تصوير: باسم ناجي

في فعالية فنية متميزة وبأجواء بهية، سادها الجمال والفن والإبداع، شهدتها قاعة هوسبي كورد في ستوكهولم يومي السبت والأحد 1 – 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2025 حيث افتتاح المعرض السنوي السادس والعشرين لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد، تحت عنوان (هوية على قماش)، والذي أقيم برعاية السفارة العراقية في السويد، وبحضور جماهيري لافت، ومن ممثلي السفارة العراقية والسلك الدبلوماسي في سفارة العراق في السويد يتقدمهم القائم بأعمال السفارة الدكتور محمد عدنان، شهد يوما المعرض حضور أعداد كبيرة من أبناء الجالية العراقية والعربية والسويدية والعديد من ممثلي الجمعيات والنوادي، ان استمرار الجمعية بإقامة المعارض التشكيلية كتقليد سنوي هو من أجل التواصل الحضاري والثقافي بين الوطن والخارج، وإبراز الهوية الثقافية الأصيلة واستمرار الإبداع للفنانين العراقيين أينما كانوا، علما أن الجمعية استقطبت العديد من الفنانين العرب.

إمتازت هذه الدورة بحسن التنظيم، وروعة العمل الجماعي، فالأعمال الفنية موزعة بشكل يبرز جمالية الأعمال، وكان للموسيقى العراقية دورها ومكانها، حيث أنامل الفنان فيصل الغازي تداعب آلته الموسيقية القانون، وصدحت معها أصوات الجمهور بالأغاني العراقية التراثية، مما أضفى جوا من البهجة على أجواء المعرض.

شارك في أعمال المعرض 27 فنانا، وبأعمال فنية مختلفة بالتقنية والعمل، حوى المعرض أكثر من 60 عملاً بين الرسم والنحت والسيراميك والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي، والأعمال التركيبية والواقع المعزز "دجيتال" وغيرها ومن مدارس فنية مختلفة ما بين السيريالية والواقعية والانطباعية وغيرها، وتناولت مضامين أعمالهم مواضيع الحياة بشتى أنواعها، وأعطت هذه الأعمال الوجه الآخر للعراق، عراق الفن والعطاء والإبداع الجميل.

نالت الأعمال إعجاب الحضور، وكانت رؤية القائمين على المعرض كما حددوها هي:

 ((... ينطلق معرضنا من أيمان عميق بأن الهوية ليس مجرد موروث جامد، بل كيان متجدد تنسخه التجارب الإنسانية وتعيد صياغته الفنون عبر الزمن، يسعى المعرض إلى استكشاف جوهر الهوية من خلال لغة اللون والخط والرمز، حيث تتحول اللوحة إلى مساحة حوار بين الأصالة والحداثة، وبين الفرد والمجتمع، وبين الذاكرة والحلم. تتمثل رؤيته في بناء جسر بصري وثقافي يربط الماضي بالحاضر، ويمنح الفنان مساحة للتعبير عن ذاته بجرأة ووعي وأنتماء. "هوية على قماش" ليس مجرد عرض لأعمالٍ فنية، بل هو مشروع تأمل في معنى الأنتماء، وتجسيد لفكرة ان كل لون وكل خط هو خليط في نسيج الهوية التي لا تنفصل عن الإنسان ولا تنتهي بتجدده.)).

رحب عريف الحفل الأستاذ منذر نعمان عوفي بالحضور وبأعضاء السفارة العراقية وبالسيد القائم بالأعمال الدكتور محمد عدنان، وبكلمات جميلة أستهل فيها الافتتاح ((... يجسد المعرض حواراً بصرياً بين الذاكرة والهوية، حيث يتحول القماش إلى مساحة تعبّر عن الانتماء، واللون إلى لغةٍ تحكي حنين الوطن. معرضٌ يجمع الأصالة بروح التجديد، ليؤكد أن الفن هو الجسر الأجمل بين الإنسان ووطنه، أينما كان....)).

قدم رئيس الجمعية الفنان عمر العاني كلمة الجمعية ومما جاء فيها، ((... يأتي معرض "هوية على قماش" احتفاءً بالإبداع والهوية، بمشاركة سبعة وعشرين فنانًا وفنانة جسّدوا برؤاهم تنوّع التجربة الفنية وثراء الانتماء، ويُسجَّل الشكر والتقدير إلى الهيئة الإدارية لما قدّمته من جهدٍ كبير لإنجاح هذا الحدث، ممثلةً بـ السكرتير رائد حطاب، ولجنة الإعلام والعلاقات المكونة من الفنانة هبة سعدن والمصور باسم ناجي، ومسؤول الفعاليات والمعارض سامويس، على ما بذلوه من عملٍ دؤوب في التنظيم والإشراف، كما نُثني على الدور المميز الذي قامت به لجنة فحص الأعمال برئاسة الفنان سامويس وعضوية الفنانين يعقوب جوخدار ومحمود غلام، لما أبدوه من حرصٍ وخبرة في اختيار الأعمال المشاركة بما يليق بروح هذا المعرض.))، وكان لراعي المعرض السفارة العراقية كلمة قدمها القائم بالأعمال الدكتور محمد عدنان جاء فيها، ((... رائع أن نلتقي اليوم تحت اسم العراق وهويته، ورائع ان ترعى السفارة مثل هكذا نشاط، نشاط يجمع دبلوماسية الرسم والإبداع والتصوير بدبلوماسية الكلمة الحضور والكلمة. نبارك لجمعية التشكيليين العراقيين إقامة هذا المعرض الذي يعد واحداً من الفعاليات الثقافية المهمة التي نعتز بها، لما يحظى به المعرض من أهمية كبيرة ليس للمهتمين بالفن التشكيلي فحسب وانما لعموم أبناء الجالية العراقية وللمهتمين في المجتمع السويدي، فهو يعبر عن هوية حضارية وثقافية عراقية ممتدة عبر السنين وعطاء لا ينضب، وما يقدمه في هذا العام الفنانين المشاركين في هذا الملتقى المتميز هو تعبير عن تلك الهوية الثقافية العراقية، أجادت الجمعية حين اختارت الاسم والعنوان فهو رسم على خارطة العراق ورسم للعراق وهو رسالة دبلوماسية حضارية ينقلها الفن التشكيلي العراقي إلى المجتمعات الأخرى ليقول أن العراق حاضر في كل مكان بفنونه وإبداعه ونخبه المتميزة. وما تواجدنا اليوم بينكم الا دليل على حرص واهتمام كبير توليه الحكومة العراقية للمثقفين العراقيين في الخارج وفي مملكة السويد بشكل خاص، والسفارة اليوم لا تشارك في الحضور فحسب بل برعاية وإقامة النشاطات الثقافية والاجتماعية وهو هدف وأولوية نسعى بكل حرص على تحقيقها وفي مختلف المجالات. وهذا النشاط الذي نجتمع اليوم لأجله هو أحد ثمرات التعاون بين السفارة والمؤسسات الثقافية العراقية في مملكة السويد. نجدد مباركتنا لكم إقامة هذا المعرض....))، أما الفنان شاكر عطية من مؤسسي الجمعية ورئيسها لعدة دورات وبعد الترحيب تحدث عن البدايات والتطور الحاصل في المعرض السنوي، وظروف تأسيس الجمعية قبل 26 عاما، مستذكرا العديد من الفنانين الذين رحلوا، بعدها دعا ضيفي الشرف على المعرض وهما الفنانة السويدية كريستين ويكستروم والفنان أشرف الأطرقجي.

كما جرى تقديم هدية تذكارية للقائم بالأعمال في السفارة العراقية تعبيراً عن الامتنان والتقدير لدعمه واهتمامه بالثقافة والفن العراقي في السويد، وكانت الهدية عبارة عن لوحة تمثل خارطة العراق بالخط العربي وباللون الفضي، كذلك قدمت للجمعية العديد من باقات الورود من قبل الجمعيات منها، الجمعية المندائية في ستوكهولم، وفرقة ما بين النهرين وعدة شخصيات أيضاً.

 أما مراسيم الأفتتاح فقد تمت بشكل فني أيضا حيث تم إيقاد الشموع بدءاً بالشمعة الكبيرة التي أوقدها القائم بالأعمال ومن ثم كل فنان مشارك أوقد شمعة، وليبدأ الاطلاع على الأعمال الفنية ومحاورة الفنانين عن أعمالهم.

 كانت لحظات تأمل وسعادة فرسالة المعرض هي الهوية هي الحب والجمال والسلام، وهي مضامين رائعة جسدتها أعمال الفنانين المشاركين في المعرض بأبهى حلة، وهم كل من ((عمر العاني، ساموي، ليث عباس، أشرف الاطرقجي، ياسين عزيز، محمود غلام، شاكر عطية، لبنى الشيخلي، كرستين ويكسترم، هبة سعدون، عباس العباس، مؤيد سام، يعقوب جوخدار، باسم ناجي، أشنا دولت، كريم الذهبي، مارسلين اليا، وفاء غالب، وصفي الهلالي، عصام عودة، آلاء عكلة، لانا كورد، رائد حطاب، فريد الزبيدي، سليمة سليم، نمير حطاب)).

 

عرض مقالات: