يا فالح.. نحن اهلك وأصدقاؤك المقربون نحتشد بحزن شديد حولك: كنت دائما نقطة جذب أينما ما تكون، في لندن وبيروت وبغداد وأية مدينة أخرى. نتحلق حولك، نمرح ونضحك معك في قفشاتك ونكاتك الجميلة. كنا نسعد بالالتفاف حولك، نتزوّد من علمك ومعرفتك، نزداد من خبرتك الانسانية في الحياة الطويلة. كنت تتعامل معنا بمحبة شديدة، ولهذا السبب احببناك كثيرا.
لقد كنت وطنيا مخلصا وقد تمسكت بوطنيتك حتى اللحظة الأخيرة، كنت تجلس على المنبر تتحدث في موضوعك الأثير إلى نفسك، وهو موضوع العراق، الذي اتعب قلبك جدا، وانهك روحك. لكنك مُتَّ وانت تدافع عنه وعن الشعب العراقي وأنت مرفوع الرأس، مُتّ كما يموت الفرسان، كما يموت ابطال الحروب الوطنية. فكان موتك مميزا، موتا معلنا.
وانت يا فالح وبخلاف ما قاله البعض عن انك تخليت عن ماركسيتك، وعلى العكس من هذا، نحن اصدقاؤك المقربون نعرف انك سنة بعد اخرى كنت تتمسك بالماركسية، وقد كنت من المجددين فكريا في هذا الموضوع، ففهمك البعض خطأ.
انا اشهد باعتباري من اصدقائك المقربين، انك عشت وطنيا ، وبقيت حتى اللحظة الأخيرة وطنيا وماركسيا وشيوعيا.
وداعا لك فالح بكل الآسى وبكل الحزن، ولكن بكل الحب نودعك يا فالح .
ــــــــــــــــــــــــــ
* - نص الكلمة التي القاها في وداع الراحل الكبير في مقبرة غرينفورد بلندن.