اليوم، كما في حالات موجعة شهدتها السنين والعقود الماضية، رأينا الناس يقفون مذهولين، مكذبين ما يسمعون ويبصرون، متشبثين بأمل الا يصدُقَ الا ما يريدون: طول العمر لهذا الذي يحبونه ويحترمونه وينصتون اليه، هذا الذي صار بعد طول خبرة وتجربة محط ثقتهم، ورمزا من رموزهم.
المشاعر العميقة الصادقة لرفاق الفقيد الغالي ابي حيدر واصدقائه ومحبيه والكثيرين الكثيرين من العراقيين الطيبين، وحتى من غير العراقيين الذين اتيحت لهم فرصة التعرف عليه بنحو او بآخر، تجلت في الايام القليلة الماضية بكلمات المواساة البسيطة وبرسائل التعزية الرسمية، بالشعر، بالخواطر والمقالات والاستذكارات وغيرها.
على صفحات هذا الملف، الى جانب الصفحة الاخيرة لعددنا هذا وبعض الصفحة الاولى، سعينا الى تقديم صورة جامعة لكل ما سمعناه وقرأناه وتابعناه مما قيل وكتب عن فقيدنا الغالي وعن رحيله المفجع..

*************

ترفّع أبا حيدر *
" ترفّع ايها النجمُ المُسجّى
وزِد في دارةِ الشرفِ اتقادا
فإن الموت أقصرُ قِيد باعٍ
بأن يغتال فكراً واعتقادا "

ترفع ابا حيدر..
فحقٌ لك ان تختال، وقد هز خبر رحيلك الوطن الغالي من اقصاه الى اقصاه، وتنادى العراقيون الذين احببتهم ونذرت نفسك لخدمتهم وخدمة أدبهم وثقافتهم، تنادوا من كل حدب وصوب موجوعين حزانى ليسيروا في موكب وداعك الأخير.

ترفع ابا حيدر..
فأنت اليوم تتحدى الموت والانطفاء، بإشعال مشاعر الحب والاعتزاز والاحترام في قلوب العراقيين الذين خبروك وعرفوا معدنك الصافي.

ترفع..
فمثلك، وهب نفسه وعقله ووجدانه للوطن والناس والثقافة، يبقى متوهجاً لا يذوي في عيون الوطن والناس ورواد الثقافة والابداع..

أبا حيدر..
لا نقول وداعاً
فمثلك يظل ينبض ويلتمع على الدوام..
ومعك سنواصل المشوار..
لأجل الوطن والناس والثقافة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• كلمة الرفيق مفيد الجزائري نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي عند جنازة الفقيد أمام مقر الحزب في ساحة الاندلس ببغداد