صدر عن «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» و»معهد الدوحة للدراسات العليا» العدد الثامن والأربعون (ربيع 2024) من دورية «تبيُّن» للدراسات الفلسفية والنظريات النقدية، وتضمن العدد دراسات عديدة إلى جانب الترجمات ومراجعة الكتب.

«الديمقراطية التداولية عند هابرماس: بين مطلب الإجماع وواقع العصيان المدني» عنوان دراسة بلقاسم كريسعان، التي تطرح تساؤلات مثل: فهل قدم هابرماس تصورا للديمقراطية التداولية يمكنه أن يمثل بديلاً موثوقاً لتجاوز النموذج التمثيلي؟ أم أن المقاربة التداولية للممارسة الديمقراطية في صيغتها الهابرماسية تطرح صعوبات أكثر من الحلول التي تقترحها؟ ولماذا انتهى المسار الذي يراهن على الإجماع إلى صياغة تبرير فلسفي للعصيان المدني؟

وتسعى دراسة «مفهوم المؤسسة الشمولية عند إرفنغ غوفمان: السلطة، الإماتة والمقاومة» لفاروق الطاهري، لمقاربة مفهوم المؤسسة الشمولية سواء في حضورها الأصلي مع غوفمان، أو النصوص اللاحقة التي انتقدت المفهوم وطورته. وتهدف الدراسة إلى فهم طبيعة المؤسسة الشمولية، وأشكال السلطة فيها، والكيفية التي تتحقق فيها الإماتة، من دون أن تغفل فعالية الفرد في مقاومة هذه السيرورة.

اشتمل العدد دراسات عن الديمقراطية التداولية عند هابرماس والحنين إلى الأندلس في الثقافة العربية وغيرهما.

أما دراسة «حالة الاستثناء والإنسان المستباح عند جورجيو أغامبين» لمحمد الهادي عمري، فتشير إلى أن مفهوم «الإنسان المستباح»، وإنْ تعددت معانيه، فإن تأويله وفق سياقات جديدة، وتفكيك حمولته الرمزية التي ينطوي عليها وتوسيعها دلاليّاً ومنهجيّاً، من شأنه أن يمنحنا عُدَداً لقراءة مغايرة لراهن التحديث السياسي، الذي أدرج حياة الإنسان داخل سياسة عنيفة لدولة تبسط سيادتها على الحياة والموت، عبر حالات الاستثناء التي تنتج الحياة العارية لإنسان مستباح، ومنبوذ، ومستبعَد من أي ممارسة سياسية واجتماعية باسم القانون.

وفي دراسة «الحقيقة أو الأمل: الفلسفة والأدب وقيمة التهكم في براغماتية ريتشارد رورتي الجديدة» ينطلق توفيق الفائزي، من تساؤل: هل تعتبر وظيفة الفلسفة حقاً تمثيل الواقع وإدراك الحقيقة؟ كيف يمكن أن تسهم الفلسفة بوصفها عملاً بمعية الأعمال الأدبية في إحداث الأثر البالغ لتحسين الوضع الإنساني؟

ويلفت مكي سعد الله في دراسة «النوستالجيا الأندلسية: مقاربة في حفريات المصطلح وتمظهرات الأنا في مرآة ماضيها» لمكي سعد الله، إلى أن الذات العربية لم تتمكن من التخلص من هذه مشاعر الحنين إلى الأندلس التي تجمعها بأمجاد الماضي وعطائه الحضاري، وتوارثت أجيال على اختلاف أعمارها ومشاربها الفكرية وأيديولوجياتها السياسية وانتماءاتها القومية والمذهبية حبّ الأندلس، فباتت تتغنى به رغم مرور الأزمنة واختلاف الظروف والملابسات. ويضيء أحمد الدبوبي في دراسة «جيامباتيستا فيكو وتأويلية الحدث» معنى التأويل، وقراءة مساهمة الفيلسوف الإيطالي باعتبارها علامة فارقة على حدوث صيغة هيرمينوطيقية، نتج عنها شكل جديد من المعقولية في فهمه للصيرورة البشرية، ومن ثمة تأسيس هيرمينوطيقا للتاريخ الكوني.

وفي باب «ترجمات» تضمّن العدد ترجمة مايكل مدحت يوسف مقالة لمارغريت كانوفان بعنوان «عن الاقتصاد في التعامل مع الحقيقة: بعض التأملات الليبرالية». وفي باب «مراجعات الكتب» مراجعتان: الأولى مراجعة كتاب قرن من الشعبوية: التاريخ والنظرية والنقد» لبيير روزانفالون، أعدها طارق عزيزة؛ والثانية مراجعة كتاب «بؤس النظرية: مساءلات في الدراسات الثقافية» لوحيد بن بوعزيز، أعدها غزوان أرسلان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«العربي الجديد» – 26 أيار 2024

عرض مقالات: