طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات في محافظات عدة، خلال اليومين الماضيين، مستخدمة أساليب سلمية عديدة، شددت على رحيل الحكومة والابتعاد عن اللف والدوران لتسويف المطالب الشعبية، فيما رافقتها احداث عنف دامية اودت بحياة شهداء محتجين وتسببت في إصابة العشرات الآخرين في أماكن متفرقة.

أحداث كبيرة في بابل

وتعرض أهالي بابل المحتجون، ليلة الاثنين الماضي، الى حملة قمعية غير مبررة اثناء تجمع اعداد حاشدة منهم ضمن سلسلة الاحتجاجات التي تستمر في المحافظة، ما أدى الى استشهاد مواطن وإصابة العشرات الآخرين.

وقال مراسل "طريق الشعب"، محمد علي محيي الدين، أنه بعد أن كلف رئيس الوزراء الفريق محمد البياتي بالإشراف على المحافظة على خلفية هروب المحافظ، كرار العبادي المتهم بقضايا فساد، قامت قوات الشغب بالهجوم على ساحة الاعتصام بالقنابل المسيلة للدموع في الساعة الحادية عشر ليلاً واستخدام العنف المفرط لتفريق المعتصمين، ما أدى إلى استشهاد متظاهر واحد، وإصابة أكثر من 60 آخرين، وسط محاولات سيارات الاسعاف والدراجات النارية الحثيثة لنقل المصابين إلى المستشفيات.

وأوضح محيي الدين، أن الشباب المتظاهرين واجهوا القمع برفع الأعلام العراقية وترديد هتافات تشدد على ضرورة تجنب الاصطدام دون جدوى، فيما توافدت أعداد كبيرة من أبناء المحافظة والمدن المجاورة الى ساحات التظاهر لمساعدة اخوانهم. بينما تعرضت المنازل المحيطة بساحة التظاهر إلى القنابل الغازية التي تسببت في اختناق المواطنين داخل بيوتهم.

اشتباكات في كربلاء

وشهدت ساحة الاعتصام في مدينة كربلاء، أمس الأول، اشتباكات ومصادمات بين المتظاهرين والاجهزة الامنية في الشوارع الرئيسة والفرعية المحيطة بالساحة.

وذكر مراسل "طريق الشعب"، عبد الواحد الورد، أن قوات الأمن استخدمت العنف المفرط في حي البلدية لفضّ الاعتصام، ما تسبب في حرق طابقين من بناية المصرف الاسلامي (إيلاف).

وأضاف الورد، إن النشاط الاحتجاجي عاد يوم أمس، في ساحة الاعتصام التي توافد إليها المئات من الطلبة والاساتذة والكوادر التعليمية والتربوية، فيما شهدت مسيرات واستعراضات كبيرة للدوائر والمرافق الحكومية التي استعرضت كوادرها وموظفيها في محيط الساحة.

احتجاجات العاصمة

أما في بغداد، فتواصلت الاحتجاجات يوم أمس بقوة في ساحة التحرير ومحيطها الذي شهد في بعض اجزاءه احداثاً للعنف.

وذكر مصدر طبي، أن متظاهرا فارق الحياة إثر إصابته بطلق مطاطي بالقرب من جسر الأحرار وسط العاصمة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المصدر قوله، إن "المتظاهر توفي في المستشفى إثر إصابته بطلق مطاطي في الرأس"، موضحا أن "المسعفين نقلوا 18 متظاهرا آخرين أصيبوا بالغاز والرصاص المطاطي عند جسر الأحرار" بعد تجدد الاشتباكات قرب الجسر.

وفي الأثناء، نظم المئات من المهندسين والحقوقيين والمتقاعدين ومجاميع من كبار السن والعوائل التي لا تملك سكناً والعاطلين عن العمل، تظاهرة كبيرة مقابل كراج العلاوي.

وأشار مراسلا "طريق الشعب"، ماهر حميد، وأثير شمعون، إلى أن المتظاهرين تجمهروا أمام كراج العلاوي قرب جامع ابن بنية ونددوا بنظام المحاصصة الطائفية وطالبوا بتوفير المعيشة اللائقة لهم وتغيير الواقع المزري الذي يعيشونه.

طلبة ديالى

وفي الأثناء، تظاهر يوم أمس، العشرات من طلبة المدارس المتوسطة والاعدادية في ساحة الفلاحة في محافظة ديالى.

وقال مراسل "طريق الشعب"، محمود العزاوي، أن الطلبة المتظاهرين طالبوا الحكومة بالاستقالة، معتبرين وثيقة الجادرية التي حاولت امهال الحكومة 45 يوماً، هي اساليب تخديريه للجماهير.

وبيّن العزاوي، أن الطلبة نددوا بالتردي الاقتصادي الذي أنتج اعدادا هائلة من الخريجين العاطلين عن العمل، مطالبين بتشغيل المعامل المعطلة وتحسين الطاقة الكهربائية واستغلال المساحات الواسعة من الاراضي الزراعية لاستيعاب الشباب والابتعاد عن الاعتماد على النفط وحده.

