ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، صباح السبت الماضي، الاختصاصي في الشؤون الزراعية حمدي فؤاد العاني، الذي تحدث عن "المسألة الزراعية في العراق ومشكلة المياه" بحضور جمع من المثقفين والإعلاميين والمهتمين في الشأن الزراعي.

ادار الجلسة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، الاعلامي عادل الربيعي، الذي قدم سيرة الضيف، مبينا انه ولد عام 1936، وانضم في العام 1953 الى الحزب الشيوعي العراقي، وهو صحفي وكاتب يزاول الكتابة منذ عام 1956، وسجين سياسي سابق وعضو نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الصحفيين  العراقيين، وعضو مجلس ادارة الجمعية العراقية للمتقاعدين.

بعد ذلك تحدث العاني عن القطاع الزراعي في العراق، مشيرا إلى انه يعاني مشكلات متعددة  الجوانب: اقتصادية واجتماعية وسياسية، من بينها التباين الكبير بين الريف والمدينة، وبؤس المنتجين الزراعيين وتدني مستويات حياتهم الاجتماعية، فضلا عن التوزيع غير العادل للفائض الاقتصادي في الزراعة على الفئات المستحقة في الريف، ما أصبح هذا الاستحقاق لصالح الفئات الأخرى في المدينة.

كما ذكر من بين المشكلات التخلف في النمو الزراعي، والعجز عن تأمين المستويات المطلوبة في التغذية، والاعتماد الكبير على الاستيراد، وتعدد انماط العلاقات الانتاجية، وتفشي البطالة.

وأشار الضيف إلى ان الوضع الزراعي بدأ بالتدهور منذ بداية تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي، حتى العام 1957، موضحا ان 25 مليون و700 ألف دونم مستثمر، تم توزيعها في ذلك الوقت على الاقطاعيين والملاكين، وان العائلة المالكة كانت تملك لوحدها 177 ألف دونم مستثمر، وان هناك 950 ألف دونم مستثمر منحت للعائلات الاقطاعية التابعة للنظام الملكي، مبينا ان مساحة العراق تبلغ أكثر من 435.052 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل  000. 208. 174 دونم.

وأجرى العاني في حديثه مقارنة حول الانتاج الزراعي في فترة النظام الملكي وما بعد التغيير 2003، مؤكدا ان اعلى انتاج زراعي في العراق حصل في العام 1954، وإن الانتاج تراجع بعد 2003 رغم زيادة عدد سكان العراق، ما يدل على تدهور عملية إدارة إنتاج الأراضي الزراعي.

من جانب آخر تحدث الضيف عن مشكلة المياه في العراق، وأكد ان نهري دجلة والفرات يمكن أن يغطيا الحاجة المائية لآلاف الدوانم الزراعية، مبينا بالارقام نسب المخزون المائي في سدود العراق.

وألقى الضوء على الانهار في الدول المجاورة وخصوصا إيران، مشيرا إلى ان نهر الكارون كان يصل منه إلى العراق 18 مليار متر مكعب من الماء، واليوم يصل منه فقط 3 مليارات متر مكعب معظمها من المياه التي تخلفها المعامل الانتاجية الإيرانية.

وأضاف قائلا ان نسب مياه نهر الحويزة الواصلة إلى العراق من الجانب الإيراني، انخفضت، لافتا إلى ان ازمة  المياه تؤكد عدم استطاعة الحكومات العراقية المتعاقبة، التوصل الى معاهدة تضمن حقوق العراق المائية.

وشهدت الجلسة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، وعقب عليها الضيف بصورة مسهبة.