أنهى طلبة جامعات سان كارلوس الحكومية احتلالهم للجامعات في عموم البلاد، بعد شهور من الاحتجاج. وسلموا الحرم الجامعي الرئيس في العاصمة غواتيمالا سيتي في 30 آب. وتبع ذلك تسليم مرافق الجامعات الاخرى. وبهذا تستطيع الجامعات استئناف عملها الطبيعي.
لقد توج الطلبة حركتهم الاحتجاجية باحتلال مباني الجامعات الحكومية في 29 تموز الفائت، بعد ان رفعت الادارة اجور الدراسة والخدمات بشكل هائل، وخصوصا اجور الامتحانات، والفصول التحضيرية. بالنسبة للطلبة كانت هذه الاجراءات تعني خصخصة وشيكة لإحدى آخر مؤسسات البلاد، التي تقدم التعليم المجاني على مستوى عالٍ. والى جانب التراجع عن هذه الاجراءات، فرض الطلبة اتفاقا على الادارة يتضمن 18 مطلبا.
في فقرة الاتفاق الأولى التزمت الادارة بالامتناع عن اتخاذ تدابير قمعية ضد المشاركين في احتلال مباني الجامعة، ولكنها لم تستبعد "القيام بممارسات غير ودية وانتقامية من قبل بعض الاساتذة والمدرسين".
وطالب الطلبة ادارة الجامعات بقوة بإلزام الحكومة بنسبة خمسة في المائة المخصصة لتمويل الجامعة، وفق الدستور، في الموازنة، دون توظيف الجامعة كأداة في اطار مديونية الدولة.
كذلك رفض الاقتراض من بنك أمريكا الوسطى للتكامل الاقتصادي، الذي اقترحه الكونغرس لتمويل الموازنة العامة، في إطار رفضهم سياسة مضاعفة مديونية الدولة. وأكدوا في المادة 12 من الاتفاق ضرورة ادارة الاموال التي اقرها الكونغرس بانصاف بين المراكز الجامعية.
وتضمن الاتفاق الاقرار بمطالبة الطلبة بإقالة رئيس الأمن في الجامعة، أليخاندرو مورفين، الذي تم تحميلة مسؤولية حملة القمع العنيفة ضد المحتجين في ايار الفائت.
وانتقد الطلبة بشدة الاتفاق الذي عقدته الادارة مع اتحاد الصناعيين على حصر تدريب الطلبة في مرافق القطاع الخاص. وكان هذا الاتفاق أحد اسباب احتلال الطلبة مرافق الجامعة، لأنه يحرم، المستشفيات الحكومية من جهود طلبة الطب، التي تحتاجها البلاد وخصوصا الاوساط التي لا تستطيع تحمل تكلفة المستشفيات الاهلية.
وجرى الاتفاق على قضايا ذات بعد وطني منها افتتاح مكتب خاص بالنساء، وتصعيد الاجراءات ضد التحرش الجنسي في الجامعة، وتأسيس مرفق اداري جديد يهتم بالتعدد الثقافي في البلاد ويعزز دعم مختلف اللغات والثقافات فيها، عبر ادراجها في الخطط الدراسية، فضلا عن ادخال تدريس اختصاصات جديدة في منهاج الجامعة العام.
وعبرت احدى القيادات الطلابية، لوسائل اعلام محلية، دون الاشارة الى اسمها، عن سعادتها لانهاء احتلال الجامعة بعد 33 يوما وأضافت: "تمكنا بنجاح من فرض عدة مطالب، ولم يسقط في صفوفنا ضحايا. وعلى الرغم من ذلك علينا انتظار ما ستنفذه الادارة". وعبرت المتحدثة عن قلقلها بشأن الوضع السياسي العام في البلاد: ""إن الرئيس الجديد أليخاندرو جياماتي ينتمي إلى أقصى اليمين وهو بوضوح ليبرالي جديد ، وبالطبع سيواصل عمليات الخصخصة ويريد الهجوم على خصوصية الادارة الذاتية التي تتمتع بها الجامعة ،لكننا مستعدون جيدًا ، هياكلنا أفضل بكثير مما كانت عليه قبل احتلال الجامعة ، يمكننا الاستمرارفي أي وقت"، بهذه الحيوية تحدثت الطالبة التي تواجدت في جامعتها، بشكل كامل تقريبا، خلال ايام الاحتلال.
لقد تلقى الطلبة الكثير من الدعم، من السكان، الذين كانوا يحضرون الطعام الى بوابة الجامعة، كما شهد الاعتصام الطلابي دعما من قبل غالبية الطلبة والاساتذة. ونظمت العديد من الفعاليات الثقافية والفنية امام الباب الرئيس للجامعة. ودعم اتحاد عمال الجامعات عملية الاعتصام، كذلك حضر مراقب حقوق الانسان في غواتيمالا في يوم الاعتصام الأول.
ومنذ سنوات تقدم الحكومات المتعاقبة الخصخصة كحل لأزمة البلاد المستمرة، ولم يجر اي تطوير لقطاعي الصحة والتعليم، وجرت منذ فترة خصخصة خدمات الماء والكهرباء، ثم انتقل الوباء الى الجامعات.

عرض مقالات: