فالح ياسين الربيعي
احتضنت باحة قصر الثقافة والفنون في مدينة البصرة، أخيرا، جلسة احتفاء بتجربة الشاعر البصري الراحل مصطفى عبد الله، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والعديد من أصدقاء الشاعر ومحبيه.
الجلسة التي أقامها "منتدى مصطفى عبد الله" الثقافي بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون، أدارها د. حسين فالح نجم، فيما استهلت بكلمة لمدير المنتدى، الإعلامي أحمد طه حاجو، الذي ذكر أن الراحل "كان في صباه ذهنا متفتحا وفكرا رائدا وقلبا يحمل هموم الناس".
بعدها عاد مدير الجلسة ليقدم سيرة الراحل، الذي ولد عام 1947 في قضاء أبي الخصيب، وغادر العراق نهاية سبعينيات القرن الماضي متوجها نحو المغرب العربي، مبينا أن حياة عبد الله كانت حافلة بالعطاء والنضال والمكابدة والغربة والترحال، وانه راح ضحية حادث مروري عام 1989 في مغتربه، "قد يكون من تدابير مخابرات النظام البعثي المقبور"، ودفن في مدينة القنيطرة المغربية.
وفي سياق الجلسة عرض فيلم عن الراحل، من إعداد ناظم المناصير، وصوت طالب عباس هاشم، ومونتاج وإخراج مفيد بدر عبد الله السلمان.
ثم استأنف د. نجم، مدير الجلسة حديثه عن الراحل، وذكر انه في السبعينيات، وبعد تشكيل الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، وإعادة افتتاح مقرات الحزب الشيوعي العراقي في المحافظات، كان يمثل احد الاعمدة التي يقوم عليها نشاط الحزب في البصرة.
وكانت لأستاذ النقد الحديث في كلية الآداب بجامعة البصرة، د. ضياء راضي الثامري، ورقة في الجلسة حملت عنوان "الوطن وجواز السفر"، وتضمنت قراءة نقدية لقصيدة الراحل الموسومة "الأجنبي الجميل"، التي عدت من بين أجمل القصائد التي كتبها الشعراء العراقيون في المنفى.
فيما قدم الشاعر مقداد مسعود مداخلة ذكر فيها أنه كان قد كتب خمس مقالات نقدية عن منجز الشاعر مصطفى عبد الله، أعقبه الناقد جميل الشبيبي بالحديث عن علاقته بالراحل، الذي بدأ مشواره الأدبي بكتابة القصة، والنشر في جريدة "البصرة" الصادرة عن كلية التجارة الأهلية.
وساهم في الجلسة الشاعر الشاب حميد السيد ماجد، الذي ألقى قصيدة بعنوان "قرية جلاب"، تلاه القاص عبد الحسين عامر مستذكرا علاقته بالراحل.
ثم جاء دور سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الرفيق سلام القريني، الذي حضر الجلسة، ليتحدث عن الراحل، صديقه ورفيق دربه وابن محلته، وعن علاقتهما الحميمة.
كذلك تحدث في الجلسة كل من الكاتب جاسم العايف، والشاعر إبراهيم عبد الرزاق اليوسف، ود. رياض الماضي، وشقيق الراحل أنس، وابنة شقيقه هالة أنس، والأستاذ قاسم محمد علي.
وفي الختام وزعت شهادات تقدير على المساهمين في الجلسة.