سياسة الحزب خلال الحرب الباردة

بعد تدخل الاتحاد السوفيتي في المجر عام 1956، اندلعت معركة شرسة بين أعضاء الحزب، أدت في النهاية إلى استبعاد رئيس الحزب أكسل لارسن، الذي شكّلَ الحزب الشعب الاشتراكي (SF) بعد عام تقريباً(٨)، وحلّ محلّه كنود يسبرسن (Jespersen  Knud).

لعبَ الرئيس الجديد دوراً نشطاً خلال الإضراب الكبير عام 1956 ، لكن نفوذ الحزب بدأ يتراجع في نهاية الخمسينيات ، وخسرَ الحزب تمثيله البرلماني في إنتخابات عام 1960،  إذ حصل على 1.1٪ فقط  من الأصوات.  ومع ذلك، واصل الحزب تقدمه على الصعيد المهني، وخاصة بين العاملين في أحواض بناء السفن وقِطاع بناء المساكن، حيث كان وسط العاملين في هذين القطاعين العديد من الشيوعيين، وفاز الشيوعيون في العديد من النقابات، كما لعب الحزب دوراً إيجابياً في حركة السلام وَ وقفَ ضد الأسلحة النووية، وفي عام 1968 قاد الحزب حركة الاحتجاج ضد الولايات المتحدة في حربها على فيتنام.

 في أوائل السبعينيات بدأ الحزب بتنظيم معارضة لعضوية الدنمارك في المفوضية الأوروبية (وفيما بعد معارضة الاتحاد الأوروبي) عبر حركة شعبية واسعة.  شكّلتْ هذه المُعارضة الى جانب النشاط في الحركة النقابية وتمرّد الشباب ضد السلطات ، أساساً لإختراق جديد لدخول الحزب الى البرلمان. في انتخابات كانون الأول 1973 ، كانت النسبة التي حصل عليها الحزب 3.6٪ من الأصوات ودخول ستة نواب إلى البرلمان.

وفي عام 1976 و بعد مناقشات مستفيضة حول عضوية الحزب، تبنى المؤتمر الخامس والعشرون  إستراتيجية جديدة وبرنامجاً لمكافحة الإحتكار تحت شعار "ديمقراطية مناهضة للإحتكار". بعد عام من عقد المؤتمر توفي رئيس الحزب كنود يسبرسن وحل محله يورغن ينسن. وأظهرت الانتخابات المحلية أن عشر سنوات من النمو المستمر في الأصوات قد وصلت إلى نهايتها.

 عاد الحزب من جديد ليلعب دوراً رائداً في حركة السلام عام 1983، التي نفذت العديد من الأنشطة في دوائر واسعة من السكان ضد نشر الصواريخ النووية الأمريكية في أوروبا الغربية(٩) في فترة تُعتبر أكبر حشد عسكري في التاريخ.

بلغت الاحتجاجات العمالية ضد الحكومة البرجوازية ذروتها في عهد رئيس الوزراء المحافظ بول شلوتر(١٠). كان لسكرتاريي المنظمات الشيوعية المحلية نصيب كبير في تنظيم الإضرابات والمظاهرات الاحتجاجية الكبيرة في ساحة قصر كريستيانسبورغ (قصر البرلمان.

 في مؤتمر الحزب المنعقد في نيسان 1987 تم انتخاب أولي سون كرئيس جديد بعد الراحل يورغن ينسن.

 لم يكن للحزب تمثيل في البرلمان منذ عام 1979 ، وفي عام 1987 انسحب الاشتراكيون اليساريون (VS) من الحزب. حينذاك اقترح الأعضاء في كلا الحزبين التعاون فيما بينهما ، ولكن لم يحصل الدعم الكافي لذلك، لكن تحقق شيء من التعاون عندما تراجع كلا الحزبين في الانتخابات اللاحقة التي جرت في عام 1988.

ومنذ 1989  حاول اليسار الدنماركي تأمين تمثيله المستمر في البرلمان من قِبل الأحزاب الثلاثة: الحزب الشيوعي الدنماركي  (DKP)والإشتراكيين اليساريين (VS) وحزب العمال الاشتراكي (SAP) الذين توحدوا لتأسيس القائمة الموحدة (Enhedslisten).

---------------------------------------

(٨) تأسس في 15 شباط 1959 ، وهو حزب يساري مستقل بذاته. وقد حصل على 15 مقعداُ في البرلمان من مجموع 179 في آخر انتخابات عام 2022- الكاتب

(٩)  نشر الإتحاد السوفيتي 130 صاروخاً من طراز إس إس – 20 في الجزء الغربي من أراضيه والدول الحليفة الموقعة على معاهدة وارشو. شعر حلف شمال الأطلسي بالتهديد إزاء هذه الخطوة، إذ كان يعتمد على تفوقه النووي التكتيكي لتعويض التفوق التقليدي السوفييتي. ومن أجل دعم حلف الناتو، التزمت الدول الأعضاء بنشر عدة مئات من الصواريخ في أوروبا الغربية، وخاصة صواريخ بيرشينغ 2  في ديسمبر/كانون الأول 1979 - الكاتب

(١٠) بول شلوتر (Poul Schlüter)

(ولدَ  في 3 نيسان 1929 و توفي في 27 أيار  2021)، هو سياسي دنماركي من حزب الشعب المحافظ، شَغلَ منصب رئيس وزراء الدنمارك منذ سنة 1982 حتى سنة 1993- ويكيبيديا

عرض مقالات: