وافت المنية في بغداد التربوية السيدة فخرية محمد حسن حبه عن عمر تجاوز المائة عام بعد إصابتها بجائحة كورونا. وقد ولدت فقيدتنا الغالية في محلة صبابيغ الآل في رصافة بغداد عام 1921، وتلقت دراستها حتى تخرجت من دار المعلمات الابتدائية لتتولى بعدها التدريس في مدارس العراق، بدءاً من مدارس الحلة ثم انتقلت إلى بغداد لتتولى تدريس الرياضيات والرياضة في مدرسة الدهانة الابتدائية في بغداد، حيث حصل تلاميذها على أعلى الدرجات في نتائج امتحانات البكالوريا الرسمية. وبعد ذلك أصبحت معاونة المدرسة لتنتقل إلى مدارس الكرادة الشرقية حيث تولت بنجاح إدارة عدد من المدارس الإبتدائية هناك. وبعد ثورة تموز انخرطت في النشاط المهني، وترشحت عن القائمة الديمقراطية المهنية في انتخابات نقابة المعلمين، حيث أصبحت بعد ذلك عضواً في مجلس نقابة بغداد. ولم يدم الأمر حتى عصفت السحب الصفراء بوادي الرافدين في انقلاب شباط الأسود لتزاح من موقعها في إدارة المدارس ولتنقل إلى مدرسة نائية خارج بغداد، ولتقوم بمتابعة مصير أخوانها وأخواتها الذين اعتقلوا إثر هذه الموجة السوداء، إلى أن قدمت طلباً بالإحالة على التقاعد بعد سنوات من الخدمة المثمرة للتعليم في البلاد.

 الفقيدة نجلة الشخصية الوطنية العراقية وعضو أول مجمع علمي عراقي محمد حسن عبد الهادي حبه و ابنة المرحومة نسيمة الحاج محسن الصفار، وشقيقة المرحومة شعاع حبه والمرحوم المحامي قاسم حبه والمرحومة التربوية فوزية حبه والموظفة في شركة التأمين العراقية المرحومة سعاد حبه والمحاسبة المرحومة وديعة بغداد والكاتب والمسرحي عبد الله حبه والكاتب عادل حبه والطبيب الجراح فيصل حبه والدكتور المهندس زيد حبه. ولد كانت الفقيدة  خير عون لشقيقاتها وأشقائها و أقربائها  من أجل الاستمرار بتلقي العلم والمعرفة، وقدمت يد العون بتجرد لكل من أحتاج إليه من الأقرباء والمعارف والجيرة.

نامي ايتها الحبية قريرة العين في مثواك الأخير، وتبقى ذكراها الطيبة والعطرة ماثلة على الدوام في ضمير ووجدان أهل القربى ومعارفها ومحبيها.   

عرض مقالات: