مع تصاعد التوترات  بين الولايات المتحدة وايران تتسع دائرة الدول التي تبدي استعدادها للتوسط بين الطرفين. فبعد اليابان والكويت والعراق وسلطنة عمان، تريد الحكومة الالمانية ان تدلو بدلوها هي الأخرى.  لكن  المتطرفين داخل البلدين يعترضون طريق التسوية.

أكبر تعبئة عسكرية في الخليج منذ 30 عاما

في 24 أيار الفائت، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن إن الحكومة الأمريكية تعتزم إرسال 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط. وفي وقت سابق من الشهر ذاته، أعلن مستشار الأمن القومي جون بولتون أنه سيتم إرسال حاملات طائرات وسرب من قاذفات القنابل إلى الشرق الأوسط. وبعد بضعة أيام، أعلن البنتاغون أنه سيتم نقل أنظمة حربية وصواريخ باتريوت أخرى إلى المنطقة. وفي أيار وصلت القاذفات الاستراتيجية بي 52 إلى القاعدة الجوية الأمريكية الجديدة في جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة. وقال جون بولتون إنه تم وضع خطط لنشر قوة قوامها 120 ألف رجل "إذا هاجمت إيران القوات الأمريكية أو اذا تسارع عملها في مجال الأسلحة النووية".

جون بولتون يضغط باتجاه الحرب

كرر جون بولتون، الذي يعد احد صقور الحرب في المعسكر الامريكي، تحميل بلاده ايران مسؤولية الهجمات التي حدثت اخيرا في الخليج، قائلاً إن "الألغام الإيرانية" تسببت اضرار بالغة لأربع سفن قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة. وفي 12 أيار قال هذا المتطرف الامريكي "ليس هناك شك بشأن واشنطن في تحديد  المسؤول".  واضاف "من يمكن أن يفعل ذلك برأيك؟ شخص من نيبال؟" مضيفاً انه يجب على القيادة في طهران أن تعد نفسها لـ "رد فعل قوي للغاية". وفي السياق ذاته انتقد الرئيس الامريكي ترامب القيادة الإيرانية لنشرها "الإرهاب في جميع أنحاء العالم". وأكد أنه لا ينبغي السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.

وفي اطار حملته للترشيح لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة، علق المرشح اليساري الامريكي بيرني ساندرز على تصريحات المسؤول في البيت الابيض: "جون بولتون يريد أن يرسلنا بكذبة الى حرب ضد إيران، كما فعلها سابقا في حالة العراق وكما فعلوها في فيتنام".

حزب توده يرفض  خيار الحرب

من جهته حذر حزب توده الشيوعي الإيراني من أن "المتحمس للحرب" سينصب نفسه "المهندس النهائي" للتدخل العسكري، مدعيا أن الالغام الإيرانية دمرت ناقلات النفط دون تقديم أي دليل على مزاعمه. والأخطر هو تمكن جون بولتون من "نسف" الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سلمي للمأزق الأمريكي الإيراني.

وحذر الشيوعيون الإيرانيون من أن التدخل الإمبريالي سيؤدي إلى إراقة الدماء وهذا ما يجب "مقاومته بكل القوة المتوفرة".  ورداً على نوايا الولايات المتحدة الامريكية وصيحاتها لإثارة الحرب مع ايران، يطالب الشيوعيون جميع القوى التقدمية في المنطقة بالاتحاد من أجل "منع نشوب صراع عسكري خطير وكارثي"، ستكون له عواقب وخيمة.

وقال المتحدث باسم حزب توده نافيد شوملي، في حوار مع جريدة "مورننغ ستار" البريطانية، إن جون بولتون يخشى نجاح الجهود الدبلوماسية وإنه سينهي "التهدئة النسبية للتوترات" في سياق سعيه الى الحرب وتغيير النظام في طهران. واضاف ان "اللوبي المؤيد للحرب في الولايات المتحدة، بقيادة جون بولتون، وفي العاصمتين السعودية والإسرائيلية، شعر بأن المبادرة ابتعدت عن يده، لذا يضاعف الآن جهوده لتبادل اطلاق النار، قبل ان يشنوا هجومًا مفاجئًا على إيران، فيما يراهنون على رد طهران، لتوسيع النزاع من أجل تغيير النظام".

حزب (فدائيي خلق) يدعو الى حوار غير مشروط

حزب اليسار (فدائيي خلق) الإيراني، دعا، على خلفية التصعيد بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران. الى إنهاء التهديد بالقوة العسكرية والتفاوض من دون شروط مسبقة لنزع فتيل المواجهة.

ووفق حزب اليسار الايراني، فان بعض مراكز القوة في الإدارة الأمريكية تريد الدخول في صراع عسكري مع إيران. وقال الحزب ان "التوجهات المغامرة للجمهورية الاسلامية" في الشرق الاوسط مسؤولة ايضاً عن التصعيد الأخير.

وحذر الحزب من وقوع الحرب بين الطرفين، لأنها ستؤدي إلى دمار هائل في إيران وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، لذا يدعو الحزب حكومة إيران إلى إجراء مفاوضات لإنهاء العقوبات ضد البلاد. ويدعو الحزب حركات السلام في جميع أنحاء العالم الى الضغط من اجل مفاوضات غير مشروطة مسبقة لنزع فتيل الصراع.

عرض مقالات: