عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يومي الخميس والجمعة (١٥ - ١٦ حزيران ٢٠٢٣) اجتماعها الاعتيادي الدوري.

بدأ الاجتماع أعماله بالوقوف دقيقة صمت، تكريماً للراحلين عنّا من كوادر الحزب ورفاقه وأصدقائه، خلال الأشهر الماضية، وبينهم الرفيق حيدر شيخ علي الشخصية الوطنية والكردستانية، مشيدين بمآثره النضالية ووفائه للحزب والشعب وكادحيه.

وبروح المسؤولية العالية والحرص على عمل الحزب والارتقاء بدوره في الحياة السياسية وفي النضال والنشاط على مختلف الصعد، وكي يكون في الموقع النضالي والجماهيري الذي يؤهله على نحو أفضل للدفاع عن مصالح الشعب والوطن العليا، وتبني قضايا الكادحين والمحرومين والفقراء والمهمشين والدفاع عنها، درس الاجتماع مجموعة من الموضوعات السياسية والتقارير ذات الصلة بعمل الحزب ولجان الاختصاص، ونشاط منظماته.

واولى الاجتماع اهتماما كبيراً لتحسين العمل القيادي في مختلف المستويات، وتوسيع دائرة عمل الحزب في المدن والارياف، مؤكداً أهمية المزيد من العمل مع الجماهير في مختلف مواقع تواجدها وعملها، والمساهمة الفاعلة بالنشاطات والفعاليات الاحتجاجية والجماهيرية والمطلبية.

ومن اجل تحقيق ذلك أولى الاجتماع اهتماما كبيراً بعمل منظمات الحزب، وتراص صفوفها، والانفتاح على مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية، والارتقاء بادائها، وبما يؤهلها لان تعيش هموم الناس اليومية وتكون مبادرة في الدفاع عن مصالحهم وحقوقهم وتطلعاتهم.

وتوقف الاجتماع تفصيلاً عند موضوعة انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، مؤكداً أهمية المشاركة الفاعلة فيها باعتبارها احد ميادين الصراع السياسي، بما يجعلها احدى روافع الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وكسر حلقة احتكار السلطة وفرض البديل. وأكد ان هذه المشاركة يجب ان تحظى باهتمام كبير من الحزب ومنظماته ورفيقاته ورفاقه، مع استكمال مستلزماتها اللوجستية وإعداد قوائم المرشحين.

كما تابع الاجتماع الجهود التي بذلت لتعزيز التعاون والتنسيق مع مختلف الأحزاب والقوى والشخصيات المدنية والديمقراطية، في اطار التيار الديمقراطي ومع قوى التغيير الديمقراطية، والسعي لبناء تحالف انتخابي واسع يتبنى مشروع التغيير الحقيقي والشامل.

واطلع الاجتماع على سير العمل في بناء مقر الحزب الجديد، مثمنا المبادرات والتبرعات السخية في هذا الشأن، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية وضرورة الاستمرار في حملة تبرعات بناء “بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين”.

وأصدر الاجتماع نداءً لمناسبة قرب حلول الذكرى التسعين لميلاد الحزب.

وفي الجانب السياسي تركزت المداولات على المستجدات منذ اجتماع اللجنة المركزية للحزب في كانون الأول ٢٠٢٢ وشملت عناوين عدة لها صلة بالازمة البنيوية العامة وتداعياتها، وتقييم أداء مجلس النواب والحكومة، والحركة الاحتجاجية وافاقها، والانتخابات المقبلة والتحالفات التي يسعى الحزب لتحقيقها، وموازنة السنوات الثلاث، والواقع البيئي المتدهور، والعلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم، وأبرز التطورات على صعيد البلدان العربية والمنطقة، وكذلك التطورات الدولية.

وإزاء اللوحة العامة والتشبث بالمنهج الفاشل في الحكم وإدارة البلد، وتفاقم حالة الفقر والجوع والمرض والبطالة وسوء الخدمات العامة، وحالة الاحتقان الاجتماعي، وتزايد نزعات عسكرة المجتمع، وتخريب منظم للقيم والأعراف، وإشاعة روح التحلل وانتشار المخدرات والسلاح المنفلت، والتغيرات المناخية وشح المياه وتدهور الواقع البيئي وغيرها، أكد اجتماع اللجنة المركزية ان حزبنا يعمل بصورة دؤوبة على توفير الفاعل السياسي والاجتماعي القادر على تلبية حاجة شعبنا الى بديل سياسي يرفض المحاصصة والفساد، والسلاح المنفلت، ويسعى الى توظيف موارد البلد وثرواته الوطنية لبناء اقتصاد متنوع قوي، وتحقيق تنمية مستدامة، واتخاذ خطوات جريئة للإصلاح الجذري، الاقتصادي والإداري والمالي والنقدي، بهدف التأسيس لأفق التغيير الشامل، والخلاص من منظومة المحاصصة الطائفية والإثنية ومنهجها  الفاشل، والتوجه نحو إقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

هذا وسيصدر تقرير سياسي عن الاجتماع

بغداد 15 - 16 حزيران 2023