علي شغاتي
تابعت "طريق الشعب"، احداث مجزرة السنك عبر مراسليها في ساحة الخلاني والتحرير وسط بغداد حتى ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، حيث أفادت وكالة "أسوشيتد برس" ان "عدد ضحايا الهجوم المسلح الذي شنه مسلحون ملثمون، على ساحة الخلاني وجسر السنك وسط بغداد بلغ 25شهيداً و125 جريحاً، في حين رجحت مصادر أخرى ارتفاع عدد الشهداء لأن اغلب الإصابات خطيره.
وقال مراسل "طريق الشعب"، في ساحة التحرير، بعد ان تمكنت عناصر مندسة من الدخول الى مبنى كراج السنك في وقت سابق من يوم الجمعة، وحاولت هذه العناصر افتعال المشاكل مع المتظاهرين الموجودين في الكراج، ليتسبب ذلك في شجار مفتعل من قبل هؤلاء، تطور الى اعتداء بالعيارات النارية على المتظاهرين، مع اندلاع حريق في الطابق الأخير من الكراج، وسط انسحاب للقوات الأمنية من محيط كراج السنك والأماكن القريبة، مع انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي تزامن مع هجوم مجاميع مسلحة على ساحة الخلاني وجسر السنك والكراج.
وأضاف مراسلنا، في حدود الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة، هاجمت مجاميع مسلحة تستقل عجلات نوع بيك اب، تحمل كميات كبيرة من الاسلحة الاعتدة وباشرت الانتشار في محيط جسر السنك وداخل كراج السنك وساحتي الوثبة والخلاني".
وأكمل، ان "القوات المهاجمة استهدفت المتظاهرين المتواجدين هناك بالرصاص الحي من جميع الاتجاهات، ما اجبرهم على الانسحاب نحو ساحة التحرير، وفي اثناء انسحابهم تعرض عدد ليس بالقليل من المتظاهرين الى طعنات بالسكاكين يرجح ان مرتكبيها هم أنفسهم من افتعل الشجار داخل الكراج".
وبين، ان "المواجهات استمرت الى الساعة السادسة من صباح يوم أمس، بعد محاولاتهم الوصول الى ساحة التحرير، بعد محاصرتها من أربع جهات، تصدى خلالها أصحاب القبعات الزرق للمهاجمين بشجاعة "، منوهاً، ان قطعات الجيش العراقي عادت الى الانتشار بعد انتهاء الهجوم دون حملهم السلاح، في حين عاد المتظاهرون الى مواقعهم في جسر السنك وساحة الخلاني، فيما اغلقوا كراج السنك تحسبا لأي طارئ".
وفيما تنصل قائد عمليات بغداد الفريق الركن، قيس المحمداوي، يوم أمس، في مداخلة مع قناة "العربية"، عن مسؤولية حماية المتظاهرين وعزا سبب ذلك لكونه لا يعلم من يقود التظاهرات ولاكيفية التواصل معهم على حسب تعبيره، مشيراً إلى أن "عودة القطعات الأمنية الى الخلف أفضل من الاحتكاك مع المتظاهرين، ولا وجود لقطعات أمنية لحماية المتظاهرين في محيط مناطق التظاهر".
من جانبه، دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حسن الكعبي، الى عقد جلسة طارئة للمجلس، يوم الاثنين المقبل، بحضور القيادات الأمنية العليا، لاسيما قيادة عمليات بغداد لمناقشة استهداف المتظاهرين السلميين من جهات مسلحة مجهولة.
وأكد الكعبي أن القيادات الأمنية ينبغي أن تتحمل مسؤولياتها في حفظ أمن التظاهرات السلمية المطالبة بالإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد، منوهاً إلى وجوب تشديد الإجراءات الأمنية لحفظ أرواح المحتجين المعتصمين في بغداد والمحافظات.
وشدد على أنه ستتم محاسبة جميع الجهات والشخصيات التي يظهر تورطها في قتل المتظاهرين ببغداد والمحافظات، فضلاً عن الاستهداف الجوي لمنطقة الحنانة في النجف.
وكانت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية العراقية قد استدعت 4 قيادات أمنية في جلسة استثنائية غداً الأحد، على خلفية أحداث بغداد والنجف والتي سقط خلالها عدد كبير من الشهداء، وبحسب مصادر صحفية فإن القيادات الأربعة، هم قائدا عمليات وشرطة بغداد وقائد الدفاع الجوي وقائد الفرقة 11 بالجيش.
الى ذلك، كشف الدكتور احمد كاظم وهو مسؤول أحد المفارز الطبية على جسر السنك، لـ "طريق الشعب"، عن استهداف المسلحين المهاجمين للخيم في ساحة الخلاني مما تسبب في احتراق 5 خيم، مستغرباً، من غياب القوات الأمنية عن المشهد بالكامل.
وفي الاثناء، طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، القوات الأمنية بتحمل مسؤوليتها في الحفاظ على حياة المتظاهرين السلميين وإعادة الأمن الى ساحات التظاهر في بغداد، وحذرت المفوضية من انفلات الوضع الأمني، ما يهدد بسقوط ضحايا في صفوف المتظاهرين السلميين والقوات الأمنية.
أصدرت وزارة الكهرباء العراقية، اليوم الجمعة، توضيحاً بشأن انقطاع التيار الكهربائي عن الخلاني والسنك، عازيةً ذلك إلى المواجهات.
وفي سياق متصل، عزت وزارة الكهرباء سبب انقطاع التيار الكهربائي عن السنك والخلاني، الى وجود بعض المواجهات في تلك المنطقة التي تسببت في انقطاع الأسلاك الناقلة للطاقة".
وذكر الوزارة في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، أن "الاشتباكات تسببت في انقطاع الأسلاك الناقلة وصعوبة دخول المنطقة حالياً من قبل مفارز الصيانة".
وفيما تحدث محتجون في ساحة الخلاني وجسر السنك ان الانقطاع التيار الكهربائي تزامن مع دخول سيارات البيك اب الى الساحة أي قبل حدوث الاشتباك أصلا.