السماوة مجدداً

وفي غضون ذلك، تجدد التظاهرات في السماوة ليل الاثنين الماضي، فيما توجه المحتجون صوب مديرية تربية المحافظة بهدف إغلاقها، بعدما شهدت في يوم سابق حملة اعتقال وقمع شرسة طالت الطلبة المتظاهرين.

وقال مراسل "طريق الشعب"، عبد الحسين ناصر السماوي، أن المتظاهرين طالبوا باستقالة الحكومة ومدراء الدوائر الفاسدين خلال مدة خمسة أيام لأنهم لم يقدموا اي شيء يذكر، مشيراً إلى أن محافظ المثنى، أحمد منفي، وجه مديرية التربية بإلغاء جميع غيابات الكوادر التعليمية والتدريسية في المحافظة وتوجيه إدارات المدارس بإلغاء غيابات الطلبة المضربين عن الدوام.

وأفاد السماوي، بأن المواجهات تجددت يوم أمس، بين الطلبة المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب صباحاً، بعدما توجهوا إلى مديرية التربية مرة أخرى وهم يهتفون "سلمية .. سلمية" ويطالبون بتغيير النظام السياسي.

ولفت إلى أن قوات الشغب قابلت هذه الهتافات والمطالب بإطلاق القنابل الغازية وتسببت في إصابة قرابة عشرين متظاهر، بحسب ما أفاد به مصدر مسؤول في الهلال الأحمر.

وأضاف قائلاً، أسفر القمع أيضاً عن إصابة بليغة لمصور قناة دجلة في رأسه أثناء تغطيته الأحداث، نقل على أثرها إلى المستشفى، منوهاً إلى أن مواجهات أخرى جرت بالقرب من المجمع الحكومي في السماوة واستخدمت القوات الأمنية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع.

تظاهرة الكوت

وفي غضون ذلك، انطلقت تظاهرة كبيرة للكوادر التعليمية، يوم أمس، في محافظة واسط، توجهت من ساحة تموز، مرورا بساحة الاعتصام، صوب دائرة النزاهة.

وبحسب مراسل "طريق الشعب"، علي جبار، فأن المتظاهرين رددوا هتافات ضد الفاسدين، فيما اعتبروا التظاهرة تأييداً لقرارات القضاء الاخيرة بشأن النواب واعضاء مجالس المحافظات الفاسدين.

إضرابات الناصرية

وفي المقابل، توافدت أعداد كبيرة لطلبة الجامعات والنقابات والمنظمات الى ساحة الحبوبي، يوم أمس، للتضامن مع الشباب المعتصمين.

وأوضح مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، أن مجاميع المتظاهرين حملت شعارات مكتوبة تندد بتجاهل الحكومة بشأن تنفيذ مطالب المنتفضين، لافتاً إلى أن المضربين عن الدوام قاموا بقطع كافة الجسور باستثناء جسر السريع لغرض عبور الشاحنات والحالات الانسانية الاخرى.

ونوه صاحب، إلى إصابة عشرة من المعتصمين وحرق خيام الاعتصام امام شركة نفط ذي قار إثر اشتباكات مع مجموعة من حماية الشركة بعد تحريضهم على القيام بذلك من قبل جهات نافذة، بينما واصل خريجو كليات الهندسة اعتصامهم المطالب بتوفير فرص العمل.

يُذكر أن محافظ ذي قار، عادل الدخيلي، قرر "تعطيل الدوام الرسمي لجميع الدوائر باستثناء الصحة والقوات الامنية على خلفية الاحداث التي شهدتها المحافظة وإبعاد قوات مكافحة الشغب إلى خارج الناصرية حفاظاً على ارواح المواطنين".

ميسان والبصرة

وعلى النحو ذاته، تواصل الإضراب في محافظة ميسان، في جميع المدارس والجامعات وغالبية المؤسسات الحكومة عدا الخدمية منها.

وذكر مراسل "طريق الشعب"، مهند حسين، أن نقابة المعلمين في المحافظة، دعت إلى الخروج في تظاهرة اليوم والتجمع في تمام الساعة الثالثة ظهرا، امام بنايتها، والتوجه صوب ساحة الاعتصام أمام مبنى المحافظة.

وفي البصرة، تواصل المحتجون في الإضراب والتظاهر وقطع الطرق والجسور.

ونقلت وكالة "السومرية نيوز" عن مصدر محلي قوله، أن "كافة الطرق الرئيسة في مركز البصرة قطعت امام حركة السير، منها بين الاقضية ومركز المدينة وأخرى تؤدي الى الشركات النفطية والموانئ".

يُذكر أن المتظاهرين في كربلاء والنجف والديوانية استمروا في قطع الطرق والجسور، تمهيداً للاستمرار في الإضراب والمضي في الاحتجاجات الشعبية.