ما تنسمع رحّاي ..

أَطحن بقاي الروح وقلبي يتشظى

ولأنّك لا شبيه لك ،

 فأنّى لنا أنْ نجدَ إبراهيم الخياط بعدكَ

ومن لصدورنا التي يعصفُ بها الوجعُ المرّ/ موتكَ

الذي لاحول لنا ولا قوة في تصديقه..

(اضربني بطبر ويكلي حياك

بعداك إلمن نعتني بعداك)

فمنْ لجراحنا التي تعرف لغتها يا إبراهيم

فتخيطها جرحاً فجرحاً.. وتبكي لدمائنا

التي تسيل بوادٍ غير ذي زرع..

فما إخضَرّ عودٌ لشهيدٍ في العراق ،

فالمقابر تحرث وبيادر القتلى تتسع

ومواسم الحصاد قائمة على المدافع

والراجمات والهاونات..

 ومزارع الشهداء عامرة بالشباب العامر،

وتفيض دماً والسراكيل يختلفون على التسعيرة فقط ..

فالموت نفط دائم

وأبناء الشهداء(الهم الله) ، فهم يفوجون

في ليل عسعس،  وما من سنبلة تضيء

ليلهم الدامي الطويل..

(طكنه الدهر سوانا طشار) ، فكيف احتمالي لفراقك..

ذلك درس صعب (ياسيدي) كما كنت تقول..

فمن يكون مثلك غيمة وشجرة في آن واحد ..؟..

ومن لآلاف البلابل التي تشرب المودة صافية من تينة قلبك ،

فترقص الأنهار طربا، وتغني البساتين بثمارها المضيئة

في جمهوريتك التي اخترت البرتقال إسما لها ،،

لم تكن رئيسها - حاشاك - فأنت فلاحها

الذي يعلب دمه في جذورها فيبتسم ورد الرمان في اغصانها،

 ويلثغ : (يا عمو ابراهيم حبينه حرف الميم كلش حلو باسمك)..

بالمناسبة.. أنا كنت مولعاً بقراءة اسمك، 

ليكون طبق الأصل أباً رحيماً..

فمن كان أرحم من قلبك الذي يطعم المكاريد من نبضه برداً وسلاماً

وفاكهة دانية قطوفها..

(موتك كسر ظهري يخوياي

مرعط إكليبي وسرد جلاي)  

ونحن يتاماك الآن يذبحنا الغروب بموسهِ

وتطبخنا الوحشة للذئابِ التي تحفظ

أسماءنا في كواتمها فنلوذ بقبرك:

(ويا مكبرة مالج تنوحين

وبكبور خطارج تلطمين

صيحيلي بأسمه خاف تنسين)

فيا إبراهيمو ويا برا هيمو.. إن الذي يبكيني دما ..

 انني لا استطيع ان  ألملم أسمك بعد أن سردته المنايا..

هلْ كانت تعرفُ نبلك

قلبك الذي يتفطر حين يرى العراق

منكوسا في كنارات القصابين

مذبوحا بنهريه (وكلمن إيكول آني شعليه)

فالحقائب مرزومة والطائرات على سطوح منازلهم..

فيا ويلنا ونحن نترنح بعدك في درب

الصد ما رد وعلى بعد شمرة من عصا

من القناصين..

ولا ضوءَ غير افكار تدلهم..

ونغرق وتدلهم ونغرق في الموت نغرق

وجهنم تتقد في الأزقة والشوارع والمدارس ..

والغربان تقرأ أسماءنا (اوكفو بالسره)

هكذا نعق كبيرهم وتسيل الاسيجة

باللافتات السود..

زاحفاً جئتك يا إبراهيم..

اقفُ مرةً أمام غرفتك

في اتحاد الأدباء،  ومرة على قبرك

في مقبرة السلام..

لم تكن تغير مكانك بهذه السرعة

يا إبراهيم..

كنت تقوت نفسك (بصافيني مرة وجافيني مرة،  ولا تنسانيش كده بالمرة) ،

وتصبر، فهل نسيتني يا إبراهيم..

وانت تحفظ اصواتنا بقلب سليم،

وأصرخ فلم تفتح الباب وتعانقني

كما كنت تفعل .. فلم لا تفتح..؟ يا إبراهيم.. وياااا ابراهيماه..

هل كتب القناص اسمه على راس

ثديك الايسر..

فافتح يا إبراهيم لتر المجنون الجالس لصق قبرك فاركا راحتيه ويلطم دما

طاحنا المراثي التي تتحجر في شفتيه

وينثرها على قبرك (دكول منو يا ابو حيدر) ، فأنا مشتاق لصوتك ،

وأحب أن اخبرك بأن الجماعة باعونه

على الأخضر لعزائيل،  فمن حقه أن يلعب بنا شاطي باطي،

 ويتفق مع الشركات العالمية لتدوير القتلى ...

فاولاد الملحة خلصو والمعارك طاحنة ،

والعراق على كف عفريت ،

وقد عظم المصاب

فمن بمقدوره ان يكون ابراهيم الخياط

الشجرة التي تغفو الأدباء على اغصانها

طويلا..

وأراك بعين القلب تفتح يديك بالدعاء

إلى العرااااااق..

وتموت آمنا مطمئنا..