في يوم ربيعي مشمس، وبدعوة من الملتقى العراقي في لايبزغ للاحتفال بأعياد آذار، وتحت عنوان "دعوة إلى لمّة آذارية عراقية"، توافدت العوائل من مختلف الأطياف العراقية الزاهية تلبيةً للدعوة، مرتدين أجمل أزيائهم المزهرة المعبرة عن ألوان الربيع ودبيب الحياة بعد سبات الشتاء وذلك يوم الجمعة ٢٨ آذار ٢٠٢٥.

بعد ترحيب عريف الحفل، الزميل سامي جواد كاظم نائب سكرتير الهيئة الإدارية، بالحضور وتقديم الشكر على تلبية الدعوة، متمنيًا لهم أمسية جميلة، ومنوهًا بأن الملتقى العراقي هو بيت ومظلة لجميع العراقيين في لايبزغ والمدن المجاورة لها بمختلف ألوانهم ومعتقداتهم، ثم دعا الزميل فراس مؤيد سكرتير الهيئة الإدارية لإلقاء كلمة الملتقى بهذه المناسبة، والتي جاء فيها:

"يحلّ علينا شهر آذار محملًا بالمحطات النضالية والرموز التي تعكس مسيرة النضال الإنساني من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وبهذه المناسبة، يتقدم الملتقى العراقي في لايبزغ بأحر التهاني وأصدق التبريكات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وعيد نوروز، وعيد الخليقة المندائي، وقرب حلول عيد الفطر المبارك، والذكرى السنوية الـ 91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.

وفي يوم المرأة العالمي، نستذكر الدور الريادي الذي لعبته المرأة العراقية والعالمية في النضال ضد الظلم والاستغلال والتمييز، وندين كافة أشكال العنف ضد المرأة، ونؤكد على ضرورة تعزيز حقوقها في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. لقد كانت المرأة العراقية جزءًا لا يتجزأ من حركة النضال الوطني، وكانت ولا تزال حاضرة في ميادين الكفاح، مطالبةً بحقوقها العادلة في المساواة والعدالة الاجتماعية، وفي بناء عراق ديمقراطي تسوده قيم الحرية والتقدم.

وفي عيد نوروز، الذي يجسد قيم التجدد والحرية والانتصار على الظلم، نحيي الشعب الكردي وكافة الشعوب التي تحتفل بهذه المناسبة، ونتمنى أن يكون نوروز هذا العام انطلاقة جديدة نحو عراق ينعم بالسلام، تتحقق فيه حقوق جميع مكوناته بعيدًا عن التمييز القومي والطائفي، حيث تعلو راية التآخي والتعايش السلمي فوق كل الاعتبارات.

ونود في هذه المناسبة أن نتقدم بعاطر التهاني للإخوة المندائيين بعيد الخليقة، وكذلك جميع المسلمين بقرب حلول عيد الفطر المبارك، متمنين للجميع الفرح الدائم والحياة الحرة الكريمة.

 وبمناسبة قرب حلول الذكرى السنوية لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، فإننا نحيي تاريخه المشرق الذي امتد لأكثر من تسعة عقود في خدمة الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين الثوريين، وفي الدفاع عن حقوق الشعب العراقي ضد الاستبداد والاستغلال. إن نضال الحزب الشيوعي العراقي من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، والديمقراطية الحقيقية، وبناء دولة المواطنة التي تحمي حقوق الإنسان وتقضي على الفساد والمحاصصة، سيبقى مستمرًا رغم كل التحديات. لقد كان الحزب دائمًا في طليعة القوى التي دافعت عن الحريات العامة وحقوق العمال والفقراء، ورفع راية التغيير الجذري والشامل نحو عراق مدني ديمقراطي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية."

بعدها ألقى عريف الحفل قصيدة تمجد نضال المرأة العراقية، ثم جاء دور الأخ ريباز لإلقاء كلمة باللغة الكردية حول عيد نوروز وبقية المناسبات الآذارية، وجاءت كلمة الأستاذ حكمت السليم التي أشاد فيها بنضالات المرأة العراقية ومشاركتها أخاها الرجل في الدفاع عن حقوق العراقيين في الحرية والعدالة الاجتماعية، وهنأ الشعب الكردي المكافح بمناسبة أعياد نوروز، وتقدم أيضًا بالتهاني بمناسبة عيد الخليقة المندائي وقرب حلول عيد الفطر المبارك، وتطرق إلى دور الشيوعيين العراقيين التأريخي في النضالات الوطنية منذ التأسيس ولحد الآن.

ثم ألقت الدكتورة سامية شاكر جاوشلي قصيدة نوروزية تمجّد الأخوة العربية الكردية، وألقى عريف الحفل قصيدة حول الشهيدة الشيوعية بهيجة التي استشهدت في وثبة كانون عام ١٩٤٨ وهي تواجه رصاص جلاوزة الحكم الملكي، بعدها سُلِّمت شهادة شكر وتكريم للدكتور حميد الخاقاني على منجزه الثقافي والشعري ونشاطه التنويري الدؤوب من خلال منصة "حوار التنوير"، وقام بتقديم الشكر والامتنان لمنحه هذه الشهادة التي يعتز بها، وذكر أن مسيرته الثقافية والشعرية ومشروعه التنويري مرتبطان بالفكر اليساري الذي انتمى إليه منذ سنوات شبابه الأولى، وسيبقى أمينًا له لما تبقى من العمر.

ثم بدأت استراحة لتناول وجبة العشاء من الأكلات العراقية اللذيذة التي قامت بإعدادها سيدات الملتقى العراقي والعوائل المشاركة. بعد الاستراحة بدأ البرنامج الفني، وصدحت في أرجاء القاعة موسيقى الدبكات الكردية والچوبي العراقي، ورقص وفرح الجميع صغارًا وكبارًا، وسادت أجواء الأخوة وروح التضامن واللُّحمة العراقية. بعدها تفرّق هذا الجمع الجميل على أمل اللقاء قريبًا في لمّة عراقية قادمة.