نورس حسن

عبّر عدد من الناشطين في ساحات التظاهر، أخيرا، عن رفضهم كافة أنواع التدخلات الخارجية في الشأن العراقي، والسعي الحثيث لجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات، مبينين أن الصراعات الخارجية على الأراضي العراقية هدفها اضعاف الانتفاضة السلمية بعدما اقترب الشعب من قطف ثمارها، فيما طالبوا رئيس الجمهورية بضرورة الإسراع في اختيار رئيس للوزراء يحمل المؤهلات التي طالب بها المتظاهرون.

رفض التدخلات الخارجية

وقال الناشط في تظاهرات الناصرية، رعد حبيب الاسدي، لـ"طريق الشعب"، إن "المتظاهرين في ساحة الاحتجاج يرفضون تواجد أية قوات أمريكية او تدخلات إيرانية في الشأن العراقي، وأوضحوا ذلك من خلال شعار (نريد وطنا) لضمان الحصول على سيادة عراقية مستقلة تعمل لصالح مكونات الشعب العراقي دون تفريق او محاصصة طائفية".

وأضاف الأسدي، إن "المتظاهرين اليوم مع قرار مجلس النواب الأخير بإخراج القوات الامريكية من الأراضي العراقية وإن جاء متأخرا، وهم يطالبون باختيار رئيس وزراء مستقل ونزيه يعمل لمصلحة أبناء الشعب العراقي في أسرع وقت ممكن، وذلك لوضع حد لكافة التدخلات الخارجية في الشأن العراقي، كما ان هناك توجهات لدى المتظاهرين بتوحيد الرأي وافشال مشروع الخطاب الطائفي الذي ارتفع صداه خلال الأيام الأخيرة".

وأعتبر الناشط، إن "هذه التدخلات نتيجة لعدم جدية القوى السياسية في الإسراع بترشيح شخصية كفؤة مستقلة نزيهة لقيادة البلاد، حتى أصبحت اغلب مطالب الشعب تسير في طريق مجهول، منها ما يتعلق بتوفير الخدمات وفرص العمل، أو الإسراع في ترشيح رئيس وزراء لحل مشكلة التدخلات الخارجية وحفظ سيادة العراق".

صداقات وفق الاحترام

من جهته، أوضح الناشط في تظاهرات ساحة التحرير ببغداد، مهتدى أبو الجود، لـ"طريق الشعب"، إن "الشعب العراقي لا يمتلك عداوات مع دولة معينة، وجميع الدول محترمة في سياق الصداقات والتحالفات شرط أن لا تتدخل في الشأن العراقي"، مؤكداً على ضرورة أن "يكون القرار السياسي العراقي يصب بمصلحة الشعب لا لتحقيق مصالح الدول الأخرى".

وذكر أبو الجود، إن "المتظاهرين في ساحة التحرير يرفضون رفضاً قاطعاً التدخلات الامريكية والإيرانية وجعل العراق ساحة لتصفية حسابات لا دخل للعراق بها ويطالبون بالإسراع في حسم اختيار رئيس وزراء عراقي مستقل".

نتائج المحاصصة الكارثية

وفي السياق، أكد الناشط، مشرق الفريجي، على أن المتظاهرين في ساحة التحرير، بمنأى عن الصراع الأمريكي – الإيراني، داخل العراق، وهم يدعمون أية خطوة تصب في مصلحة الشعب.

وقال الفريجي لـ"طريق الشعب"، إن "هذه الصراعات هي نتيجة مؤامرات أصحاب المحاصصة الذين لم يقدموا شيئاً سوى الويلات منذ عام 2003 الى الان"، مبيناً أن "المتظاهرين في ساحة التحرير كان لهم، الأثنين الماضي، موقف أرسلوه إلى رئيس الجمهورية، برهم صالح، يحمل عنوان (الرسالة الأخيرة) والذي تضمن التأكيد على وحدة الصف العراقي، وتخويل الرئيس صالح باختيار رئيس وزراء يحمل مواصفات أعلنتها ساحة التحرير في أسرع وقت، والاعتماد على الشخصيات التي طرحت في الساحة نفسها".

وأضاف الناشط، إن "ما يحدث الان من صراعات خارجية داخل الأراضي العراقية هو واقع الحال منذ عام 2003 الى الان، ولا يتم تغيير ذلك عن طريق المزايدات ولكن عن طريق اختيار حكومة وطنية قادرة على حفظ سيادة العراق وهيبته".

وبخصوص قرار مجلس النواب بإخراج القوات الامريكية من الأراضي العراقية بيّن الناشط الفريجي، إن "جميع أبناء الشعب العراقي مع هذا القرار ولكن هذا الاجراء كان يجب ان يتخذ في أوقات سابقة، اذ كان من الممكن ان يلقى ترحيبا كبيرا من الشارع العراقي"، مستدركا "ولكن المتظاهرين والشعب العراقي لا يحبذون المواقف التي تتم عن أفعال تحدث الان، تصب بمصالح خارجية، ولم تتخذ لحفظ سيادة العراق".