طريق الشعب
لا تزال الاحتجاجات في شوارع لبنان مستمرة، لليوم الخامس على التوالي، حيث يتظاهر اللبنانيون ضد الفساد وتدهور الأوضاع المعيشية وتردي الاقتصاد، واعلن رئيس الوزراء اللبناني، امس الاثنين، خلال خطاب تلفزيوني إن الحكومة أقرت البنود الإصلاحية، ومشروع موازنة عام 2020، التي كان المتظاهرون قد رفضوها مسبقاً، من خلال التظاهر في ساحة رياض الصلح وسط بيروت مطالبين باستقالة الحكومة واجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون انتخابات عادل.
أعلن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، يوم امس الإثنين، حزمة من الإصلاحات، استجابة للاحتجاجات الحاشدة التي تشهدها مدن عدة في لبنان، وكان أبرزها مشروع موازنة 2020 بعجز 0.63 في المائة وتخفيض نفقات الوزراء وإعداد مشروع قانون لاستعادة الأموال المنهوبة.
وقال الحريري في كلمة له بعد انتهاء الاجتماع الوزراء في قصر بعبدا، والذي يأتي مع انتهاء المهلة التي أعطاها لحكومته لإيجاد حلول للخروج من الأزمة: ان "هدف الممارسة السياسية هو تأمين كرامة الناس والشعور بالسيادة والاستقلال وان يكون هناك خدمات للناس وطبابة وضمان".
وكشف رئيس الوزراء اللبناني عن حزمة إجراءات إصلاحية كان أبرزها مشروع موازنة 2020 بعجز 0.63 في المائة مشيرا إلى أن الحكومة نجحت في خفض نسبة العجز إلى هذا الحد من قبل في لبنان.
وأضاف الحريري إلى أن الحكومة قررت خفض نفقات الوزراء السابقين والحاليين بنسبة 50 في المائة ودعم القروض السكنية بمبلغ 1600 مليون دولار، وطرح مشروع قانون لاستعادة الأموال المنهوبة وقانون آخر لإنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد.
وأعلن رئيس الوزراء اللبناني الموافقة على إلغاء وزارة الإعلام وعدد من المؤسسات التي وصفها بـ"غير الضرورية" ودمج أخرى، وطمأن العاملين في هذه المؤسسات بأنهم لن يجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل خلال الفترة المقبلة.
وأشار الحريري إلى أن الحكومة ستعمل على الحد من التهريب على المعابر الحدودية، كما أنها ستحد من التهرب الضريبي.
ورفض المحتجون في لبنان، الورقة الإصلاحية للحكومة وتجمعوا في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية، بيروت، وقالوا، إنهم لا يثقون بالورقة الإصلاحية ولا بحكومة الحريري، معتبرين أن الأمر لا يعدو كونه المماطلة ومحاولة كسب الوقت".
وردت مجموعة "لحقي"، وهي إحدى الجهات المنظمة للاحتجاجات، في بيان على "ورقة الحريري" إن مطالب المتظاهرين هي الاستقالة الفورية لحكومة الضرائب الجائرة والمحاصصة الطائفية وتشكيل حكومة انقاذ مصغرة من اختصاصيين مستقلين لا ينتمون للمنظومة الحاكمة على أن تتبنى خطوات إصلاحية.
وشدد البيان، على اجراء انتخابات نيابية مبكرة بناء على قانون انتخابي عادل يضمن صحة التمثيل، وادارة الأزمة الاقتصادية واقرار نظام ضريبي عادل وتحصين القضاء وتجريم تدخل القوى السياسية فيه.
وفي وقت سابق، اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن الاحتجاجات التي تعم البلاد تعبر عن "وجع الناس"، لكنه قال إن "من الظلم اتهام كل السياسيين بالفساد".
وبدأت الاحتجاجات في لبنان بعدما قررت الحكومة فرض حزمة ضرائب أثارت غضب اللبنانيين، لكن سقف المطالب ارتفع لاحقا للمطالبة برحيل الحكومة.