نظمت القوى الشيوعية واليسارية اللبنانية امس الاحد، مسيرات حاشدة ضد السلطة والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وفيما دعا الحزب الشيوعي اللبناني في بيان عن لسان المتظاهرين الى التصدي للسياسات الاقتصادية والمالية التقشفية، اعتبر رئيس الاتحاد الوطني للنقابات في لبنان كاسترو عبد الله ان التظاهرات الشعبية الجارية، هي خطوة ايجابية لكسر الجمود في الشارع عبر التوجه نحو مؤسسات الدولة المعنية بالقرار.

احتجاجات في صيدا

تجمع المتظاهرون في مدينة صيدا، أمام مصرف لبنان وانطلقوا في "مسيرة الغضب ضد السلطة والوضعين الاقتصادي والاجتماعي"، إلى ساحة النجمة وسط المدينة، حضرها النائب أسامة سعد وممثلون عن الحزب الشيوعي و"الحزب الديموقراطي الشعبي" وهيئات تربوية ونقابية وشعبية، طالبوا بضرورة تعديل المسار السياسي والقيام بإصلاحات حقيقية تتناسب مع المطالب الشعبية الملحة.

بيان غاضب ومطالب شعبية

في الاثناء، أقام الحزب الشيوعي في البقاع، وقفة احتجاجية أمام سرايا زحلة، بمشاركة عدد من مناصريه وبعض هيئات المجتمع المدني ومنظمة العمل الشيوعي وقوى حزبية اخرى.
ورفع المحتجون شعارات عن الوضع الاقتصادي المرير، داعين إلى "الثورة على الدولة وأزلام السلطة"، فيما القى مسؤول الحزب الشيوعي في منطقة البقاع الأوسط ، وليم العوطة بيانا باسم المتظاهرين اطلعت عليه "طريق الشعب"، بين أن "المشاركين في اعتصام يوم الأحد 13 يناير 2019 في زحلة، يعلنون رفضهم لكل الخطط والمشاريع والسياسات الاقتصادية والمالية الحالية والقادمة، من رفع الضريبة على القيمة المضافة، إلى زيادة تعرفة المحروقات والكهرباء، ووقف التوظيف في القطاع العام"، مشيرا إلى خطورة "التقشف وخصخصة المشروعات الوطنية وضرب صندوق الضمان الاجتماعي وصناديق التقاعد وتهميش التعليم الرسمي والاستشفاء الحكومي".
واعلن العوطة، عن رفضهم " لهذه المشاريع الهدامة التي سوف يدفع ثمنها العمال والموظفون والطبقة الوسطى والفقراء".
وطالب المسؤول الشيوعي، بـ"تطبيق خطط بيئية صحية عاجلة تخفف وتنهي تلوث نهر الليطاني وبحيرة القرعون والبردوني والأنهار الأخرى"، داعيا الى "دعم القطاع الزراعي والصناعات المحلية وحماية ودعم المنتجات والسلع، وإصلاح البنى التحتية وشبكات مياه الشرب وتحديث شبكة الصرف الصحي".
وشهدت التظاهرات مطالبات كبيرة من اللبنانيين أكدت اهمية "فرض ضريبة تصاعدية عادلة"، على ان لا تكون "ضريبة جديدة على القيمة المضافة"، ودعوا الى "تخفيض رواتب النواب والوزراء والرؤساء الحاليين والسابقين، بمقابل رفع الحد الأدنى للأجور، ومكافحة البطالة وتطبيق قوانين العمل".

جماهير الضاحية الجنوبية

وفي السياق، شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت مظاهرة مطلبية حاشدة هي الأولى منذ ثلاثين سنة، طالبت بتعديل مسار العملية السياسية والالتفات الى معاناة المواطنين والازمات الاقتصادية والاجتماعية التي اثقلت كاهلهم.
واثنى رئيس الاتحاد الوطني للنقابات في لبنان كاسترو عبد الله في كلمة تابعتها "طريق الشعب"، على هذه الخطوة واعتبرها "بداية لكسر الجمود في الشارع عبر التوجه نحو مؤسسات الدولة والمراكز الحساسة والحيوية فيها، وبالتحديد نحو وزارة الصحة ووزارة العمل"، فيما لقيت الاحتجاجات تجاوبا شعبيا لافتا، وشارك فيها عدد كبير من العمال الذين يعانون من الصرف التعسفي ومطالبهم ما زالت عالقة في مجالس العمل التحكيمية، حيث رفعوا مطالبهم مع بقية الحشود الغاضبة.
يُذكر ان التظاهرات شهدت انتشارا أمنيا وعسكريا كثيفا.