بيك سر محد يعرفه

شما كبر عمرك يرد بيك الشبابك

ياهلا بك..يا هلا بك

ياخبز..ياعيد..ياثوب اليتيم

يغلط حساب الغشيم

وانت ما يغلط حسابك

يا هلا بك... يا هلا بك

ـ انه صوت الشاعر..الانسان.. العاشق.. الثائر البابلي كاظم الرويعي الذي (شكل منعطفا في كتابة الاغنية..) على حد تعبير شمران الياسري (ابو گاطع) خصوصا والقصيدة الشعبية عموما..باعتماده مفردات روح العصر المشحونة بالايحاءات والمكتظة بموسيقيتها الناضجة المؤثرة عبر قوافيها الداخلية والخارجية..

جلمة حبيبي انتهت شختارلك جلمة

انت بحلاتك شعر وبمشيتك نغمة

امشي اعله نبض الكلب يلزحمتك رحمة

فالخطاب الشعري يختفي وراء رمزية شفيفة بالاتكاء على لهجة تخاطب الوجدان مع تركيز على الخصائص الحسية لابراز جمالية اثره الذهني من خلال حوار ذاتي (مونولوجي)..

ـ كاظم الرويعي.. الذي انبعث من رحم الحضارة البابلية وتنفس عطر ارضها وغاص بين امواج نهرها..وعشق ناسها فحققها على شفتيه قصائد مغناة اتسمت بحرارة العاطفة المتوهجة.. وانسيابيتها الجاذبة المدغدغة لاحاسيس متلقيها بفراتيتها المتدفقة التي دعت الملحنين الى احتضانها ونثر حروفها على اوتار ممتدة امتدادات الوطن الحالم..

صدفة ياخذني الدرب يم داركم

والتمت بروحي المحبة وشتهيت اخباركم

متذكرت عايفكم وعفتوني

رد من جديد الشوك بين عيوني

   فالنص يتزاحم بالشوق والحنين نتيجة الشعور بالغربة المكانية والمجتمعية.. باعتماد  تقنية التذكر والاستذكار..حتى انه يذكرنا بما قاله الجواهري الكبير مرة وسجل شهادته للمبدع الرويعي في بناء نصه الغنائي المتماسك مبنى ومعنى واثره في ذات المستهلك (المتلقي).. (اشعر بغربتي حين اسمع اغنية (يم داركم) وخاصة في (التمت بروحي المحنة وشتهيت اخباركم).. هذه الاغنية جعلتني فرحا وحزينا في نفس الوقت.. أجاد بها الرويعي..

ـ كاظم الرويعي.. في مجاميعه الشعرية (البيرغ) /1968و(الفجر وعيون اهلنه) 1975.. طاقة شعرية تتعامل واللفظة الخالقة لصورها بحس مرهف.. شفيف.. نابض بالحب وعبق بيئته الفراتية وانسانها بحكم وعيه الثقافي والسياسي الذي جعله يكتب برؤية فنية ابداعية جاذبة وشاهدنا نصوصه (ليلة ويوم وسلامات وصبر شموع وياعشگنه وضوه خدك مدري ضوه الكمرة وعادوا الغياب وياسفانه ويگولون وتواعدنه..) فضلا عن كتابة الاوبريت الشعري كما في (بيادر خير ولوحة الارض وشع النهار والعيد الجديد وشوك الديرة..) وهي تفيض بالصدق والعذوبة ونكران ذات والذوبان في الذات الجمعي الآخر..

سرح بي الخيال ولني وياكم

اشم تراب الولاية

وابوس رموش عيناكم

انه وياكم.. انا وياكم

ـ كاظم الرويعي.. الباحث عن منافذ يعبر بوساطتها عن ذاته المأزومة.. وغربته التي يحس بها باعترافه حين يقول:

(انه احس الغربة تسري بظفري..او توصل الراسي).. فيبث نصوصه عبر اثير اذاعة العراق الحر المعارضة آنذاك.. والتي توقفت بانتهاء حياته ورقود جسده في المقبرة الاسلامية في سحاب عمان وظلت روحه معانقة سماء الوطن ومنجزه يتراقص على الشفاه..

ياهلي..

من الغربة وهموم الشوارع والعيون التنتظر..

اكتب الكم..حتى لو ينشف بلقلام الحبر..

سلمولي عالگهاوي.. وعله زفات العصر..

وعله تراب ولايتي شبر شبر

ولا تخيب اظنونكم بي.. تراني لسه بحر من الوجد

يلهواكم شفته بحروف المكاتيب الحزينة

وادري ذبلان الورد

عرض مقالات: