تتهيأ لجنة المتابعة للقوى والشخصيات المدنية الوطنية العراقية، لمباشرة التحضير لعقد المؤتمر التأسيسي للاطار التنظيمي الجامع لهذه القوى والشخصيات، خلال الفترة المقبلة.
وقد اقرت اللجنة توجهها هذا في الاجتماع الذي عقدته السبت 19 كانون الثاني 2019، بعد ان انجزت بنجاح اخيرا (في 12/1/2019) عقد اللقاء التشاوري للشخصيات المدنية الوطنية في بغداد، بحضور ما يربو على 400 من هذه الشخصيات ذات التوجهات السياسية والفكرية المتنوعة، والتي تجمعها التطلعات المدنية والطموح الى اقامة دولة وطنية مدنية، وفق مبادئ المواطنة والعدالة والقانون.
وكان هذا اللقاء، الذي سبقه لقاء تشاوري مماثل للقوى والاحزاب الوطنية المدنية في 10/11/2018، وشارك فيه عديد من الوجوه السياسية والاجتماعية والثقافية المرموقة، ومن اعضاء مجلس النواب، قد تحول الى محفل لطرح شتى وجهات النظر والافكار في شأن الواقع القائم المتدهور والمتأزم، وسبل اصلاحه وتغييره والخروج بالبلاد الى واقع الاستقرار والديمقراطية والحكم الرشيد والتنمية.
وعبر العديد من المتحدثين عن ارتياحهم لعقد هذا اللقاء للشخصيات المدنية الوطنية، الهادف الى لمّ الصفوف وتوحيد الجهود، على طريق اصلاح الاوضاع في البلاد واقامة دولة المواطنة والمدنية. ودعوا من جانبهم جماهير شعبنا العراقي، الى دعم هذا التوجه وتعضيده، بما يسهم في معالجة الازمة المطبقة على البلاد وتجاوز مآزقها، التي سببها نهج المحاصصة وواقع الفساد.
وكان من بين ما تناوله الحضور في كلماتهم ومداخلاتهم موضوع اصلاح العملية الانتخابية، مؤكدين وجوب تغيير قانون الانتخابات البرلمانية، ليكون ديمقراطيا حقا ومنصفا للكيانات المشاركة جميعا، كبيرة وصغيرة، الى جانب اعادة تشكيل مفوضية الانتخابات بعيدا عن المحاصصة البغيضة، وبما يضمن مهنيتها ونزاهتها وحيادها. وشدد البعض على ضرورة جعل العراق دائرة انتخابية واحدة، باعتبار ان هذا هو السبيل الضامن لتمثيل حقيقي وأمين للمشاركين في عملية الانتخاب جميعا.
وقد جرى ذلك كله في اجواء حوار ونقاش تميزت بالوضوح والصراحة والروح البناءة، وانتهت بتأكيد التطلع والسعي المشتركين الى انقاذ العراق من الطائفية السياسية والمحاصصة والفساد، وبناء دولة المواطنة والديمقراطية والتقدم.
وبعد هذا الذي تحقق في اللقاءين التشاوريين الموفقين، ستعود لجنة المتابعة عاجلا الى مرجعيتها المتمثلة في الاحزاب والقوى المدنية الوطنية، لاستكمال قوامها وتعزيزها بشخصيات مدنية، ولتنطلق من ثم في عملية التحضير لعقد المؤتمر العام، الذي ينبثق منه التجمع الجديد للقوى المدنية الوطنية العراقية. علما ان هناك ما يكفي من الوقت لتنظيم فعاليات وانشطة اخرى، تسهم في تهيئة متطلبات الاعداد الجيد للمؤتمر المرتقب ولتأمين نجاحه.