماطلة والتسويف".
وبحسب المتظاهرين، فأن "تظاهرتهم جاءت للرد على من يحاول شق صفوفهم مؤكدين ان الساحة ملك للعراقيين وهدفها واحد يتمثل في ازالة الطبقة الفاسدة التي التلاعب بمقدرات العراق".
إلى ذلك، توافد المئات من المتظاهرين، إلى ساحة الاعتصام في فلكة الساعة وسط محافظة الديوانية.
ونوه مراسلنا، ميعاد القصير، إلى أن "المتظاهرين توافدوا إلى ساحة الساعة وسط المحافظة للتعبير عن غضبهم على عدم استجابة الحكومة لمطالبهم".

النجف وكربلاء

وفي المقابل، استنكر معتصمو النجف ما حدث من فض اعتصام محافظة البصرة وما رافقه من احداث قمعية.
وبحسب الأنباء الواردة، شهدت ساحة الصدرين للاعتصام توافد المئات من الشباب المتظاهرين حاملين الاعلام العراقية في خطوة للتعبير عن استمرار تظاهراتهم المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد، فيما استنكروا الاعتداء الذي قامت به القوات الامنية على ساحة اعتصام البصرة وطالبوا الجهات الحكومية بحماية المتظاهرين.
وفي محافظة كربلاء، استمر توافد المواطنين الى فلكة التربية وسط المحافظة للمشاركة في الاعتصام. وبين مراسلنا هناك، أن "الساحة شهدت توافد المئات من المواطنين وسط تأكيدات بمواصلة الاعتصام حتى تحقيق كافة المطالب".

شهيد اخر في ديالى

من جانب اخر، أفاد مصدر محلي في ديالى، امس الاول، بوفاة ثاني متظاهر متأثرا بجراحه التي تعرضها لها يوم الأثنين الماضي في الاحتجاجات التي خرجت غربي مدينة بعقوبة، مركز المحافظة.
وقال المصدر، في حديث لوكالة "بغداد اليوم"، إن "متظاهرا شابا توفي متأثرا بجراح اصيب بها في تظاهرات مجسر المفرق يوم الاثنين الماضي التي شهدت تسجيل 4 اصابات بين صفوف المتظاهرين، توفي على أثرها متظاهر في اليوم التالي".
وكانت قيادة شرطة محافظة ديالى، قد نفت الاثنين الماضي أنباء مقتل متظاهرين في مدينة بعقوبة.