طريق الشعب
واصل المنتفضون، يوم أمس، احتجاجاتهم في محافظة عدة، رفضوا خلالها تقديم اسعد العيداني، لرئاسة الوزراء، وفيما أشادوا بموقف رئيس الجمهورية في هذا الشأن، ودعوه الى أخذ زمام المبادرة لتقديم شخصية وطنية كفوءة ومستقلة قريبة من ساحات الاحتجاج، لإدارة الحكومة الجديدة بعيداً عن التدخلات الداخلية والخارجية.
وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد توافد الآلاف من المتظاهرين، الذين رحبوا بموقف رئيس الجمهورية برهم صالح، الرافض لترشيح اسعد العيداني لرئاسة الحكومة المقبلة.
وأثناء توجيه المتظاهرين رسالة قوية برفضهم أي مرشح ينتمي للأحزاب الحاكمة، وتدعمه ما اسموه بـ"السفارات الأجنبية"، اتسعت رقعة الاحتجاجات في الساحة، بعدما انطلقت منها مسيرة راجلة مرت بشارع السعدون وصولاً إلى ساحة كهرمانة في منطقة الكرادة.
وبحسب مراسل "طريق الشعب"، بلال رضا، فأن المتظاهرين رددوا هتافات مناوئة للتدخل الخارجي في عملية اختيار رئيس الحكومة، حاملين شعارات أبرزها "لا لمرشحي أحزاب الفساد"، "ونموت عشرة نموت مية هالوطن يستحق التضحية"، فيما رافقت القوات الامنية المسيرة لحمايتها، بصحبة وحدات إخلاء طبية ومسعفين تحسبا لأي طارئ.
وفي السياق، اغلق عدد من أصحاب أبراج الانترنت، مقر شركة (IQ لتجهيز الانترنت) في منطقة الجادرية، احتجاجا على سوء الخدمة.
وبحسب شهود عيان، فأن قرابة 50 شخصاً اغلقوا صباح أمس، مقر الشركة، ومنعوا الموظفين والمراجعين من الدخول اليها، معبرين عن غضبهم بسبب سوء خدمة الانترنت الحكومية، ومطالبين بتحسينها وزيادة السعات المقدمة للمواطنين وتخفيض اسعار الاشتراكات.

شهيد اخر

وتابع المراسل، إن "المواجهات في ساحة الوثبة، تجددت مساء الجمعة الماضية بين المتظاهرين والقوات الأمنية، بعدما أقدمت الأخيرة على إطلاق القنابل الغازية والرصاص الحي الذي اخترق جسد المتظاهر مرتضى محمد خليف الزبيدي ليرتقي شهيدا على الفور مساء أمس الاول.

البصرة والناصرية ترفضان العيداني

وفي محافظة البصرة، تواصلت الاحتجاجات في ساحة البحرية الغاضبة على خلفية ترشيح المحافظ، أسعد العيداني، لرئاسة الحكومة، وفيما أكد المتظاهرون، إن العيداني، ساهم بشكل كبير في قمع احتجاجات البصرة، لوحوا بتنظيم تظاهرات واسعة تشمل قطع طرق الموانئ والمنشآت النفطية إذا تم التمسك فعلاً بترشيحه.
ونقلت وكالة بغداد اليوم عن مصدر أمني في المحافظة قوله، إن "المتظاهرين اعادوا افتتاح الطرق المؤدية إلى ميناء ام قصر، بعد يومين على اغلاقها، بسبب عدم استجابة الحكومة لمطالبهم"، وهم مستمرون في اعتصامهم أمام حقل غرب القرنة 1 شمالي محافظة البصرة".
يُذكر أن محتجين غاضبين أقدموا على قطع الطريق الرابط بين ناحيتي سفوان وام قصر، والذي يربط بدوره الاخيرة بالخط السريع المؤدي إلى بغداد وكافة المحافظات العراقية.
وفي الأثناء، رفض متظاهرو ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية، إصرار الأحزاب المتنفذة على فرض العيداني رئيسا للوزراء ملوحين بتصعيد مظاهر الاحتجاج إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
ونقلت وكالة "الغد برس"، عن مصدر محلي في المحافظة قوله، إن "المتظاهرين في المحافظة اغلقوا حقلا نفطيا بعد شهرين من التظاهر امامه للمطالبة بالتعيين".

السماوة والديوانية

وفي جانب آخر، شهدت ساحة الغدير في مدينة السماوة، توافدا لآلاف المواطنين الذين تظاهروا ضد محاولات الاستيلاء على منصب رئيس الوزراء، منددين بمحاولات بعض شيوخ العشائر في المحافظة التخفيف من زخم الاحتجاجات من خلال عقد مؤتمرات مدعومة من أحزاب السلطة.
وذكر مراسلنا في المحافظة، عبد الحسين السماوي، أن المتظاهرين ثمنوا موقف رئيس الجمهورية برفض مرشح الأحزاب المتنفذة، وطالبوه بتكليف شخصية وطنية وكفوءة ومستقلة لرئاسة الحكومة.
يذكر أن المتظاهرين في قضاءي الخضر والرميثية التابعين للمحافظة واصلوا نشاطهم الاحتجاجي بقوة.
من جانبهم، تجمع مئات المتظاهرين في محافظة الديوانية أمام منزل المحافظ، زهير الشعلان، في حين واصل آخرون في ساحة اعتصام الديوانية تظاهراتهم مطالبين بالكشف الفوري عن قتلة الناشط ثائر الطيب وبقية المتظاهرين الذين تم اغتيالهم.

النجف وكربلاء

وفي محافظة النجف، كشف مراسلنا في المحافظة، احمد عباس، عن استمرار التظاهرات في ساحة الصدرين وساحة ثورة العشرين وسط توافد المواطنين من مختلف مناطق المدينة.
وأوضح عباس، إن الطلبة واصلوا حضورهم في الساحة بشكل مكثف، بينما أعلن طلبة جامعة الكوفة المعتصمون منذ شهرين استمرارهم في الإضراب حتى تحقيق المطالب بشكل كامل.
وعلى ذات النحو، استمر المواطنون في ساحة التربية وسط كربلاء بتصعيد الزخم الاحتجاجي الذي تشهده المحافظة، بعدما تعرض بعضهم إلى اعتداءات شرسة من قبل قوات مجهولة خلال الأيام الماضية.
وبحسب الأنباء، أكد المتظاهرون استمرارهم في الاعتصام حتى تحقيق كافة المطالب وتمسكهم بسلمية التظاهر، مستنكرين الصمت الحكومي تجاه الاعتداءات التي يتعرضون لها.
يُذكر إن المنتفضين واصلوا احتجاجاتهم في ميسان وبابل وواسط، مع اتساع رقعة نشاطهم التي وصلت الى الأقضية والنواحي بشكل أكبر.