في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة حيث استمرت المظاهرات الشعبية في تحقيق الانتصار تلو الانتصار.. وفرضت نفسها على السلطة وإجتازت بنجاح المواجهة مع عنف وعسف النظام.. ومهدت الطريق للمزيد من وحدة قوى المعارضة التي تمثلت في اعلان (تنسيقية دعم الثورة السودانية) وهزت اركان النظام وكشفت عوراته، وتحت هذا الضغط الجماهيري بدأت أطراف من النظام في الانسلاخ العلني من الحكم واجهزته ستبرز العديد من السناريوهات لإنجاز البديل وبعضها يسير نحو تغييرات شكلية لا تمس جوهر النظام بل تساعده في مواصلة هيمنته على مفاتيح ادارة البلاد واستدامة الدولة العميقة في وجهة خدمة مصالحهم ومصالح الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة، وهو أمر لا بد من الانتباه له وقطع الطريق عليه. 
ان ذلك يتطلب المزيد من الاستبسال ومشاركة الشباب والرجال والنساء. والقدرة على ابتداع كل اشكال التنظيم المرن والاستمرار في الحراك الجماهيري والحفاظ على الاموال والممتلكات التي هي حتما ملك الشعب. ان النضال والحراك السلمي في المظاهرات والمواكب هو أمضى الاسلحة ضد العنف الممارس من قبل النظام ويُفقد النظام ايجاد مبررات أمام الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي في استخدام العنف المفرط والقتل. وقد وجد هذا السلوك الراقي إشادة من المراقبين في الداخل والخارج مما اعاد للشعب السوداني مكانته بين الشعوب 
لقد حققت الحركة الجماهيرية بمواكبها ومظاهراتها انتصارات ومكاسب ملموسة. واظهر المؤتمر الصحفي للجبهة الوطنية للتغيير وحزب الامة الاصلاح والتجديد الانتصار المتقدم المتسق مع نظريات معالم انتصار الثورة بانفضاض قاعدة النظام واطرافه المشاركة فيه ويظهر هزاله وضعفه وسينتج مزيدا من التصدعات في كيان السلطة وسيؤثر على تماسكها.
فلنصعّد الحراك ونعدّد اشكاله في الحي ومواقع العمل ليتوّج في حراك مركزي فاصل بإنجاز العصيان المدني والاضراب السياسي. مع التمسك الصارم والقاطع بالحل الجذري وضرورة وصول انتفاضة الشعب إلى غاياتها في تفكيك النظام وتصفيته واقامة البديل الديمقراطي.


عاش نضال شعب السوداني 
والمجد والخلود لشهدائه

سكرتارية اللجنة المركزية

الحزب الشيوعي السوداني

 1 يناير 2019