من شاطيء صباه انطلقت شفتاه تغني..

وحك سورة عصا موسى ولك هاف

ما تســـــكي زرع كلـــبي ولك هاف

يناهي العـــرك غث عينك ولك هاف

او من تنعس منامك بين اديه

وبدأت الرحلة الشعرية للشاعر جمعة ابو معيشي حتى انتهت بقوله ..

صـَدْ لَي حكيــــمي.. صــــــد عني

عرف بجــروح جبدي.. صد عني

 بروحي اصفى البيادي صد عني

احجيلي  برفــجة  الجـــناز بيه

وما بين الشاطئين شاطيء الفعل ورد الفعل يسبح الشاعر وسط تميز مجتمعي بصفاء النية وبياض القلوب والتجانس الطبقي..ومن خلاصة الحياة الجنوبية المستحضرة دوما للشعر(ديوان العرب) سلوتها..ولحنها الذي شكل صوت القرى الغافية بدفء مفرداتها المحتضنة هموم الانسان الذي كانت حصيلته(الابوذية) التي تثري الوجود وتنعش النفوس..كونها تنطلق من وجدان الشاعر الباحث عن الحرية التي ينمو تحت ظلالها الابداع.. وقد مارسها وخاض عوالمها منذ منطلقها الاول اناس اميون(قراءة وكتابة)..لكنهم امتلكوا ناصية سرعة البديهية في التأليف والحفظ ما يعجز الوصف عنه..كما هو الحال عند الشاعر ابو امعيشي 1880ـ 1997..شاعر الفطرة والموهبة..الذي تجاوزت شهرته سوق الشيوخ والناصرية وامتدت الى الفرات الاوسط والجنوب..متبادلا الابوذية والاشعار مع اشهر الشعراء انذاك وفي محتلف الاغراض الشعرية التي يأتي في مقدمتها الغزل الذي كان مولعا به بشكل استثنائي..

الها جــعود فــوك المــتن منساف

بحذر وصعد عليهن ساف منساف

لها يمة محمد عين منساف

ولها منحر يوسدني المنية

ـ لقب بالجوهرة السوداء لسمرته التي جرته لاستهواء النساء البيضاوات والتغني بهن .. وهذا ما يكشف عنه قوله الذي بعثه لصديقه الملا عبود الاسدي ..

وحق المصطفى ودينك وداني

وياهن دوم الي مطلـب وداني

يمله لو كــرب وكـــتي وداني

لم البيض الي وانصب عزية

ابو معيشي الشاعر الحالم عندما تلتهم النار بيته القصبي يكتب بحرقة واصفا حاله..

مر وكتي عكب ما جان حــــالاي

وسيل الي نزل بالــدار حـــــالاي

تعال انت يحمدي وشوف حالاي

الجمر والنايبه انطبكن عليه

فيطلع على هذه الابوذية الحاج سعود السراج وهو من شعراء الابوذية المجيدين مبنى ومعنى..

ياهو للنـــوايب منـــــــعاها

النوايب من لفتلك منــــعاها

كلي الدار غـــيري منـــعاها

هلاهل والبجي والدك سويه

فرد عليه ابو معيشي..

يوم اكشر يحجي اسعود يوماي

همت ما عاد اوجد كاع يو ماي

هذا يصيح هذا بهدم يوماي

هلاهل للفزع يلحك علي

ابو معيشي..الذي تفرد ببناء الابوذية وسبك عوالمها المؤثرة في جلساته التي سجلها المكان(البؤرة الثقافية المضافة)..بستان زاير دولي ومقهى الملا صكبان محيسن الازيرجاوي ودكان الحاج عناد الحريب..يعتمد خزينه المعرفي في الرد وبناء نصه بانساق ابداعية متميزة بانتقاء الالفاظ اليومية التي اسهمت في تركيب جمله المستفزة لذاكرة المستهلك(المتلقي)..

تهيم الروح عيب ادري شملهه

تون ولا فــرح ساعه شـــملهه

مته يلتم بعد فـــركه شــــملهه

وتعود ايامنه الحلوة الزهية

عرض مقالات: