طريق الشعب

منذ ان وصل ترامب الى سدة الحكم واجه خطابه اليميني الشعبوي وعنصريته المكشفوفة مقاومة ورفضا في مؤسسات السلطة التشريعية وفي الشارع السياسي والشعبي الأمريكي. واحتدمت المواجهة بعد النجاحات التي حقهها الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية الاخيرة، وتمكن شخصيات تقدمية ويسارية نسوية من الوصول الى قبة البرلمان. ويكتسب الصراع اهمية قصوى في إطار الحملات الانتخابية التمهيدية في صفوف الحزبيين الرئيسين في البلاد، استعداد لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة. ومن المفيد الاشارة الى ان القوى التقدمية واليسارية داخل الحزب الديمقراطي، وخارجه تعمل على تجميع قواها لإلحاق الهزيمة بترامب في الانتخابات الرئاسية. وفي هذا السياق عبر قادة في الحزب الشيوعي الامريكي عن توجه الحزب الى المشاركة الفاعلة في الجهود الرامية الى تخليص الولايات المتحدة من عنصرية الرئيس الحالي وكراهيته لكل ماهو تقدمي.

وصوت مجلس النواب الأمريكي لصالح قرار رمزي يدين تصريحات الرئيس الامريكي ضد أربع عضوات تقدميات في الكونغرس الامريكي ينتمين الى الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي الامريكي

واستنكر القرار، الذي حظي بدعم غالبية أعضاء المجلس، تعليقات ترامب التي وُصفت بأنها "عنصرية"

وحظي القرار بدعم 240 صوتا مقابل رفض 187. وانضم نواب من الحزب الجمهوري إلى الديمقراطيين، المسيطرين على مجلس النواب، وصوتوا لصالح القرار.

واتُهم ترامب بـ "العنصرية وكراهية الأجانب" بعدما دعا عضوات الكونغرس الأربعة الى مغادرة الولايات المتحدة.

وجاء في تغريدات ترامب: "هناك نائبات جئن أصلا من بلدان تعاني كوارث كاملة وشاملة"، مضيفا أنه يجب عليهن "العودة" إلى هذه البلدان".

ولم يذكر ترامب صراحة عضوات الكونغرس، لكن كان واضحا أنه يشير إلى نائبات من الحزب الديمقراطي، وهن ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز وإلهان عمر وأيانا بريسلي ورشيدة طليب.

ووصفت النائبات، يوم الاثنين الفائت، التعليقات بأن هدفها الإلهاء، وطالبن الناس بالتركيز على السياسات بدلا من شعبوية الرئيس

محتوى القرار

استند قرار "إدانة تعليقات ترامب العنصرية الموجهة إلى عضوات الكونغرس" إلى الآباء المؤسسين للولايات المتحدة والرؤساء السابقين".

وقال إن الهجرة "موجودة في كل مرحلة من مراحل التاريخ الأمريكي"، وأضاف أن "جميع الأمريكيين، باستثناء أحفاد السكان الأصليين والأمريكيين الأفارقة المستعبدين، هاجروا إلى أمريكا أو من نسل مهاجرين". وهذه الحقيقة التاريخية يحاول اليمين المتطرف والعنصريون في الولايات المتحدة القفز عليها، عندما يتناولون تاريخ البلاد، وفي ادارة صراعهم مع الاوساط الديمقراطية والتقدمية في المجتمع الامريكي.

وأشار القرار إلى أن الوطنية لا يتم تعريفها بالعرق أو الإثنية "ولكن عن طريق الإخلاص للمُثُل الدستورية المتمثلة في المساواة والحرية والاندماج والديمقراطية".

وقالت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، خلال المناقشات "هذه التعليقات من البيت الأبيض مشينة ومثيرة للاشمئزاز كما أنها عنصرية".

غير أن الجمهوريين رفضوا تعليقاتها وقالوا إن بيلوسي "انتهكت القواعد"، وقال زعيم الحزب الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي إنهم يخالفون "النظام واللياقة" في المجلس.

الاتهام بالشيوعية

واصل ترامب توجيه انتقادات حادة للنائبات الديمقراطيات، ملمحا إلى أنهن يعملن في إطار أجندة يسارية، وقال في تغريدة الاثنين الفائت إن الولايات المتحدة "لن تكون أبدا بلدا اشتراكيا أو شيوعيا".

وكرر ترامب دعوته إلى النائبات الديمقراطيات بمغادرة البلاد إذا لم يكن سعيدات في داخله، وقال إن "الخيار خيارك، خيارك وحدك، فالأمر يتعلق بحب أمريكا".

وكان هذا ثالث هجوم لترامب خلال 24 ساعة على نائبات ديمقراطيات وصفهن بأنهن من "اليسار المتشدد" وقال إن عليهن "طلب المغفرة من بلادهن.

الرد

واثارت تصريحات ترامب ردود واسعة وغاضبة، تصدرها المرشحون التقدميون في إطار الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي وفي المقدمة منهم اليساري بيرني ساندرز

وأعلنت عضوات الكونغرس الأمريكي الأربعة اللاتي تعرضن الى هجوم ترامب رفضهن تصريحات ترامب. ووصفت العضوات الأربعة ألكساندريا أوكاسيو، وإلهان عمر، وأيانا بريسلي، ورشيدة طليب، في مؤتمر صحفي، تغريدات ترامب ضدهن بأنها "إلهاء" للشعب الأمريكي عن سياسات الإدارة الحالية، ناصحين الشعب الأمريكي "بألا يبتلع الطعم". وأعلنت النساء الأربعة، اللاتي يُعرفن في الوقت الراهن "بالفرقة"، أن التركيز ينبغي أن يكون على سياسات الرئيس لا كلماته".

 وطالبت العضوتان إلهان عمر ورشيدة طليب بعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقالت عضوة الكونغرس أيانا بريسلي: "إنه يهدف ببساطة إلى إزعاج وإلهاء الشعب عن الفوضى العارمة وثقافة الفساد التي تتبناها هذه الإدارة على طول الخط".

وولدت الكساندريا أوكاسيو- كورتيز، ورشيدة طليب وآيان بريسلي، ونشأن في الولايات المتحدة، بينما انتقلت الرابعة، وهي إلهان عمر، إلى الولايات المتحدة وهي طفلة.