رحلت يوم الأحد الماضي 17.12.2023، الفنانة التشكيلية والمهندسة المعمارية تريز نصر- عزام ابنة مدينة حيفا، تاركة وراءها إرثا ثقافيا كبيرا، وإرثا غنيا من العمل السياسي والاجتماعي وسنينا طويلة في العمل المهني في مجالات تخصصها في هندسة الطرق والتصميم المعماري. 

الفقيدة كانت أختا توأما للفنانة التشكيلية ومخططة المدن سعاد نصر-مخول وشكلتا معا حالة فنية تقدمية ووطنية رائدة في أيام النهوض الوطني والثوري منذ سبعينيات القرن الماضي، وبرزت لوحاتهما الفنية على صفحات جريدة الاتحاد ومجلتي الجديد والغد عل ى مدار عشرات السنين. 

والراحلة كانت زوجة الراحل المحامي رضا ناصر عزام وأما للنا وتانيا ومايا.

وجدة لثلاثة أطفال: الما وزينة ومرشد. 

 وتعتبر الفقيدة من أوائل الفنانات الفلسطينيات وتنتمي الى الجيل الفني الأول الذي ولد ما بعد النكبة. 

وقد كان لأحداث النكبة وما تلاها من تشريد وهدم لمعالم حيفا واحيائها التاريخية، الذي استمر الى ما بعد سبعينيات القرن الماضي، الأثر الكبير في بلورة هويتها الفنية التي تركزت حول قضايا التهجير والاحتلال، والمعالم التاريخية لمدينة حيفا وأحيائها واهمها حي وادي الصليب.

وقد أظهرت الراحلة اهتماما كبيرا في طرح ورسم المرأة الفلسطينية بأسلوبها التعبيري الخاص الغني الذي يحمل كثيرا من معاني الكبرياء والتحدي، ومعاني التحرر الاجتماعي وقوة التصميم والإرادة جنبا الى جنب مع معاني الامومة الخالدة. ومن بين ما قالت تصف أحد اعمالها: 

" المرأة... قوتها في اتحادها... وحريتها في تمردها."

وقد نشطت تريز نصر عزام في صفوف ا لحزب الشيوعي وعضوا في لجنة منطقة الحزب لسنوات متتالية، وكانت لوحاتها تتصدر سنويا بطاقات التهنئة بيوم المرأة العالمي التي أصدرتها منطقة حيفا للحزب لتهنئة جمهور النساء في حيفا ومنطقتها، ونشطت في العمل البلدي وكانت تحتل لسنوات طويلة مكانا متقدما في قائمة جبهة حيفا في الانتخابات البلدية. 

 وقد رسمت تريز التي غادرت هذا العالم في أوج حرب الإبادة على غزة، العشرات من اللوحات تصف بها الحروب المتكررة على غزة. 

وقد كتبت حول أحد أعمالها: " غزة حكاية شعب نسيجه من الخيال. "

وشاركت بالعديد من المعارض الجماعية لفنانين فلسطينيين إضافة إلى معارض فردية، وتركت الفقيدة الفنانة تريز نصر- عزام إرثا فنيا مميزا وقيّما، ومئات اللوحات الفنية. 

 المرأة في يوم المرأة