في الذكرى السنوية الرابعة لوفاة شاعر الأغنية العراقية " زهير الدجيلي " أعيد نشر مقالة كتبتها في 15-3- 2016وفاءاً لأيقونة الذاكرة الثقافية العراقية ------
زهيرالدجيلي كاتب وصحفي ومثقف الجنوب ، توأم شواطيء الغراف وبساتين الشطرة وطيورها وبلابلها ، وهو دائرة معارف بأختصاصات متعددة في الأدب والثقافة والسياسة حسب مفهوم زهير للأغنية ( هو مزج الوطن بالحب )، وتألق بالشعر الغنائي حتى لُقب بجدارة بأبي الأغنية العراقية لكون شعره الغنائي متوج بحب الأنسانية وملفوف بنسيج مخملي رومانسي يفوح بعبق قداح بساتين دجلة الخيرممزوجة بنكهة دموع الفرح والحزن، لذا بأعتقادي ترقى أغانيه للملهاة التراجيدية ، وكتب في هذا المجال 180 أغنية أسرت المتلقي ولامست شغاف القلب ، لتعيد بذاكرتنا الغنائية العراقية إلى الزمن الجميل بحلاوته وشجنه وأيقاعاته تلك الذاكرة التي شوهتها سنوات الحروب العبثية الصدامية وسنوات الجمر والدم والبارود ، حتى حسبنا قد غادرنا الربيع إلى الأبد ، وأذا بدرر ومجوهرات كلمات الشاعر المبدع زهير يبعث الروح ولو بأضغاث أحلام محبطة يائسة صحونا على كلمات أغنية يا طيور الطايره صناعة قامات ثلاثة المؤلف- زهير ، الملحن – كوكب حمزه – الغناء سعدون جابر )وهو يناغي حبيبته بكلمات سحرية لعلها الفريدة في عالم ملكوت العشق:{كلب الحبيبة مثل شاطي ونهر – مري عليها يا طيور الطايره –وأذا مريتي بيهه تضيع روحي جا وين أضمه } ، وجاءت أغنية ( حسبالي ) الرائعة والتي أختزل بها كل معاناة الشعب العراقي ، وفلسفة ضياع الوطن حينما كان العراقي يسمونه ( المواطن المرعوب ) واليوم صار بفضل الأحزاب الدينية الحاكمة ب( المرعوب والمسلوب ) والضياع على يد أعتى حكومة قلّ نظيرها عند تاريخ الأمم والشعوب في بيع العراق ( شلع قلع ) في مزاد العهر السياسي ، وجاءت كلمات ( حسبالي ) لتسقط ورقة التوت عن أصحاب القرار ، ولسان حاله يقول : حسبالي --- راح أنبدل الصرايف وبيوت الصفيح أبمساكن بيه سكف تستر على الفقراء ، أو حسبالي ---- راشد راح يزرع ، أوحسبالي حجي راضي يقره رسالة العبادي صح والتي تخص الأصلاح (هناك جزمة أصلاحات --- فيرد عليه عبوسي أستادي مو جزمه – حزمه ، ويرد عليه الحجي أو شنو الفرق أثنينهن ينلبسن ، الله يرحمك يا حجي.
ومن أجل أن لا يكون المقال ( لطم أو بواجي ) هذه بعض كلمات الأغنية حسبالي { محيرني ساعات الصبح شو جنك أتودعني --- أو عدينا أيام الجفا بلوعاتنا وضاع العد --- أو عدينا أيام الوصل ثاري الوصل ما بي عد --- أمفضفض يا شطبة ريحان --- أدري أبهوانه حليان ---ذب الكصايب على متن طاحت نسايم نيسان---- عيني يا أبو خد أو خد ---- شوكك أبكلبي ورد --- وأنت أنت محيرني ---- وأنت انت مرمرني ؟؟؟!!!.
ورحل عنا بصمت وراحة أبدية For ever كما قال شكسبير ، ومحظوظ حين لم يقرأ الخبر " العاجل " بأستعمال داعش الجينوسايد في أبادة الجنس البشري في ناحية( تازه) بضرب المدينة المسالمة والآمنة بغاز الخردل السام الذي يظهرأنه مسموح الأستعمال حسب الضمير العالمي الحي جداجدا !!! .
ولا تحزن يا زهير ونمْ قرير العين ولأن زميلك شاعر مطر ---- مطر ( السياب ) مات على نفس سريرك في يوم ما نسيا منسيا ، وهكذا قدر القامات الشامخة أن تموت في منافي الغربة كالجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين وعبد الرزاق عبد الواحد ، أما رفيقك صاحب الريل وحمد فهو في موت سريري مضمخا مكسورا مشلول الخطى بأنتظار سرب حمام طيورك الطايره ليحلق معها ويلتحق بكم عند { الجوزاء } وألتحق فعلآً بصمت نهاية 2019 بدون بواكي ----
المجد لك يا زهير الدجيلي يا أبا الأغنية العراقية ------