طريق الشعب

نظم المواطنون المنتفضون، يوم أمس، فعاليات احتجاجية كثيرة في مناطق مختلفة من البلاد، منها تظاهرات واعتصامات وقطوعات للطرق والجسور، ويأتي هذا الحراك الشعبي المتجدد بالتزامن مع أعياد الميلاد التي احيت هذا العام لاستذكار الشهداء تضامناً مع ذويهم، وتأكيداً على روح التآخي بين العراقيين بعيدا عن مظاهر الاحتفال.

تظاهرات السماوة

وانطلقت في السماوة، تظاهرات طلابية حاشدة جابت شوارع المدينة رافضةً المساومة على دماء الشهداء وقانون الانتخابات الذي أقر من قبل البرلمان.

وذكر مراسل "طريق الشعب"، عبد الحسين ناصر السماوي، أن المحتجين رددوا هتافات مناهضة للفساد والمحاصصة التي تدير العملية السياسية والتي حولت البلاد إلى ساحة للصراعات الإقليمية، فيما حمل الطلبة الاعلام العراقية ولافتات ترفض قانون الانتخابات.

وقال الطالب، علي جابر، لـ"طريق الشعب"، إن " المتظاهرين لا يريدون لفا ودورانا وتدويرا للفاسدين في هذا القانون، ويجب أن يكون قانون الانتخابات حسب الكثافة السكانية لا الرقعة الجغرافية، على أن يحصل المرشح على نسبة خمسين زائد واحد وليس أعلى الأصوات. واعتقد ان القانون الحالي يخدم مصلحة الاحزاب المتنفذة ولا يمثل إرادة الجماهير المنتفضة".

ومن جهته، أوضح الطالب، أحمد الأسدي، لـ"طريق الشعب"، إن "اختيار رئيس الوزراء من قبل أحزاب السلطة مرفوض من قبل الجماهير المنتفضة، أما صراع الكتل السياسية على تحديد الأكبر منها، فإنه لا يمثل الشعب المنتفض الذي يعد الكتلة الأكبر التي يجب أن ترشح رئيس الوزراء الجديد".

وأضاف المراسل في قضاء الرميثة انطلقت صباحاً تظاهرة طلابية طالبت بمحاكمة قتلة المتظاهرين السلميين ونددت بعمليات اختطاف وقتل الناشطين المدنيين، لافتاً إلى قيام معتصمين أمام مصفى السماوة بمنع دخول الصهاريج إلى المصفى، مطالبين بضرورة توفير درجات وظيفية لهم حيث أن اغلبهم من المهندسين وخريجي المعاهد الذين مضى على تخرجهم سنين طويلة.

وأفاد أحد المعتصمين لـ"طريق الشعب"، إن "أغلبنا قدم عدة طلبات للتعيين ولكن دون فائدة فالمحسوبية كانت اللاعب الأكبر في التعيينات اضافة الى الفساد المالي"، مؤكداً أن "ثبات المعصمين أمام مبنى المصطفى، والذين طالبوا بإقالة مدير المنتجات النفطية في المحافظة بسبب التسويف والمماطلة في أمر التعيينات".

يُذكر أن أهالي قضاء الخضر في المحافظة، قاموا بإغلاق مبنى القائممقامية وطالبوا بإقالة مديرها.

حداد الديوانية

وفي الأثناء، شيع أهالي الديوانية شهيدهم المغدور، الناشط والمتظاهر، ثائر الطيب.

وذكر مراسلنا في المحافظة، إن الأهالي شيعوا صباحاً جثمان الناشط المدني، ثائر الطيب، بعد ان فارق الحياة متأثراً بجراحه نتيجة انفجار عبوة لاصقة وضعت في مركبته دخل على اثرها في العناية المركزية في مستشفى الديوانية التعليمي. وقد استقبله أهالي الشامية وقاموا بتشيعه من مدخل المدينة ومرورا في شارع البلداوي الذي يمر في سوق الشامية وكان التشييع بمثابة تظاهرة تندد بالفاسدين والقتلة وتقديمهم للقضاء، فيما استقبل أهالي النجف المنتفضين جثمان الشهيد واشتركوا في تشييعه الى مثواه الأخير.

