صرح الرفيق مفيد الجزائري نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ان مشروع تحالف "سائرون" يتيح تجاوز مسلسل الازمات الخانقة المطبقة على العراق منذ خمسة عشر عاما، وانقاذ الشعب من المحن المتلاحقة التي تزيد معاناته وتُفاقمها.
واضاف انه لا يقول ذلك انحيازا لهذا التحالف الذي ينتمي اليه، وانما لأن أيّ مواطن يضع مصلحة البلاد فوق غيرها من المصالح، ويبحث مخلصا عن مخرج للبلاد من المنزلق الذي دُفعت اليه، لن يصل الى غير ما وصل اليه "سائرون" من ضرورة مغادرة نهج الطائفية السياسية والمحاصصة، و بناء دولة المواطنة المدنية الديمقراطية ومؤسساتها القائمة على الكفاءة والنزاهة، ومن وجوب محاربة الفساد بجميع اشكاله ومنظوماته دون هوادة.
جاء هذا في ندوة حوارية عقدت مساء الخميس الماضي في العاصمة التشيكية براغ بدعوة من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في تشيكيا، وحضرها حشد من ابناء الجالية العراقية والعربية الصغيرة فيها.
وطغت على اجواء الندوة التي ادارها الرفيق خالد العلي، اخبار هبّة تموز الشعبية في جنوب العراق ووسطه، واستمرار تظاهرات الجماهير الساخطة في محافظاتهما، وتحوّلِ بعضها الى اعتصامات وصدور تلميحات بتطورها حتى الى عصيان مدني.
واشار الرفيق الجزائري الى ان موجة الحراك الشعبي الجديدة هذه، التي انطلقت اسوة بسابقات لها من اشد المناطق معاناة في محافظة البصرة، جاءت "اقرب الى انفجار سخط عظيم متراكم"، وانها اذهلت بسعتها وقوتها واستمراريتها القوى المتنفذة واربكتها.
وعزا شدة هذه الموجة، بجانب العامل الآنيّ المرتبط بقسوة حرارة تموز في ظل النقص الحاد في تجهيز الكهرباء والماء، الى عوامل اخرى عديدة "بينها الشعور المتعمق لدى الجماهير الواسعة المحرومة، بأن الجهات المتنفذة تتجاهل معاناتها جملة وتفصيلا، وانها هي من تسبب ويتسبب في هذه المعاناة، وان من غير الممكن الوثوق بها وبوعودها".
واضاف ان هناك دائما ما يعزز فقدان الثقة هذا، مشيرا الى ان "الجهات الحكومية التي تعد المتظاهرين تكرارا بتلبية مطالبهم المشروعة، وتعلن خلال ذلك عن تخصيص اموال بالمليارات ودرجات وظيفية بالآلاف للمحافظات المنكوبة، تعجز حتى الآن عن ان تقدم لهم في الواقع العملي غير المزيد من الوعود! كذلك الحال حين تعلن من جهة، مرة بعد مرة، رفضها استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، وفي الوقت ذاته لا تجد في نفسها القدرة على محاسبة احد ممن اوعزوا باطلاق هذا الرصاص فعلا على المتظاهرين، وتسببوا في سقوط الضحايا – الشهداء!".
ونوّه الرفيق الجزائري بتعزيز الطابع السلمي للتظاهرات بمرور الايام، وبالانضباط الملحوظ لدى المتظاهرين، واكد موقف الحزب الشيوعي العراقي المشارك معهم، والداعم لمطالبهم العادلة، والمستنكر لاجراءات القمع ضدهم.
واوضح ان مطالبهم الاساسية المعروفة تنسجم وتتكامل عمليا مع المطالب والاهداف التي يتضمنها مشروع "سائرون"، والتي يسعى هذا التحالف اليوم وهو يواصل جهوده لتكوين الكتلة البرلمانية الاكبر، الى جعلها اساس برنامج الحكومة الجديدة.
وقال انه في حال مواجهة مشروع "سائرون" بالرفض، والتشبث بنهج المحاصصة الطائفية والفساد، "لن يكتب للحكومة الجديدة التي ينتظر العراقيون اليوم تشكيلها بصبر فارغ سوى الفشل في معالجة مشكلاتهم المستفحلة والتخفيف من معاناتهم المتفاقمة، وسوى المزيد من الازمات والمحن".
واكد الرفيق مفيد الجزائري ان الوضع سيكون عندذاك مفتوحا على شتى الاحتمالات "واولها استمرار الحراك الشعبي وتصاعده الى العصيان المدني ، وحتى الى ما هو اكبر واخطر ربما..".
هذا وأسهم حضور الندوة بفعالية في الحوار الذي دار حول القضايا المطروحة، وعبروا في مداخلاتهم وتساؤلاتهم عن العديد من الافكار والتصورات والمخاوف، وعن مشاعر التعاطف والتضامن مع المتظاهرين وعموم الجماهير العراقية المتطلعة الى العيش بأمان وحرية وكرامة.