طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات والاعتصامات والإضرابات العامة، يوم أمس في مختلف المحافظات المنتفضة، مؤكدة على ضرورة استقالة أو إقالة الحكومة فوراً قبل الحديث عن تحقيق أي مطالب أخرى للمتظاهرين السلميين.

تطورات بابل

واستمرت الاعتصامات والتظاهرات في بابل بمشاركة الكليات والمعاهد الممتنعة عن الدوام.

وقال مراسل "طريق الشعب"، محمد علي محيي الدين، أن قوات الشغب قامت بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع في محاولة لتفريق المعتصمين تحت مجسر الثورة، ما أدى إلى إصابة المئات من المتظاهرين بالاختناق، فيما أقدمت على اعتقال عدد آخر منهم واطلقت سراحهم لاحقاً.

وأفاد محيي الدين، بأن الشباب المحتجين بعثوا رسالة الى قيادة شرطة بابل نصت على "ضرورة الحفاظ على المظاهر السلمية وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والاحتكاك مع القوات الامنية، وأن تقوم الأخيرة بحماية ساحات التظاهر من خلال التفتيش الدقيق وعدم الموافقة على دخول السيارات والدراجات النارية باستثناء التي تقدم الدعم اللوجستي للمتظاهرين، فضلاً على ضرورة تنسيقها مع المتظاهرين لمنع حرب الاشاعة التي تحاول زعزعة الثقة بين الطرفين".

تظاهرات كربلاء

وشهدت ساحة الاعتصام في كربلاء، توافد مئات المحتجين اليها من كافة شرائح المجتمع بضمنهم الكسبة والطلبة والاساتذة والاوساط المهنية والعمالية.

ولفت مراسل "طريق الشعب"، عبد الواحد الورد، إلى أن الكسبة انظموا إلى المتضامنين مع الانتفاضة الشعبية في المدينة القديمة وبقية المحافظات المنتفضة، مبيناً أن الكليات نظمت مسيرات جوالة حول ساحة الاعتصام وهي ترفع العلم العراقي.

وتابع الورد، ان المسيرات والفعاليات الاحتجاجية اعلنت التضامن التام والمساندة لجماهير الانتفاضة، بينما شهدت المحافظة إغلاقاً للطرق والساحات المؤدية إلى مركز المدينة، ومنها طريق باب طويريج وتقاطع سيد جودة والضريبة، ونفق العباس.

ومن جهته، قال، مهند الكعبي، أحد الناشطين في ساحة الاعتصام لـ"طريق الشعب"، إنه "عندما يأتي المساء ويحل الظلام وفي الوقت الذي تنقطع فيه الكهرباء ليلا تظهر الاشباح (الشبيحة) التي تقوم بمهاجمة المعتصمين لغرض ملاحقتهم وحرق خيامهم".

يُذكر أن متظاهري المحافظة، شيعوا جثمان الشاب الشهيد محمد حسن السعدي، الذي سقط قبل يومين في ساحة الاحرار خلال أحداث عنف ضد المتظاهرين.

احتجاجات السماوة

وفي سياق الاحتجاجات، جددت السماوة تظاهراتها السلمية بمشاركة أعداد غفيرة من الاهالي.

وأوضح مراسل "طريق الشعب"، في المحافظة، عبد الحسين ناصر السماوي، أن المئات من المحتجين توجهوا إلى التقاطع  المؤدي الى مديرية التربية والزراعة في منطقة الحيدرية حاملين الأعلام العراقية ولافتات كتب عليها "نطالب باستقالة الحكومة وإلغاء مجالس المحافظات واقامة انتخابات مبكرة وتغيير الدستور"، فيما قاموا بإغلاق الشوارع الرئيسة المؤدية إلى أحياء الحيدرية والشرطة والضجرية.

وأشار السماوي، إلى حدوث احتكاكات مباشره بين المتظاهرين والقوات الأمنية المنتشرة بشكل كثيف، لتقوم الأخيرة بضرب المحتجين بالغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم ومطاردتهم باتجاه حي الإذاعة والتلفزيون في السماوة.

وتابع المراسل، أنه في تطور لاحق، عادت المواجهات بعد هدوئها النسبي بين المتظاهرين وقوات الشغب بعد ظهر يوم أمس، وبلغت ذروتها في حي الشرطة، ما أدى إلى اندلاع النيران في بعض الدور وحرق شقه سكنية في الحي نفسه، مشدداً على أن القوات الأمنية قامت بضرب المحتجين بقسوة، فيما نقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى مستشفى الحسين التعليمي.

احتجاجات الناصرية

وفي الأثناء، واصل طلبة الاعداديات والجامعات والنقابات المهنية واعداد كبيرة من الأهالي المنتفضين تظاهراتهم في ساحة الحبوبي مركز اعتصامات ذي قار.

وقال مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، إن العصيان المدني واصل تعطيله جميع المدارس والجامعات والدوائر الحكومية باستثناء الخدمية منها، مشيراً إلى قيام المحتجين بقطع جسور الزيتون والنصر والحضارات والدوب، بينما فتحوا جسر السريع.

وأوضح صاحب، إن اعتصامات الخريجين أمام شركة نفط ذي قار المطالبة بالتعيين تجددت بعد أن تعرضت في اليوم السابق إلى اعتداءات من قبل جهات محسوبة على حماية الشركة، حيث قامت بحرق خيام الاعتصام.

حراك الكوت

وفي غضون ذلك، خرجت تظاهرة نظمتها كوادر مستشفى الشهيدة د.فيروز في مركز مدينة الكوت.

وأفاد مراسل "طريق الشعب"، علي جبار، بأن التظاهرة انطلقت من ساحة تموز  باتجاه ساحة الاعتصام، منددة بفساد أحزاب السلطة، فضلاً عن تأييدها الكامل للمطالب المشروعة للمتظاهرين في مختلف المحافظات المنتفضة ومطالبتها بالكشف عن قتلة المتظاهرين.

قطوعات الديوانية

وفي المقابل، قطع المتظاهرون في الديوانية، عددا من الطرق الرئيسة في المحافظة.

وذكرت وكالة "السومرية نيوز" أن المتظاهرين قطعوا الشوارع الرئيسة بمدخل الديوانية بواسطة حرق الإطارات"، مشيرة إلى أن الطرق والجسور المقطوعة هي كل من "جسر النجف – ديوانية، ساحة الجدارية – الجامعة، ساحة نجاح - الحي العسكري، ساحة النسر، ساحة النسيج، حي الصدر الرابع، شارع المطاط، فضلاً عن إغلاق عدد من الدوائر الحكومية".

اعتصامات النجف

ومن جانب آخر، شهدت ساحة الاعتصام في محافظة النجف توافد جموع المتظاهرين   اليها ومن مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية.

وقال مراسلنا، أحمد عباس، أن المتظاهرين أعلنوا المساندة للإضراب العام في المحافظة والبقاء في ساحة الاعتصام الى حين تحقيق المطالب"، لافتاً إلى أن مجاميع شبابية قامت بإغلاق كافة الدوائر الحكومية عدا الخدمية منها، وأغلقت الطرق الرئيسة والفرعية تاركة طريقا واحدا للطوارئ، في محاولة للضغط على الحكومة من أجل تقديم استقالتها.

العمارة والإضرابات

أما في ميسان، فقد تواصل الإضراب الذي قام به الطلبة والمعلمون منذ أسابيع.

وبيّن مراسل "طريق الشعب"، مهند حسين، أن نقابة المعلمين نظمت تظاهرة انطلقت من أمام بنايتها وبمشاركة أعداد كبيرة للمعلمين، متوجهة إلى مبنى محافظة ميسان حيث ساحة الاعتصام، وهي تردد الشعارات الوطنية وتمجد بأرواح شهداء الانتفاضة، فيما تواصل إغلاق الدوائر الحكومية.

بغداد متواصلة

وعلى صعيد الاحتجاجات، تواصلت التظاهرات الشعبية في العاصمة، مع توافد أعداد كبيرة من الطلبة والمواطنين من مختلف الشرائح الى ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها، في حين استمر الإضراب الطلابي في غالبية جامعات ومدارس بغداد.

يُذكر أن متظاهرين اغلقوا مبنى مديرية تربية الكرخ الثالثة في الكاظمية، بحسب ما أفادت به وكالة "بغداد اليوم".