وفي السياق، تعرضت مقار احزاب سياسية في المحافظة، إلى الحرق بعد استشهاد الطيب في وقت قصير.

ونقلت وكالة "السومرية نيوز"، عن مصدر أمني قوله، إن "متظاهرين اقدموا في ساعة متأخرة من الليلة الماضية (الثلاثاء)، على حرق مقار احزاب سياسية في مدينة الديوانية، ما ادى الى الحاق اضرار مادية دون وقوع اية خسائر بشرية، وأن فرق الدفاع المدني في المحافظة تمكنت من السيطرة على النيران في هذه المقار واخمادها".

يُشار إلى أن محافظ الديوانية، زهير الشعلان، أعلن الحداد لثلاثة أيام في المحافظة على خلفية استشهاد الناشط ثائر كريم الطيب.

العاصمة تواصل

واستمر المتظاهرون في بغداد بالتوافد صوب ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها مجددين احتجاجاتهم اليومية.

وأوردت الأنباء، أن المتظاهرين في الساحة والمتجمهرين قرب خيام الاعتصام، نددوا بالمماطلات والتسويف الذي تقوم به الكتل السياسية لاختيار رئيس وزراء من مرشحيها المرفوضين، فيما قال الكثير من المتظاهرين إن قانون الانتخابات الذي صوت مجلس النواب عليه، يحتوي على الكثير من الاشكالات التي لا بد من حلها وقطع الطريق على الكتل السياسية التي تنوي استغلالها.

وشهدت العاصمة صباحا، قطع سريع محمد القاسم، من قبل متظاهرين، احتجاجاً على اغتيال الناشط ثائر الطيب في الديوانية، فيما رفعوا نعشاً رمزياً للشهيد.

ذي قار تغلق الجسور

وفي جانب أخر، واصلت ذي قار إغلاق الجسور والاستمرار في الإضراب الطلابي وتعطيل الدوائر الحكومية.

وأفادت الأنباء، بقطع جسور الزيتون والحضارات والنصر، من قبل متظاهرين غاضبين، بالإطارات المحروقة، مؤكدين الاستمرار في الإضراب عن الدوام وتعطيل جميع الدوائر الحكومية، فيما أقدمت مجموعة أخرى منهم، على اغلاق مقر شركة "كاله" الإيرانية لمنتجات الألبان في منطقة الإسكان الصناعي، وكتبوا على جدرانها "مغلق بأمر الشعب، ومغلق بأمر الشهداء".

يُذكر أن الكوادر التربوية في ذي قار واصلت اعتصامها وأكدت الاستمرار في الإضراب عن الدوام، برفقة اعتصام عدد من النقابات المهنية.

قداس البصرة

وفي البصرة، أحيا المواطنون قداس أعياد ميلاد المسيح دون احتفال، تضامناً مع ذوي شهداء التظاهرات.

وذكرت وكالة "المربد"، في خبر اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "العشرات من العوائل المسيحية في البصرة أحيت مراسيم قداس أعياد الميلاد للسيد المسيح في كنيسة القديسة تريزا، والذي اقتصر على إقامته فقط وإلغاء الاحتفالات تضامنا مع عوائل الشهداء الذين سقطوا في ساحات التظاهر"، داعين أن "يعم الأمن والأمان وأن تتحقق مطالب المتظاهرين والمعتصمين في جميع المحافظات".

يُذكر أن محافظات أخرى نظمت احتجاجات وفعاليات كثيرة في سياق الانتفاضة والحراك الشعبي المستمر منذ أكثر من شهرين في عموم مناطق البلاد.