ليل آخر يقترب، وهو الآن على أبواب المساء، وما زلت أحضر عدة الرحيل. ماذا ستقول لي يا ترى حين ألتقي بها بعد كل هذا الغياب؟ وكيف سألتقط بداية خيط حديث انقطع خلال فترة سنوات هذا المنفى؟

ألقيت الحقيبة فوق فراش النوم، استرخيت، وانشغلت أحدق في السقف. كنت فارغاً، لا أفكر بشيء. وقفت بكامل قامتي، فتحت جيوب الحقيبة، بعدها جلست على حافة السرير، وأخذت أتطلع حولي. بأي شيء سأملأ هذه الحقيبة؟

فجأة، تركت الأشياء مبعثرة في غرفتي وغادرت.

في الخارج كانت كل الأشياء في مكانها، السماء الممطرة، الجادة العريضة، الأشجار العارية، حتى جارتي التي فقدت زوجها قبل أيام، كانت تتفسح مع خطوات بطء مشي كلبتها الهرمة، تحت غشاء الغيوم. أديت عليها تحية المساء، وابتعدت بخطواتي نحو أعماق باريس، دليلي أضواء الأرصفة، ومشاكسات المشردين.

ولد صلاح الحمداني عام 1951 في بغداد. يقيم بفرنسا منذ عام 1975. شاعر ومسرحي وممثل. شارك في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية. له العديد من المجموعات الشعرية والقصصية والسردية بالعربية والفرنسية، والتي ترجم بعضها إلى لغات أخرى مثل الإنكليزية والفرنسية. من أعماله: حناجر قروية، باريس 1979؛ كبرياء الأيام، باريس 2020، بالإضافة إلى العديد من المجموعات الشعرية باللغة الفرنسية.

 العنوان: لا أحد هناك!

المادة: سرد

المؤلف: صلاح الحمداني

الطبعة الأولى 2021

لوحة الغلاف: سكينة صلوَن

كافة حقوق النشر والترجمة والاقتباس محفوظة لمنشورات الجمل، بغداد 2021

© Al-Kamel Verlag 2021

Postfach 1127 - 71687 Freiberg a. N. Germany

www.al-kamel.de

E-Mail: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عرض مقالات: