طريق الشعب

واصل المتظاهرون، يوم أمس، التوافد إلى ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات، معلنين المضي في الاعتصامات التي دخلت الآن يومها الحادي والأربعين، والتي طالبت بالكشف عن هوية القتلة وتقديمهم إلى المحاكمة، فضلاً عن تشكيل حكومة وطنية مؤقتة ذات صلاحيات واسعة، تهيئاً لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة بإشراف دولي، بعد تعديلات جوهرية على قوانين الانتخابات والمفوضية المعنية بها.

هدوء نسبي في العاصمة

وفي بغداد، تجددت التظاهرات في ساحة التحرير بعدما نظم المئات من المواطنين فعاليات احتجاجية متنوعة، بينما تعرض العديد الى الاختناق بالغاز المسيل للدموع إثر الاشتباكات التي حدثت قرب جسر الاحرار.

وقال مراسل "طريق الشعب"، في بغداد، إن اماكن التظاهر في ساحتي التحرير والخلاني تشهد توافدا مستمرا للمتظاهرين دون اي احتكاكات، على عكس الليلة الماضية التي شهدت توترات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، عند مقتربات جسر الاحرار اسفرت عن حوالي ٣٧ حالة اختناق، نقلت بعض الحالات الخطرة الى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج، مشيراً الى قيام بعض المتظاهرين ليلة أمس الأول بحملة لتنظيف شارع الرشيد وسط بغداد.

تشييع رمزي

وفي الاثناء، شيع المعتصمون في ساحة الحبوبي وسط الناصرية 100 نعش رمزي بمشاركة ذوي الشهداء المتظاهرين.

وبحسب الأنباء، فأن الجو العام في المحافظة، خيّم عليه الحزن والحداد، وقابل ذلك مشاركات طلابية واسعة، في الوقت الذي استمر فيه اغلاق جسر الزيتون والحضارات وسط المدينة.

وأفادت الأنباء، باستشهاد متظاهر في المحافظة، متأثراً بجراحه نتيجة اصابته بطلق ناري في الرأس في الاحداث التي شهدها يوم الخميس الماضي، بحسب مصدر طبي مطلع.

شهيد في أم قصر

وفي السياق ذاته، كشف مصدر أمني في البصرة، عن ارتفاع عدد شهداء تظاهرات ام قصر الى 9 متظاهرين، واستمرار غلق حقل غرب القرنة 1 شمالي المحافظة من قبل المتظاهرين.

ونقلت وكالة "بغداد اليوم" عن المصدر قوله، أن "أحد الجرحى المصابين بتظاهرات ميناء ام قصر في محافظة البصرة استشهد متأثراً بإصابته، ليرتفع عدد الشهداء الى 9 متظاهرين"، مبينا، إن "المتظاهر الجريح هو، المواطن عبد الله عقيل العيداني، الذي أصيب بالرصاص الحي في تظاهرات ام قصر، خلال تفريق تظاهرة طلابية من قبل القوات الأمنية، وقد استشهد صباح هذا يوم أمس متأثرا بجراحه".

وأوضح المصدر، إن "محتجين غاضبين أعلنوا عن استمرارهم في غلق حقل غرب القرنة 1 شمالي محافظة البصرة للأسبوع الثاني على التوالي، وكذلك غلق مستودع الفاو النفطي الواقع ضمن الرقعة الجغرافية لقضاء الفاو جنوبي البصرة لليوم الرابع على التوالي".

طرد محافظ الديوانية

الى ذلك، اجبر متظاهرون في الديوانية، يوم أمس، المحافظ زهير الشعلان على إدارة مهامه من داخل أحد المعسكرات في المحافظة، بعد ان أغلقوا آخر البوابات التي كان يستخدمها للدخول إلى مبنى المحافظة،

وبحسب مراسلنا في الديوانية، قام متظاهرون في المحافظة، بطرد المحافظ زهير الشعلان، ومنعوه من دخول مبنى المحافظة بإغلاقهم البوابة الأخيرة القريبة من منزله، لافتاً إلى أن المحافظ أصبح يمارس مهامه داخل موقع الفرقة الثامنة بالديوانية في المعسكر القديم.

وأوضح المراسل، أن المتظاهرين استمروا في اغلاق مديرية تربية الديوانية ومبنى ديوان المحافظة لليوم الثالث على التوالي، بعدما اتسعت رقعة التظاهرات في المحافظة بمشاركة المئات من الموظفين واعضاء النقابات والاتحادات والطلبة.

النجف وكركوك

وفي محافظة النجف، نظمت الكوادر الطبية في دائرة صحة النجف، يوم أمس، وقفة احتجاجية، استنكرت الاعتداء الذي طال كادراً طبياً من قبل أشخاص مجهولين، في حين استمر توافد المتظاهرين الى ساحة ثورة العشرين للمشاركة في الاعتصام.

وأفاد مراسلنا في النجف، ان محتجين غاضبين قاموا بأحراق الإطارات امام القنصلية الإيرانية ما أدى الى اشتعال النار في بوابتها الرئيسة، دون حدوث خسائر بشرية.

وفي الأثناء، خرج المئات من طلبة جامعة كركوك في مسيرة تضامنية مع شهداء الانتفاضة لليوم الثالث على التوالي معلنين استمرار اضرابهم، في تصاعد ملحوظ للحراك الطلابي في عموم المحافظات.

يُذكر أن محافظات أخرى واصلت احتجاجاتها واعتصاماتها على المنوال نفسه، مسجلة حضوراً جماهيرياً متصاعداً.