في الهزيع الأخير من الليل،
البسمة الحائرة ترمق ضوء الفجر العابس،
بعد أن غادرت قوات الأمن مواقعها خلسة،
إذ ذاك بقي المتظاهرون في العراء،
وراعي القطيع يغطُّ في نومه ...
وذئاب الليل اليقظة تتربص
بالأجساد الغضة وهي تلتحف بالرصيف.
*****
يا بنادق الصيد المتعطشة لدمائنا ،
كفاك بطشا..
هل عجزت الكواتم، والقنابل السامة عن ملامسة قلوبنا،
والدماء ثجج ..
حتى ترتقوا بجلودنا حافات الخيانة ...
أربعة شهور ذوت .. والانتظار الطويل البارد،
يواصل صقيعه خلف هراوات إخوتنا في الخلق.
لم يبق للوطن لون من ألوان السماء،
سوى أصوات ممسوخة،
وظلال كالحة...
*****
الشمس في العراق تحتضر تحت أكوام الصدأ .
يا ويلنا من رهبة الظلمة ، وعسف الأخوة ،
فالجبُّ ينزُّ بالدم والظلمة ،
واليوسفيون نحرتهم سيوف اخوتهم في قعر خيامهم.
والأخوة الغرثى ،
يترقبون مصيرهم المفعم بالحناء ، من دون جدوى.
أيها الناس:
قلبي الدافق بالخوف ، هو قلبكم .
وبعد ردح من الزمان، سأقولها لكم،
عرَّشت فيه الجروح بدل الأغصان.
والقمر المكروب يحدق من خلف الغيوم الهشَّة
في ساحة التحرير،
ويسجل صفحة سوداء عن ساحة الخلاني .
*****
يا يوسف
إخوتك المداهنون ..
بعد أن أصابهم اليرقان،
لا يتورعون عن القاء أحفادك في الجبِّ عينه ،
وهناك تتلقفهم الكواتم وبنادق الصيد بيسر مدهش
فلا أعراب يمتلكون الحميّة،
ولا قوافل سيّارة تتلقف الناجين من شدق الموت،
بعد أن أصبح بعضهم كالبعير الصؤول
*****
يا يوسف
في بلادي اليوم جُباب لا آخر لها،
اتخذ بعض احفادك منها طامورة ،
وآخر طريقا لتجارة الممنوعات،
ربنا .. اطمس على وجوههم واغمرها بالقطران.
يا يوسف
لتكن دالتك عليهم،
ما خُتم على جباههم من غثيان،
وليكن لك معهم يوم أقتم،
فهم يتهاترون على المنتفضين ويرمونهم بدائهم ،
ويصفون الحراك مهجورا.
ويتهارشون على اجساد فتيتنا ،
ليجعلوا من وثبتهم هَوَشا،
ومن مطالبهم وجيفا يلهجون به.
أربعة شهور.. والمتظاهرون تنتظرهم الكواتم والقنابل!
- التفاصيل
- مزاحم الجزائري
- ادب وفن
- 2336