لدانتي .. انتم يا اصحاب العقول الراجحة
استشفوا العقيدة التي تخفيها
هذه الاشعار الغريبة بمجازاتها

ما بين النص والنص الغنائي الشعبي وفصيح النص النثري والسردي يسبح المنتج (الشاعر) طارق ياسين موثقا لحظاته باشتغالات فكرية ومعرفية..حسيةونفسية..بلهجة يومية ادهاشية محققة لاثرها وتأثيرها في الذات الجمعي الآخر ومستفزة لذاكرته.. متوافقة والتحولات الحضارية والمجتمعية والسياسية والاقتصادية وانعكاساتها في توليد النص مبنى ومعنى..وهذا ما تكشف عنه (خطوات على الماء) 1970.. المجموعة الشعرية المشتركة التي ضمت الى جنبه كل من الشاعر عزيز السماوي والشاعر علي الشباني..تلتها مجموعته (وضوح اول) التي لم ير بريق حروفها بسبب رحيله الابدي عام/ 1975..لكن الروائي سلام ابراهيم كان مصرا لجمع نصوص الراحل ووضعها بين دفتي غلاف مع مقدمة تحليلية للنصوص منها (في هذه المجموعة يثير الشاعر تساؤلات..مما يعكس قدرة فنية وجمالية على مستويات عدة من بينها جماليات اللغة والرمز والصورة الشعرية..)..

گالي تريد الصدگ
گوم سد الباب
واخلص واستريح
گلتبيني وبين روحي
يمكن اگعد واستريح
لكن الباب اللي جوه
اشلون اسدهه
او هي باب وهي ريح
فالنص يقوم على مقاربة فنية تتمثل في الشعور الوجداني ببناء درامي يستند على الحوار الذاتي القائم على صوتين:اولهما (صامت) ينحصر في الحروف والكلمات.. وثانيهما (جاهر) هو صوت المنتج (الشاعر) الذي يفتح افق المشهد الشعري برؤية واعية..باعتماد تقنيات فنية واسلوبية كان في مقدمتها توظيف المثل (الباب التجيك منه ريح سده واستريح) وهناك التنقيط (النص الصامت)..اضافة الى اعتماده السرد الشعري..كي تسهم في اتساع مديات النص ونبش الخزانة الفكرية للمستهلك (المتلقي) من اجل الكشف عن دلالاته.. عبر نسق شعري يقوم على التخييلات الممزوجة بواقع مأزوم..
او من نتلاكه آنه اوياك
نتضّيع سوه ونحتار
تشبهني وشبهك
والشبه ثاني
فالنص يخلق نوعا من التماهي ما بين الانا والآخر عبر اشكالية جدلية مع اختزال افق التجربة الشعرية واستنطاق جملها للكشف عما خلف مشاهدها من عمق نفسي بوساطة معايير جمالية وما تختزنه الذاكرة من اساليب بلاغية ومعرفية خالقة لسايكولوجية التواصل الشعري بوصفه خطاب مكتنز الدلالة....

عرض مقالات: