حينَ جئتِ
صارَتْ الشمسُ على غَمازَتيّكِ
تَذرِفُ الحمرةَ
و اللهُ لعينيّكِ أشارَ الخلقَ .. كونوا
إذْ رَمى منْ خُصْلَتَيّكِ ، مُذْ أرادَ الانبياءْ
إنْ يشاءَ اللهُ فينا
فتحَ الفجرَ عصافيراً
تُغني ..
تَتْبَعْ الضحكاتِ من حَوّليّكِ
لَمّا صرتِ للصُبحِ خُطى
فإرتَوَتْ دجلةُ حتّى قَرَّبَ النهرُ لخديّكِ
شفاهَ الضِفةِ السمراء تقبيلاً - فَشاءْ -
حينَ جئتِ
عُتقَ الليلُ فَلبّى حُورُ عينيكِ
و نجمٌ كالثُريا قدْ تدلى ..
من حكى للوهجِ عنكِ ؟
من حكى
للافقِ لمّا ..
رَكَضَتْ كلُ خيول الريحِ كيّ تَلْحَقَ
بالشَعْرِ المُسافِر ..
فُكَّ يا سِربَ الحمائِم ..
خيطَكَ الأبيضَ حيناً ، لتُناديهِ السماءْ
حينَ جئتِ
إنتزعَ البدرُ رداءَ العُتمةِ الصماءِ لمّا دَوَّنَتْكِ
جَوّفَها ..
و سَرى بالريقِ ضوءٌ ..
لامعٌ جيدُكِ لمّا خالَهُ القلبُ زُجاجاً
ماشياً من فرطِ وَهجِ
نَحوَ ما كَوَّرَهُ الرَبُّ مِنَ الرُمّانِ فيكِ
نَحوَ ما دوّنَهُ اللهُ من السُمرةِ
فإزدانَتْ ثَراءْ
حينَ جئتِ
سَكَبَ الصبحُ على قُمصانِكِ البيضاء نَفسَهْ
صَغيَّ اللّبلابُ ..
للمشيّ على الكعبِ
أثارتْ نَفْسَهُ الخضراءَ لمّا
حاكَ في الساقيّنِ ظلاً وَ تَسَلَقْ
و إشتَهى النهرُ بكِ أنْ تَعبُريهِ ،
تاركاً للِه نذراً حينَ جئتِ
كيف جئتِ ؟
و لماذا أرْبَكَ اللهُ بكِ الأرضَ
لماذا خصَّ فيكِ الشُعراءْ