طريق الشعب
واصل المنتفضون في محافظات عدة، يوم أمس، إضراباتهم واعتصاماتهم وتظاهراتهم الجماهيرية التي تدين محاولات تسويف مطالبهم، فيما أكدوا مواصلتهم الحراك الاحتجاجي والاستعداد لتصعيده بشكل أكبر في الأيام القادمة.

تطورات ساحة التحرير

وفي بغداد، واصل المتظاهرون توافدهم إلى ساحة التحرير منذ الصباح الباكر مع تجدد فعاليات خيام الاعتصام الاحتجاجية بعد صدامات حصلت بين المحتجين ومجاميع مخربة مجهولة فجراً.
وقال مراسل "طريق الشعب"، أمير البديري، إن "مجاميع مجهولة رمت قناني المولوتوف الحارقة من جهة جسر الجمهورية على المتظاهرين المتواجدين في الطابق الثالث بالمطعم التركي، ما ادى الى استنفار كامل للأوضاع وتوجيه نداء إلى بقية المتظاهرين بخطورة الوضع والتصدي للمخربين بشكل فوي".
وأضاف البديري، إن "المجاميع المجهولة بدأت قرب ساحة التحرير وفي تمام الساعة الواحدة والنصف فجراً، الاعتداء على المتظاهرين بالأسلحة البيضاء، فيما تصدت لهم جموع غفيرة من المواطنين المتواجدين في الساحة والمناطق المحيطة بها مع تسجيل اصابات بينهم، ليستمر التوتر حتى الصباح مع استنفار كامل لخيام الاعتصام وشبابها الذين حرسوا الساحة في ظل غياب تام للأجهزة الأمنية".

حراك بابلي

وفي الأثناء، استمرت الاحتجاجات والاعتصامات في بابل، اثناء توافد المتظاهرين من مختلف الشرائح، بضمنهم طلبة الجامعات والمعاهد والمدارس الذين استمروا في إضرابهم عن الدوام مطالبين باختيار رئيس وزراء يناسب رغبة الشارع المنتفض.
وأوضح مراسل "طريق الشعب"، محمد علي محيي الدين، إن "اعداد خيام المعتصمين زادت في ساحة الاعتصام، بعد التحاق قطاعات اجتماعية جديدة بالمنتفضين، فيما يواصل المواطنون تقديمهم الدعم اللوجستي لتوفير احتياجات المعتصمين".
وأضاف محيي الدين، إن "متظاهرين آخرين أقدموا على إغلاق مبنى المحافظة ومنع الموظفين من مزاولة اعمالهم فيه، بعد أن كانوا يدخلون من الباب الخلفي"، منوهاً إلى أن "بابل ما زالت من دون محافظ بعد هروب الأخير إلى مكان مجهول".
وفي السياق، ذكر مصدر محلي لوكالة "بغداد اليوم"، إن "المتظاهرين الذين اغلقوا مبنى المحافظة، كانوا رافضين لاستلام إدارة المحافظة من قبل نائب المحافظ حسن منديل الذي ينتمي إلى تيار الحكمة"، بحسب قوله.

إضرابات الناصرية واحتجاجاتها

وفي السياق الاحتجاجي، تجددت التظاهرات في ذي قار التي تشهد استمرارا للإضراب الطلابي في كافة جامعاتها ومدارسها ودوائرها الحكومية باستثناء الخدمية منها.
وأشار مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، إلى أن "المتظاهرين والطلبة تجمعوا صباحاً في ساحة الحبوبي وأكدوا رفضهم مرشحي الكتل والاحزاب المتنفذة مطالبين باختيار رئيس وزراء من خارج دائرتها لإدارة البلد"، لافتاً إلى "قطع بعض الطرق الحيوية منها تقاطع البهو بواسطة الاطارات المحروقة، وجسور النصر والحضارات والزيتون التي اعيد فتحها في وقت لاحق".
وأضاف صاحب، إن "العشرات من المعتصمين أمام شركة نفط ذي قار قاموا بنقل اعتصامهم إلى أمام مصفى الناصرية النفطي، مطالبين بتعيينهم".
وأقدم متظاهرون آخرون في وقت لاحق، على تطويق الكلية التقنية في مدينة الناصرية لمواصلة الإضراب عن الدوام الذي تشهده المحافظة.
وذكرت وكالة "الغد برس"، في خبر اطلعت عليه "طريق الشعب"، أن "متظاهرين غاضبين طوقوا مبنى الكلية التقنية شمالي مدينة الناصرية، وأحرقوا الاطارات في مدخلها، بعد أن لاحظوا وجود نشاط داخل المبنى فظنوا أن الكلية استأنفت الدوام، إلا أنه كان نشاطاً لعمال يقومون بأعمال ترميم في مبنى الكلية".
وفي السياق نفسه، جدد العشرات من المواطنين في المحافظة، تظاهرتهم أمام محكمة استئناف المحافظة، مطالبين باعتقال قتلة المتظاهرين والضباط الذين تسببوا في حوادث القتل.
وأفادت الأنباء بتواصل الاحتجاجات في البصرة فيما نظم موظفو معمل البتروكيمياويات اعتصاماً استمر لليوم الثالث على التوالي مطالبين بتعيين مدير مستقل، من ضمن العاملين في المعمل.

الديوانية وواسط

ومن جانب آخر، أقدم محتجون غاضبون من قضاء الشامية في محافظة الديوانية، على قطع الطريق الرابط مع محافظة النجف.
ونقلت وكالات الأنباء، عن مصدر أمني قوله، إن "المتظاهرين أضرموا النار في الإطارات وقطعوا بها الطريق، تعبيراً عن سخطهم بسبب تأخر الاستجابة لمطالبهم".
وفي الأثناء، نظم أهالي قضاء المهناوية شمالي المحافظة تظاهرة وسط مركز القضاء وأغلقوا مبنى القائممقامية، فيما تظاهر العشرات من المهندسين امام منزل المحافظ، زهير الشعلان، مطالبين بشمولهم بالتعيينات.
وفي واسط، استمرت الاضرابات والتظاهرات التي طالبت بتحديد موعد للانتخابات المبكرة وتسمية مرشح لرئاسة الوزراء.
وتوافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين في مدينة الكوت الى ساحة الاعتصام مؤكدين على ضرورة توحيد المطالب التي من ابرزها تحديد موعد الانتخابات وتسمية مرشح لرئاسة الوزراء في أسرع وقت. في حين تظاهرت مجموعة أخرى من أهالي قضاء الصويرة مطالبين بتشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن المحاصصة وتوفير خدمات للقضاء.

تظاهرات السماوة

وفي المقابل، انطلقت صباح أمس، تظاهرة حاشدة في السماوة ضمت اعدادا غفيرة من الطلبة والمواطنين.
وذكر مراسلنا في المحافظة، عبد الحسين ناصر السماوي، إن المتظاهرين حملوا الأعلام العراقية ولافتات كتب عليها "نطالب باستقالة مدراء الدوائر الفاسدين وتحقيق العدالة في التعيينات ومحاكمة الفاسدين"، بينما رددوا هتاف "هذا وعد هذا وعد السماوة ما تسكت بعد".
وأضاف السماوي، إن "المحافظة شهدت إجراءات أمنية مشددة حول مجمع الدوائر الحكومية والتقاطعات في مركز المدينة لمنع حدوث أي خرق أمني"، مبيناً أن "المعتصمين طالبوا باستقالة جميع المسؤولين الذين اعتبروهم جزءاً من العملية السياسية الفاسدة"، فيما لفت إلى أن تظاهرة اخرى انطلقت مساء السبت الماضي طالبت باستقالة المحافظ والتحقيق في أوامر التعيين في دائرة الكهرباء وخاصة في ما يتعلق بمحطة توليد الكهرباء الشركة التركية "إنكا" ودائرة مصفى السماوة.
يُشار إلى أن محافظات أخرى واصلت الاحتجاجات والاعتصامات وسط حضور جماهيري ملفت.