السلطة نمط تاريخي منغمس في ميثولوجيا الحكم والسطوة بعيدا عن واقع الحياة ومتغيراتها.. تشغلها الايديولوجيات السياسية والاجتماعات الخلافية دون ان تقدم شيئا سوى انها قدمت مائدة جديدة للثقافة العراقية الا وهي مائدة(الارهاب الثقافي) والازمات متناسية حقيقة المثقف العراقي الذي يشكل بنية المتغير بتأمله وتخطيطه لمدينته الفاضلة بدقة..فيبدع منتجا فاعلا مؤثرا..لذا فالعلاقة والمتغير تشكل اهمية قصوى لاحتياج الناس للمعرفة والحوار وتجاوز الايديولوجيات السياسية التي تنشر سيطرتها على الشارع دون ان تقدم شيئا..
فالمثقف يعي بشكل تام ضرورة جعل الثقافة وسيلة لإيجاد مجتمع يحل فيه التسامح والتنافس بالوسائل السلمية محل الصراع (وجادلهم بالتي هي احسن)..مجتمع يقوم اداؤه الوظيفي على مبدأ الاتصال والحوار والتسوية العقلانية..اي مجتمع يفهم التجاذب السياسي والاجتماعي بما يحقق المصالح الوطنية..كون المثقف لا يصور الحالة الواقعية لمأساة الوطن بل الوقوف بكل الوسائل المتاحة لتجاوز هذه الحالة وتحقيق السلام المجتمعي.. فالهجمة في الامس واليوم على الوطن جزء من استراتيجية محكمة من اجل زعزعة الاستقرار واستئصال الجذور التاريخية للعراقيين بزرع الفرقة الطائفية ومنع حركة البناء والازدهار.. لذا فالمثقفون يؤيدون المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الذي يستهدف رموز الوطن الفاعلة ورسالته الحضارية واخماد شعاعه الانساني الذي لا تحده حدود.. ويقفون سدا منيعا ضد الارهاب لانهم مدركون انه مرض سرطاني زرعته ايد خبيثة يمكن ان تتعدى عدواه الى بلدان اخرى تحت غطاء ديني خارج عن نطاق الاسلام دين المحبة والسلام..
المثقف يعي اكثر من السياسي ان تنقية الاجواء مطلب تاريخي من اجل دفع القدرات الوطنية الى الامام..ومـن ثم بناء وطــن معافى يعــيش ابناؤه
بسلام ومحبة..
إن المثقف اليوم يردد مع الزعيم الهندي غاندي(لا اريد لبيتي ان تحيط به الاسوار من كل جانب الى ان تسد نوافذه..وانما اريد بيتا تهب عليه بحرية ثقافات الدنيا بأسرها شرط الا تقتلعني احداها من الارض)..

عرض مقالات: