جرت في واشنطن امس مراسم توقيع اتفاقات التطبيع بين الإمارات والبحرين من جهة واسرائيل من جهة اخرى، برعاية ترامب ونتانياهو، في خطوة أخرى ضمن مسلسل التطبيع المهين مع الاحتلال الإسرائيلي.

وجاءت هذه الخطوة، بعد اتفاق التطبيع بين دولة الامارات واسرائيل بمباركة امريكية الشهر الماضي، وعلى الرغم من الرفض الشعبي الواسع. وليس خافيا أن توقيت الإعلان عن علاقات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل التي كانت تجري بالخفاء، جاء بضغط من رئيس الولايات المتحدة لأغراض انتخابية ولتعزيز مكانة نتنياهو الذي تلاحقه ملفات الفساد في اسرائيل ولإرضاء اللوبي الصهيوني في أمريكا. وتأتي هذه الاتفاقات لتؤكد انخراط هذه الأنظمة العربية في تنفيذ ما يسمى بـ"صفقة القرن" السيئة الصيت في اطار استراتيجية الامبريالية الامريكية لتعزيز هيمنتها على منطقة الشرق الاوسط من خلال إقامة تحالف اقليمي جديد بقيادة إسرائيل.

 وكان موقف الجامعة العربية، الذي عبّر عنه بيان وزراء خارجية الدول العربية في 9 ايلول الجاري بتجاهله التام للتطبيع الإماراتي الاسرائيلي، بمثابة ضوء أخضر وغطاء سياسي لهرولة دول أخرى للتطبيع مع اسرائيل.

ويقوم الاعلام المضلل للدول المنخرطة في مسلسل هذه الاتفاقات المذلة بتصويره وكأنه اتفاق سلام عادل يجلب الأمن والاستقرار والرخاء للدول الموقعة على الاتفاق ولعموم المنطقة. ولكنهم يتسترون على المعاني والمضامين الأساسية لهذا الاتفاق والتي يلخصها نتنياهو المنتشي بالمكسب السياسي الذي حققه، بان هذه الاتفاقات تقوم على أساس السلام مقابل السلام، وليس الأرض مقابل السلام وهو المبدأ الذي تعتمده معظم فصائل حركة التحرر الوطني الفلسطيني، وكذلك المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية. فبموجب هذه الاتفاقات المذلة، يتم الاعتراف بحق إسرائيل في الأراضي التي اغتصبتها منذ قيامها والتخلي عن حق العودة للمهجرين ومن انتزع الصهاينة اراضيهم، والقبول بأعمال العدوان ضد لبنان وسوريا وغيرها من البلدان العربية والقمع والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه الأساسية وضم الأراضي، تلك الاعمال التي تقوم بها إسرائيل.

وقد أكدت جميع قرارات الأمم المتحدة اعترافها بتلك الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني والزمت إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة بعد عام 1967.

فأي اتفاق لا يقوم على أساس تطمين الحقوق الأساسية وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني في أرضه ووضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي والاقرار بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس، لا يمكن إلاّ أن يوصف باتفاق استسلام يتنكر بشكل صارخ للقضية العادلة للشعب الفلسطيني ونضاله المفعم بالتضحيات من اجل انهاء الاحتلال البغيض، ولن يجلب الامن والاستقرار للمنطقة.

ان مواجهة هذه الخطوات التطبيعية المتسارعة لشرعنة الاحتلال الصهيوني برعاية ادارة ترامب، والتي تهدد ايضا الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، تتطلب من جميع القوى الوطنية والتحررية في البلدان العربية استنهاض طاقات شعوبها لتصعيد التضامن مع الشعب الفلسطيني والموقف الموحد الذي اعلنته منظماته وفصائله الوطنية، ودعم مبادراتها الشعبية، وتطوير أشكال فاعلة للتنسيق معها، لقطع الطريق على مخطط التطبيع المخزي وفضح اهدافه. كما انها تتطلب المساهمة الفاعلة مع كل الأحرار في العالم من اجل إعلاء صوت التضامن، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بخصوص فلسطين، للمطالبة بانهاء الاحتلال الصهيوني وتمكين الفلسطينيين كشعب من ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

17 - 9 – 2020

********************************************

الشيوعي العراقي يؤكد تضامنه مع القضية الفلسطينية

زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي، يوم أمس الأول، مقر السفارة الفلسطينية في بغداد. الوفد الذي ترأسه الرفيق وسام الخزعلي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، عبر عن تضامنه مع الاشقاء الفلسطينيين، واكد دعمه الكامل للقضية الفلسطينية. كما عبر الوفد عن رفضه، لسياسية التطبيع التي تنتهجها بعض الدوال العربية.

ونقل الوفد تحايا قيادة الحزب إلى القيادة الفلسطينية.