طارق الشبلي..العاشق لموسيفاه حد الوله..الضارب على الالات الوترية(عود وكمان).. كان مجيدا في تنغيم الحانه السابحة في عوالم الوجود برقة..بعد ان تداعب انامله اوتار قلبه ليقدم لحنا يتراقص على شفاه مؤديه بوعي..لما يقدمه بتناغم مموسق يدغدغ مشاعر الآخر بالفاظه المنغمة.. الموحية التي كانت بدايتها مع سعدون جابر واغنية(الصفصاف) التي كتب كلماتها الشاعر مهدي السوداني..
ترضون بهيمة تخلوني //ذبلان الشوك البعيوني
ياهو السوه // ولا هي مروه /// بحال الصفصاف تخلوني
ذبلن وردات الحب ذبلن //نهرين دموعي او ما رون
وآنه اوروحي//ناطر صبحي// او شيخلص الليل اويظنوني
طارق الشبلي..يختار النصوص التي تعبر عن وهج اللحظة والتجربة والتشكيل الادهاشي والمجاز المتخيل بسردية شعرية تحمل قدرا من الرؤية وهو يسبح في عالمين مؤطرين بالحب الذي هو(الخروج عن الذات) هما: العالم الوجداني والعالم الحسي..فيختار من نصوص الشاعر طاهر سلمان(لو تحب لوما تحب ..)ويقدمها لحنا يتراقص على شفتي محمود انور الدافىء..
يا ما حسبتك وفي وكلت العذاب يهون
خليتني بغربتي وبظني كثر ظنون
لا اكدر آنه ابتعد لتكلي انت شلون
محسوب الك هم محب ما تروه منك عين
لو تحب لو ما تحب هي وحده من اثنين
طارق الشبلي..يختار النصوص التي تكتنز بمضمونها الانساني ومزاوجتها ما بين الحسي المدني والايقاع الشعبي المحاط بحزن ذاتي واحساس وجداني انعكس فنيا بوعي ينسجم وطراوة الجملة المموسقة التي يخلقها الملحن الشبلي البارع في انتقاء نصوصه الغنائية الشفبفة والهادفة..وكاتبها والصوت الذي يحتضن عوالمها ويسجل خلودها المجتمعي..
طارق الشبلي..الذي قدم الحانه للعديد من المطربين المجددين اضافة لسعدون جابر(رياض احمد وصلاح عبدالصبور وسيتا هاكوبيان ومحمود انور وعبدالله الرويشد وراشد الماجد..) يبقى لحنه لانشودة (مكبعة)التي كتب كلماتها الشاعر علي العضب وادتها فرقة (الطريق) نشيدا يرفرف على الشفاه ويخلد المراة النصف الفاعل في النضال..
مكبعة ورحت امشي يمه بالدرابين الفقيره
وسط في وشمس يمه وآنه من ديره اعله ديره
وزعت كل المناشير وخبرهم
اومن مشيت عيوني ما تيهت دربهم
سلمتهم يمه..يمه..آخر اعداد الجريدة
بلغتهم باجر الحيطان تحجي بالشعار الي نريده
بلغتهم باجر المايدري يدري..يهتف وينشر قصيدة
باجر عيون الرفاكه تصير كمره....تضوي يمه
اتنور الدنيه الشعبنا///او تعتلي راية حزبنه
مكبعه وكليبي عدهم يمه
مكبعه اوعيني بدربهم يمه
مكبعه ورحت امشي يمه..بالدرابين الفقيرة
فالنص بنسجه الفني ومضمونه المجتمعي اعتلى سلم الارتقاء والسمو الانساني..اضافة الى تحقيقه الوظيفة الجمالية والدلالية والاجتماعية وفقا لزخم اللحظة التي تتلبسه والتي يغلب عليها الطابع الغنائي..
طارق الشبلي..ذوق انتقائي لمفرداته اللحنية ..وروح وطنية حد النخاع ينتقي نصوصه التي يحاول من خلالها الامساك بالنسق الحكائي والتوتر الدرامي بلهجة يومية مع استثمار التداعي والتفاصيل اليومية لاضاءة بعض العوالم المعتمة عبر خطاب الذات ومناخاتها ومحاولة خلق لحن يشتبك والواقع فيقيم علاقة تفاعلية معه..خصوصا في الحانه الاوبريتية التي يشكل اوبريت(المعيبر شنان) الذي كتبه علي العضب في قمتها...
وبذا صار طارق الشبلي وجودا انسانيا ومفردة لحنية تراقص الشفاه.. وواحد من صناع الذاكرة اللحنية..

عرض مقالات: