وحينما...
اصطفاهم الغيم.ُ
كانت رؤوسُهم ملبدةً بالنشيد.
وراياتُهم يبلّلُ عطرُها الثرى.
وكلماتهم شلال ضوء
يتوّجُ خطاهم
منّاً وسلوى ووطناَ
أشقُّ طريقي بساقين احترقتا
تحاذران نيران صديدهم.
مشاعلنا تسقي عثراتي بكفّ
عبرت النهرَ دونما خوفٍ.
وقاب قوسين
او ادنى
كنتُ اشمُّ الموتَ.
وما شممتُه من قبل ولا من بعد
بسوى رجالهم الجوف.
وبغداد
التي اثكلتها القنابلُ في ليلة عرسها
جرفا ونهرا.
ما زالت تتكحل بالشواظ
بين الرصافة والجسر.
فصار كحلُ مهاها
متاريس اغان وامان
رغم سكاكينهم الصدئة.
وهناك.... (الكرخ)
لائذا في ( ... )
ما زالت مهاهُ تراجع مقاهي الكحالين
وسط سابلة (المحطة العالمية)
و(علاوي الحلة)
لتكحل عيون( بغداد)
بمثقال شوق و رماد قصبة نايٍ يتيم.
كان المهذرمون _ذووو اللحى_
يسرقون الشوارعَ
ويكفنونها بهمساتهم السود.
وسط حقول دمٍ فاقع بالحب.
_
كحلها ترياق.
_
الأثمد طففه الميزان.
_
الميزان يخشى مطر(أكتوبر).
_
المطر دمٌ.
_
الدم طرقات.
_
الطرقات خوف واسى.
_
الأسى خجول في عيون الشباب.
_
الأسى منكسر
فوق غصن بان ال(مها)
كمدية في خريف حدائق الارواح
_
أين بغداد؟!
_
بين يديّ
تتوضأ بكوثر فجرها
و دماء أبنائها.
_(
ركعتان في العشق لا يصحّ وضوؤهما الا بالدم)
_
رحم الله (الحلاج).
_
اي... نعم... بلى
اعطني دمعةً من كوثرها.
_
بغداد كحل حياةٌ.
_
امسنا... يومنا... غدنا...
_
وي... وي... وي...
_
دمعةً.
_
القرى صابرات بعد أن اعدموا ضفائر جسور ها باللهي.
_
في مخاض ضريح الشهداء.
الشهداء ما زالوا في وليمة الانكشاريين
يدافعون عنها.
_
كيف اكسر طوق الرؤيا
وارشّهم بماء كوثرها؟!
_
دمعة منه تكفي متراسا.
_
الكوثر؟!
_
كوثرها بغدادنا.
_
ما ان يطفيءَ جسدك
حتى تتصاعدُ روحُك فداءً رغم دخانهم.
_
يااااااه!!
ياله من رؤيا نصيب موؤد!
_
أتراني بغدادُ وانا فوق عقال( زقور تها)؟!
بعينيّ
_
بيديّ
_
بساقيّ
_
بلساني وقد داهمه الخرسُ
_
بمثقال قبلةٍ
-
رأيتك في الجسر مغنيا
وفوق عقال الزقورة البغدادية
تحتضنك بغدادُ
_
ذاك زمان مضى
_
لا... لا.. لا.. هذا زمان آتٍ
الشباب في المتاريس
لن ينعسوا وقد نعس الليلُ.
قناديلهم رسلٌ.
اكفُّهم حقولٌ.
افقهم شموسٌ.
وفجرهم ولادات.
والمهذرمون لن يذبحوا ( بغداد)
فكوثرها يمحو دخانهم
_
بل يمحوهم
ويوقظ عنقاءها.
ويشقّ ظلامهم.
بشواظ ارواحنا.
ومن عيوننا.
ابدا...........
ــــــــــــــــــــــــــــ
(
بغداد.. ساحة التحرير ٨ تشرين الثاني ٢٠١٩ ظهرا)

عرض مقالات: